بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (5)
فائدة:
قال عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - كنا مواقفي العدوَّ يوم بدر، وابنا عفراء الأنصاريان مكتنفاي، وليس قربي أحد غيرهما، فقلت في نفسي: ما يوقفني ها هنا؟! فلو كان شيء لأجلي هذان الغلامان عني، وتركاني. فبينا أنا أحدث نفسي أن أنصرف إذ التفت إلي أحدهما فقال: أي عم، هل تعرف أبا جهل؟ فقلت: نعم، وما تريد منه يا ابن أخي؟ فقال: أرنيه، فإني أعطيت الله عهدًا إن عاينته أن أضربه بسيفي حتى أقتله أو يحال بيني وبينه. فالتفت إلى الآخر فسألني عن مثل ما سألني عنه أخوه، وقال مثل مقالته، فبينا أنا كذلك إذا برز أبو جهل على فرس ذنوب يقوم الصف. فقالت: هذا أبو جهل. فضرب أحدهما فرسه، حتى إذا اجتمع له حمله عليه، فضربه بسيفه فأندر فخذه، ووقع أبو جهل، وتحمل عضروط كان مع أبي جهل - على ابن عفراء فقتله، فحمل ابن عفراء الآخر على الذي قتل أخاه فقتله. وكانت هزيمة المشركين[1].
فائدة:
قيل لسهل بن عبد الله كيف يقوى إيمانه - يعني العبد - قال: بعلمه أنه عبد الله وأن الله مولاه وشاهده، عالم به وبضمائره، قائم عليه.
قال الله - عز وجل -: ﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ﴾ [الرعد: 33]، ويعلم أن مضرته ومنفعته بيده، قادر على فرحه وسروره، قادر على غمه وأنه به رءوف رحيم. ولابد أن يلزم قلبه مشاهدة الله إياه، وقيامه عليه وأنه مطلع على ضميره، قال الله - عز وجل -: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ﴾ [البقرة: 235]، فيراه بقلبه قريبًا منه فيستحي منه ويخافه ويرجوه ويحبه ويؤثره ويلتجئ إليه ويظهر فقره وفاقته له، وينقطع إليه في جميع أحواله. فهذه ما لابد للخلق أجمعين منها أن يعملوا بها، بعث الله تعالى أنبياءه عليهم الصلاة والسلام بهذا ولهذا وفي هذا، وأنزل الكتاب لهذا، وجاءت الآثار عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- على هذا، وعن أصحابه والتابعين وعملوا به حتى فارقوا الدنيا، وكانوا على هذا، لا ينكر إلا جاهل[2].
فائدة:
قال في حاشية الزاد (ورطوبة فرج المرأة طاهر كالعرق والريق، والمخاط). اهـ[3].
فائدة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقد تنازع العلماء في السنن الرواتب مع الفريضة. فمنهم من لم يوقت في ذلك شيئًا. ومنهم من وقت أشياء بأحاديث ضعيفة؛ بل أحاديث يعلم أهل العلم بالحديث أنها موضوعة كمن يوقت ستًا قبل الظهر وأربعًا بعدها وأربعًا قبل العصر وأربعًا قبل العشاء وأربعًا بعدها ونحو ذلك. والصواب في هذا الباب القول بما ثبت في الأحاديث الصحيحة دون ما عارضها وقد ثبت في الصحيح ثلاثة أحاديث: حديث ابن عمر قال: "حفظت عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر" وحديث عائشة "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي قبل الظهر أربعًا" وهو في الصحيح أيضًا وسائره في صحيح مسلم كحديث ابن عمر وهكذا في الصحيح وفي رواية صححها الترمذي صلى قبل الظهر ركعتين. وحديث أم حبيبة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة بنى الله له بيتًا في الجنة " وقد جاء في السنن تفسيرها: (أربعًا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر فهذا الحديث الصحيح فيه أنه رغب بقوله في ثنتي عشرة ركعة. وفي الحديثين الصحيحين: أنه كان يصلي مع المكتوبة إما عشر ركعات وإما اثنتي عشرة ركعة وكان يقوم من الليل إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة فكان مجموع صلاة الفريضة والنافلة في اليوم والليلة نحو أربعين ركعة كان يوتر صلاة النهار بالمغرب ويوتر صلاة الليل بوتر الليل[4].
سهل بن عبد الله:
فائدة:
قال: البلوى من الله على وجهين: بلوى رحمة، وبلوى عقوبة. فبلوى الرحمة تبعث صاحبها على إظهار فقره إلى الله تعالى وترك التدبير. وبلوى العقوبة تبعث صاحبها على اختياره وتدبيره[5].
عن ابن عمر- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن لله - عز وجل - عبادًا خصهم بالنعم لمنافع العباد يقرها فيهم ما بذلوها؛ فإذا منعوها حولها منهم وجعلها في غيرهم".
فائدة:
بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الزبير إمساك "فأخذ بعمامته فجذبها إليه وقال: يا ابن العوام أنا رسول الله إليك وإلى الخاص والعام، يقول الله - عز وجل -: أَنفِق أُنفِق عليك، ولا ترد فيشتد عليك الطلب، إن في هذه السماء بابًا مفتوحًا ينزل منه رزق كل امرئ بقدر نفقته أو صدقته ونيته، "فمن قلل قلل عليه، ومن كثر كثر عليه "فكان الزبير بعد ذلك يعطي يمينًا وشمالاً[6].
علي بن معبد:
فائدة:
يقول كتبت كتابًا فأخذت طينًا من حائط - يعني يتربه - فوقع في نفسي منه شيء فقلت: تراب، وما تراب؛ فرأيت فيما يرى النائم كأني يقال لي سيعلم الذي يقول وما تراب!
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|