لا يمكن إعتبار مرض إرتفاع ضغط الدم مرضآ بسيطآ فهو يؤثر على صحة المصابين به ويهدد حياتهم بالخطر ، كما أن مرض إرتفاع ضغط الدم يسبب متاعب كبيرة للمصاب به ، فيؤثر على حياته كلها بالسلب ، ويفقد المريض قدرته على ممارسة حياته بشكل طبيعي كغيره من الأصحاء ، لذلك وبالرغم من أن أدوية ضغط الدم لا تعالج ضغط الدم بشكل نهائي إلا أن دورها الهام لا يمكن أن ينكره أحد ، فأدوية ضغط الدم تستخدم بالأساس للسيطرة على إرتفاع ضغط الدم الزائد فالإرتفاع الزائد في ضغط الدم يسبب أمراض خطيرة أو يتسبب في وفاة المريض على الفور ، لذلك فالأدوية تسيطر على إرتفاع ضغط الدم ، كما أنها تحد من أعراضه و مضاعفاته الخطيرة ، بالإضافة إلى أنها تسيطر على ضغط الدم وتمنع تكرار إرتفاعه ، لأن هذا التكرار يشكل خطرآ كبيرآ على مختلف أعضاء الجسم .
وعندما تعمل أدوية ضغط الدم بشكل طبيعي وسليم فإن ضغط الدم الإنقباضي يصبح 140 ملم زئبقي ، كما يصل ضغط الدم الإنبساطي إلى 90 ملم زئبقي ، وهذه المقاييس تعتبر الحد المتوسط لضغط الدم الطبيعي السليم ، وهو ما تعمل الأدوية والعلاجات الخاصة بضغط الدم عليه ، ويوضح الأطباء دائمآ أن أدوية ضغط الدم لا يمكن أن تعمل وحدها دون نظام حياة صحي سليم يخفض ضغط الدم المرتفع وبالتالي يعتبر نظام الحياة الصحي أهم عامل مساعد لأدوية ضغط الدم على خفض الضغط المرتفع ووصوله إلى مستويات مقبولة لا تضر بالمريض .
وقبل أن يبدأ المريض المصاب بإرتفاع ضغط الدم في تناول أي دواء لعلاج الخلل الموجود بضغط الدم ، يهتم الطبيب بمراقبة حالة ضغط الدم مراقبة دقيقة ، فيقوم الطبيب بقياس ضغط دم المريض بشكل منتظم ، كما يطلب من المريض أن يقوم في المنزل بقياس ضغطه بأجهزة جيدة ودقيقة ، مع أهمية أن يقوم المريض بتدوين القياسات التي يحص عليها من الجهاز والخاصة بضغط دمه لمقارنة هذه القياسات فيم بعد ، لمعرفة ما إذا كان إرتفاع ضغط الدم مؤقت أم أنه أمر دائم يستوجب علاج مستمر .
فضغط الدم نوعين ، نوعآ مؤقتآ يتم اللجوء للعلاجات لإعادة القياسات لمعدل طبيعي معقول بعدها يمكن أن يطلب الطبيب من مريضه التوقف عن العلاج لإنتهاء خطر إرتفاع ضغط الدم ، أما في حالات ضغط الدم المزمن وهو الأكثر شيوعآ وإنتشارآ بين الكثيرين ، يقرر الطبيب المعالج أن يتم تناول أدوية علاج إرتفاع ضغط الدم طوال الحياة دون توقف ، لأن ضغط الدم في هذه الحالة يصبح معرضآ للإرتفاع طوال الوقت دون العلاج ، لذلك فالعلاج تظهر أهميته هنا للحفاظ على ضغط الدم من الإرتفاع طوال الوقت . ما هي أهم أدوية ضغط الدم : 1 – مدرات البول : إن مدرات البول أحد أهم علاجات إرتفاع ضغط الدم ، فإدرار البول يخفض الأملاح والسوائل الزائدة في الجسم من خلال البول ، وبالتالي ينخفض ضغط الدم أيضآ ، ففي بداية العلاج بدواء من هذا النوع يشعر المريض بزيادة التبول بشكل ملحوظ ، ثم يختفي هذا الشعور بعد الإنتظام على العلاج ، كما أن هذه الأدوية يلجأ لها الكثير من الأطباء لعلاج قصور القلب . 2 – حاصرات بيتا : تعرف حاصرات بيتا كعلاج جيد وفعال لضغط الدم المرتفع وبعض أمراض القلب أيضآ ، فتعمل حاصرات بيتا على إبطاء نبض القلب قليلآ وبالتالي يقل العبء الواقع على شرايين القلب ، وبالتالي ينخفض ضغط الدم ويتحسن أيضآ ، المشكلة أن حاصرات بيتا قد تسبب في إصابة مرضى الجهاز التنفسي ببعض الأضرار ، لذلك فإن الأطباء يتحرون الدقة بشكل كبير ، قبل التوصية بتناول هذا العلاج . 3 – حاصرات الكالسيوم : تعد حاصرات قنوات الكالسيوم مادة تبطيء من حركة الكالسيوم داخل عضلات الجسم ، وهو ما يسبب إرتخاء الشرايين ، وبالتالي يهدأ نبض القلب فيقل ضغط الدم المرتفع ، وهذا العلاج يعد علاجآ مثاليآ بالنسبة لمرضى ضغط الدم المرتفع من كبار السن أو المرضى المصابون بتسارع ضربات القلب . 4 – حاصرات أنجيوتنسين : تقوم حاصرات الأنجيوتنسين بعمل تمدد في الشرايين والأوردة ، وزيادة وصول الدم للكليتين وإدرار البول أيضآ ، وكل هذه العوامل تؤدي بكفاءة لخفض ضغط الدم المرتفع .
ومن الضروري ألا يلجأ المريض لتناول أي من العلاجات دون استشارة طبيب ، فالطبيب المتخصص هو الشخص الوحيد الذي يكون على دراية بما ينفع المريض وما يضره ، فيختار الدواء الأنسب والاكثر فعالية للمريض حسب حالته الصحية ، وعمره وما إذا كان مصابآ بامراض أخرى أم لا ، فكل هذه المعايير تحدد الدواء المناسب لحالة كل مريض .