الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:
فلا يَنْفَكُّ الناسُ عن مَجالِسَ يَجْلِسُ فيها المرءُ مع أصحابِه وإخوانِه، يُحادثهم، ويتبادل معهم الرَّأي. أو مَجالِسِ عِلمٍ يَتَعَلَّمُ فيها الإنسانُ ما ينفعه في دِينه ودُنياه. أو مَجالِسَ يتحدَّثُ فيها الناسُ حول الأمورِ العامة والخاصة.
وهذه المَجالِسُ تُطْرَحُ فيها أسئِلةٌ، وتُعْرَضُ في أثنائها استفهاماتٌ؛ طَلَبًا للتَّوضيح، أو مُطالَبَةً بالدَّليل. فلا غِنَى للناس عن السُّؤال، ولذا ينبغي للمُسِلَم أنْ يَتَعَلَّمَ شيئًا من أَدَبِ السُّؤال، حتى يَنْضَبِطَ حِوارُه، ويَتَّسِمَ بِحُسْنِ الأدب وطِيبِ المَقال، وكما قيل:
(أَدبُ السَّائِلِ أَنفعُ مِنَ الوَسَائِل). قال ابنُ حجرٍ رحمه الله: (العِلْمَ سُؤَالٌ وَجَوَابٌ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ: حُسْنُ السُّؤَالِ نِصْفُ العِلْمِ).
وللسُّؤال أغراضٌ مُتَعَدِّدَة: فأحيانًا يكون لِلتَّعرُّفِ على الناس وأحوالهم؛ كما في سؤالِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لِوَفْدِ عَبْدِ القَيْسِ: «مَنِ القَوْمُ؟ أَوْ مَنِ الوَفْدُ؟» رواه البخاري. وأحيانًا يكونُ القَصْدُ منه الوصولَ إلى مَعلومَةٍ مُهِمَّة؛ كما وَقَعَ ذلك من ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ؛ حين سألَ: «فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ فَمَنْ خَلَقَ الأَرْضَ؟» رواه مسلم. ثم اسْتَحْلَفَ بِخالِقِ هؤلاء على ما يُريد التَّثَبُّتَ منه.
وأحيانًا يكون الاستفهامُ تقريريًّا، بأنْ يكونَ عن مُقَدِّماتٍ بَيِّنَةٍ، وحقائِقَ مُؤكَّدَةٍ، لا يُمْكِنُ لأحَدٍ أنْ يَجْحَدَها، وتدلُّ على المطلوب إثباته، وتُقَرِّرُ الخَصْمَ بالحق؛ كما في قوله تعالى: ﴿
أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴾ [يس: 81]؛ وقوله تعالى: ﴿
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ [البلد: 8-10].
عِباد الله.. ومِنْ أهَمِّ الآدابِ التي ينبغي لَلسائِلِ أنْ يَتَأَدَّبَ بها:
التَّقْدِمَةُ بين يَدَي السُّؤال، والاعْتِذارُ قَبْلَ طَرْحِه؛ ولا سِيَّما إذا كان السُّؤالُ مُحْرِجًا، أو دَقِيقًا، أو سَتَتْلُوه أسْئِلَةٌ أُخرَى مُهِمَّة - قد يَتَضايَقُ منها المَسْؤول – فلا بأسَ أنْ يَذْكُرَ السائِلُ عِبارَةً تَدُلُّ على حُسْنِ أدبِه، واحترامِه وتقديرِه؛ كما فَعَلَ ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ رضي الله عنه - في قِصَّةِ إسلامِه - حَيثُ قدَّمَ بين يدي سُؤالِه بِمُقَدِّمَةٍ لَطِيفة، حيثُ قال - للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي المَسْأَلَةِ، فَلاَ تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ. فَقَالَ: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ» رواه البخاري.
ومن ذلك: تَقْدِمَةُ أُمِّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها - حين أرادتْ أنْ تَسْألَ عن احْتِلامِ المرأة - فبَدَأَتْ بقولِها: «يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهَلْ عَلَى المَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ؟» رواه البخاري ومسلم.
