«طالبان» تحظر تعليم الإناث في الجامعات «حتى إشعار آخر»!
أثار قرار حكومة حركة طالبان في أفغانستان، بحظر تعليم الإناث في الجامعات «حتى إشعار آخر» ردود فعل عالمية وإسلامية شديدة، وتم الإعلان عن هذا القرار في رسالة وجهتها وزارة التعليم العالي إلى جميع الجامعات الحكومية والخاصة في البلاد، وكانت الحركة التي لا يعترف المجتمع الدولي بشرعية حكمها، قد منعت التعليم الثانوي للفتيات منذ مارس.
وجاء في الرسالة الموقعة من الوزير ندا محمد نديم «أبلغكم جميعا بتنفيذ الأمر المذكور بوقف تعليم الإناث حتى إشعار آخر»، وأكد المتحدث باسم الوزارة ضياء الله الهاشمي الذي نشر الرسالة على تويتر، القرار في تصريح خطي لوكالة الأنباء الفرنسية.
ويأتي الحظر المفروض على التعليم العالي للنساء بعد أقل من ثلاثة أشهر من إجراء الآلاف منهن امتحانات القبول بالجامعة في أنحاء البلاد.
وبعد استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس العام الماضي، اضطرت الجامعات إلى تطبيق قواعد جديدة من بينها تخصيص فصول دراسية ومداخل تفصل بين الجنسين، كما سُمح فقط للأساتذة النساء والرجال كبار السنّ بتعليم الطالبات.
وفي 23 مارس منعت الفتيات في أنحاء البلاد من التعليم الثانوي، ما قلص بشدة عددهن في الجامعات.
وأثار القرار قلق المجتمع الدولي، حيث قال البيت الأبيض: إن الولايات المتحدة على اتصال بالحلفاء حول قرار وزارة التعليم العالي الأفغانية بتعليق دراسة الطالبات في الجامعات حتى إشعار آخر.
وذكرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان أن «الولايات المتحدة تدين قرار طالبان الذي لا يمكن الدفاع عنه بمنع الأفغانيات من تلقي تعليم جامعي».
كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن «قلقه العميق» لقرار طالبان منع الفتيات من ارتياد الجامعات في أفغانستان، داعيًا الحركة الإسلامية المتشددة إلى «ضمان المساواة في الحصول على التعليم على كل المستويات».
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة في بيان إن «الأمين العام يجدد التأكيد على أن الحرمان من التعليم لا ينتهك المساواة في الحقوق للنساء والفتيات فحسب، بل سيكون أثره مدمرًا على مستقبل البلاد».
بدوره، أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه عن بالغ انشغاله واستنكاره لهذا القرار المثير للقلق.
وقال: إن الخطوة التي اتخذتها حكومة الأمر الواقع من خلال وزارة التعليم العالي التابعة لها تثير الفزع الشديد لمنظمة التعاون الإسلامي، وكان الأمين العام ومبعوثه الخاص إلى أفغانستان قد حذرا مرارًا وتكرارًا سلطات الأمر الواقع من اتخاذ قرار من هذا القبيل، وكانت آخر رسالة تحذيرية تلك التي نقلها المبعوث الخاص للأمين العام إلى أفغانستان خلال زيارته لكابول في منتصف نوفمبر 2022.
ويعتقد الأمين العام أن تعليق وصول الطالبات إلى جامعات أفغانستان سوف يسهم بشكل كبير في تقويض مصداقية الحكومة القائمة، كما أنه بالقدر نفسه سيحرم الفتيات والنساء الأفغانيات من حقوقهن الأساسية في التعليم والتوظيف والعدالة الاجتماعية.
وعلى الرغم من أن منظمة التعاون الإسلامي لا تزال ملتزمة بسياسة التواصل مع إدارة الأمر الواقع، فإنه لا يسعها إلا أن تعرب عن شجبها لهذا القرار، داعيةً سلطات كابول إلى التراجع عنه من أجل المحافظة على الاتساق بين وعودها وقراراتها الفعلية.