لم يخلق الله شيئآ بجسم الإنسان إلا وله فائدة كبيرة ، لكن الإنسان بعدم إهتمامه بصحته وإهماله لها يتسبب في أن ينعكس كل شيء ليصبح ضارآ بدلآ من أن يكون نافعآ ومفيدآ ، فإهمال الصحة أمر خطير وما يترتب عليه من أمراض ومتاعب صحية هو أخطر ، لذلك فإن أغلب الامراض التي نسمع عنها حاليآ هي بالأساس نتيجة عدم الحفاظ على الصحة بشكل جيد ، وأحد أبرز هذه الأمراض هو إرتفاع ضغط الدم
، وقد أصبح إرتفاع ضغط الدم مرضآ خطيرآ خاصة مع إنتشاره في الفترة الأخيرة ، فقد أكدت العديد من الدراسات أنه في خلال فترة زمنية قليلة تضاعف معدل الإصابة بإرتفاع ضغط الدم بشكل مخيف وعلى مستوى واسع من مختلف دول العالم ، وقد أوضحت دراسة أخرى أن نسبة تتراوح من 30 إلى 40 بالمائة من مرضى القلب كانوا في الأساس مصابون بإرتفاع ضغط الدم ، وهو ما يوضح أيضآ مدى خطورة هذا المرض وأنه سبب العديد من الأمراض الخطيرة الأخرى . ما الفرق بين ضغط الدم وإرتفاع ضغط الدم : وضغط الدم يختلف عن إرتفاع ضغط الدم ، فضغط الدم ووجوده في الجسم هو علامة صحية على إنتظام عمل أجهزة الجسم بشكل سليم ، و ضغط الدم هو الضغط المبذول بواسطة دوران الدم داخل جدران الأوعية الدموية سواء كانت شرايين او أوردة أو حتى شعيرات دموية ، وتتميز هذه الأوعية الدموية بأنها مطاطية كما أن بها مرونة الشديدة حتى يصبح بإمكانها التمدد أثناء إنقباض القلب والانكماش الجزئى فى حالة إنبساط العضلة القلبية ، ويعمل ضغط الدم داخل جسم الإنسان وفق معدل معين لا ينبغي له أن يرتفع أو ينخفض ، وفي حالة زيادة هذا المعدل أو نقصه نصبح هنا أما حالة مرضية تسمى بإرتفاع ضغط الدم ، أو إنخفاض ضغط الدم أيضآ ، وهذا هو الإختلاف الحقيقي بين وجود ضغط الدم في جسم الإنسان وبين الإصابة بأحد أمراض ضغط الدم الخطيرة والتي تقلق الكثيرين ، فطالما يعمل ضغط الدم وفق معدل طبيعي معتدل دل ذلك على عدم وجود أي خلل بالجسم . كيف يتولد ضغط الدم : وينشأ ضغط الدم من خلال عمل القلب ، لذلك فإن أي خلل في معدل ضغط الدم يؤثر على عمل القلب ويصيبه بأمراض عديدة أيضآ ، فنبضات القلب هي من تنشيء ضغط الدم بالأساس ، فعندما يقوم القلب بالإنقباض يتم ضخ الدم ليتدفق داخل جدران الأوعية الدموية ، فتسمى هذه العملية بضغط الدم الإنقباضي ، والعكس يحدث عندما يقوم القلب بالإنبساط أو الإرتخاء يقل ضخ الدم للأوعية الدموية في هذه اللحظة ، ويسمى أيضآ بضغط الدم الإنبساطي ، وبمتابعة هذه العمليات وجد الأطباء أن ضغط الدم المثالي يجب أن يكون 120/80 . كيف يحافظ الجسم على ضغط الدم : وبالرغم من أن القلب هو من يولد إرتفاع ضغط الدم ، إلا أن جميع أجهزة الجسم تساهم في هذه العملية ، فتعمل على الحفاظ على مستوى معتدل لضغط الدم ، وصحيح ان إرتفاع ضغط الدم أمر خطير غير بسيط ، لكن أيضآ إنخفاضه عن المعدل الطبيعي أمر خطير أيضآ ، لذلك فتعمل أجهزة الجسم كلها على الحفاظ على مستوى ضغط الدم دون أي خلل أو عدم إنضباط .
ويلاحظ أن الأوعية الدموية تحتوي على أجهزة استشعار ، حيث تقوم بمراقبة مستوى ضغط الدم بدقة ، وتقوم الاوعية الدموية الحساسة لأي تغير يحدث في مستوى ضغط الدم بإرسال إشارات إلى القلب والكليتين ، بالإضافة إلى الأوردة والشرايين ، فتقوم الأوعية الدموية من خلال هذه الإشارات بإحداث بعض التغيرات في أعضاء الجسم المختلفة حتى تتكيف هذه الأعضاء مع التغير الذي حدث في ضغط الدم . 1 – القلب : يقوم القلب بالاسراع في النبض أوا لإبطاء حسب ما تقتضي الحاجة المهم أن يحافظ على مستوى معتدل من ضغط الدم ، وتتحدد طريقة عمل القلب من خلال الإشارات التي يتلقاها من الأوعية الدموية . 2 – الكليتين : تقوم الكليتين بخفض ضغط الدم في حالة إرتفاعه من خلال إخراج كميات كبيرة من البول خارج الجسم ، وهو تقريبآ نفس فكرة عمل أدوية ضغط الدم المدرة للبول . 3 – الشرايين : عندما تتلقى الشرايين إشارات من الاوعية الدموية فإنها قد تقلل من مقاومتها للدم الذي يضخ إليها أو العكس فقد تزيد من مقاومتها للدم المتدفق بحسب حالة الضغط . 4 – الاوردة : تتمدد الأوردة لاستقبال كمية كبيرة من الدم لتقوم بخفض ضغط الدم المرتفع ، أو تنقبض هذه الأوردة حينما يقوم ضغط الدم بالإنخفاض حتى يتم رفع مستوى الضغط قليلآ ليصبح معتدلآ . فتعمل أجهزة الجسم وكأنها فريق واحد للحفاظ على مستوى ضغط الدم لعدم إصابة القلب أو أي عضو بالجسم بضرر أو أذى .