ومِنْ أدَبِ السُّؤال: اخْتِيارُ الصِّيغَةِ المُناسِبَة، وإِيضاحُ السُّؤالِ وعَدَمُ إبهامِه؛ فلا ينبغي أنْ تكونَ عِبارَةُ السُّؤالِ قَبِيحَةً، أو رَكِيكَةً، أو غَيرَ مفهومة، أو لا تُؤَدِّي المعنى الذي يُرِيده السَّائل، أو تَحْتَمِلُ عِدَّةَ مَعانٍ، مِمَّا يُؤثِّرُ في موضوع السُّؤال، أو نَفْسِيَّة المَسْؤول.
ومن الأسئلةِ الحَسَنَةِ التي أَعْجَبَتْ سامِعَها في مَوضوعِها، وصِيغَتِها، وحُسْنِ عِبارتِها: سؤالُ ذلك الأعرابِيِّ الذي عَرَضَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم - وهو في سَفَرٍ - ثم قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الجَنَّةِ، وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. فَكَفَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ وُفِّقَ، أَوْ لَقَدْ هُدِيَ» قَالَ: «كَيْفَ قُلْتَ؟» فَأَعَادَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ» رواه مسلم.
ومِثْلُه: سُؤالُ ذِي اليَدين - حِينَ سَهَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الصَّلاة –فقال له: «أَحَدَثَ فِي الصَّلاَةِ شَيْءٌ؟» رواه البخاري ومسلم.
ومِنْ أدَبِ السُّؤال: أنْ يكونَ الغَرَضُ من السُّؤال غَرَضًا شَرْعِيًّا صَحِيحًا، لا يَقْصِدُ منه التَّعنُّتَ، وإِضاعَةَ الوقت، وأنْ يَتَبَيَّنَ به جَوانِبَ الموضوع ومُلابَساتِه؛ كما كانَتْ عائِشَةُ رضي الله عنه لاَ تَسْمَعُ شَيْئًا لاَ تَعْرِفُهُ إِلاَّ رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ، فَلَمَّا سَمِعَت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ». قَالَتْ: أَوَ لَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ [الانشقاق: 8]. فَقَالَ: «إِنَّمَا ذَلِكَ العَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ يَهْلِكْ» رواه البخاري. قال ابنُ حجرٍ رحمه الله: (وَفِي الحَدِيثِ: مَا كَانَ عِنْدَ عَائِشَةَ مِنَ الحِرْصِ عَلَى تَفَهُّمِ مَعَانِي الحَدِيثِ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَتَضَجَّرُ مِنَ المُرَاجَعَةِ فِي العِلْمِ، وَفِيهِ جَوَازُ المُنَاظَرَةِ، وَمُقَابَلَةُ السُّنَّةِ بِالكِتَابِ).
ولا بأسَ بِتَعَدُّدِ الأسئلة وتَنَوِّعِها حَسَبَ الحاجةِ إليها، حتى يَتَّضِحَ الأمرُ جليًّا؛ كما في حديثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه، حِين أراد أبوه أنْ يَهَبَهُ شيئًا من مالِه، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخْبَرَه بما عَزَمَ عليه، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا بَشِيرُ! أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا؟» قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: «أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا؟» قَالَ: لاَ! وفي روايةٍ: «أَلَيْسَ تُرِيدُ مِنْهُمُ البِرَّ مِثْلَ مَا تُرِيدُ مِنْ ذَا؟» قَالَ: بَلَى. قَالَ: «فَلاَ تُشْهِدْنِي إِذًا؛ فَإِنِّي لاَ أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ» رواه مسلم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله...
ومِنْ أدَبِ السُّؤال: اخْتِصارُ السُّؤالِ، وعَدَمُ ذِكْرِ تَفْصِيلاتٍ وجُزْئِيَّاتٍ لا داعِي لها، ولا تُؤَثِّر في المعنى، حتى لا يَضِيعَ الوقْتُ، ولا يُنْسَى أَصْلُ موضوعِ السُّؤال، وكذلك الاقْتِصارُ في الأسئلةِ على ما يَتَعَلَّقُ بالموضوع، وعَدَمُ الإكثارِ منها أو تَعَدُّدُها بما لا حاجَةَ فيها، أو تَكَرُّرُها عِدَّةَ مراتٍ، فكُلُّ ذلك يُنافِي أَدَبَ السُّؤال.
ومِنْ أدَبِ السُّؤال: لا بأسَ - أحيانًا - أنْ يُلَقِّنَ السَّائِلَ آدابَ السُّؤالَ في أثناءِ الردِّ عليه، ولا سيما إذا كان سَيِّئَ الأدَبِ، ولا يُحْسِنُ إلقاءَ السُّؤال؛ كما فَعَلَ موسى عليه السلام مع قَومِه، عندما أمَرَهُمْ بِذَبْحِ البقرةِ، فسَألُوه قائلين: ﴿
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ؟ ﴾ [البقرة: 68].
فسؤالُهم هذا؛ فيه سُوءِ أدبٍ من جوانِبَ عِدَّة: حيثُ يُشْعِرُ بإنكارِهم واستهزائِهم، وعَدَمِ التَّسْليمِ لِرَبِّهم، وعَدَمِ تَصْدِيق رَسولِهم، كما أنَّهم لم يُحسِنوا اخْتِيارَ العِبارة، حيثُ قالوا: ﴿
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ ﴾! فكأنَّما هو ربُّه وحْدَه، وكأنَّ المسألَةَ لا تَعْنِيهم، إنما تَعْنِي موسى ورَبَّه، ثم يسألون عن ماهِيَّةِ البَقَرة، وهذا لا فائِدَةَ منه ولا طائِلَ تحتَه. فموسى عليه السلام سَلَكَ - في الإجابة - طَرِيقًا غيرَ طَرِيقِ السُّؤال، فَلَمْ يُجِبْهُمْ بِانحِرافِهم في صِيغَةِ السُّؤال - كي لا يَدْخُلَ معهم في جِدالٍ - وإنَّما أجابَهُمْ عن صِفَةِ البَقَرَة، ولَمَحَ له بالأدبِ الواجِبِ في السُّؤال، وفي التَّلَقِّي: ﴿
إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ﴾ [البقرة: 68].
وهناك مَواضِعُ يُكْرَهُ فيها السُّؤال - كما ذَكَرَها الشاطِبِيُّ رحمه الله - ومِنْ أهَمِّها: السُّؤالُ عَمَّا لا ينفع. وأنْ يَسْأَلَ عن زِيادَةٍ لا فائِدَةَ منها، بعدَما بَلَغَ من العلمِ في المَسأَلَةِ حاجَتَه. والسُّؤالُ من غيرِ احتياجٍ إليه عِندَ وقْتِ السُّؤال. وأنْ يَبْلُغَ بالسُّؤالِ إلى حَدِّ التَّكَلُّفِ والتَّعَمُّقِ الزَّائِدِ عن حَدِّه. وأنْ يَظْهَرَ مِنَ السُّؤالِ مُعارَضَةُ الكِتابِ والسُّنَّةِ بالرَّأْي. وسُؤالُ التَّعَنُّتِ والإِفحامِ وطَلَبِ الغَلَبَةِ في الخِصام.
عِباد الله.. ويَتَعَلَّقُ بِمَوضوعِ السُّؤالِ اسْتِخْدامُ الاستفهامِ الإِنكارِي مع الخَصْمِ؛ وهو أنْ يُنْكَرَ عليه قَولٌ أو فِعْلٌ عن طريق السُّؤالِ فلا يَمْلِكُ جَوَابًا. وق
د اسْتُخْدِمَ هذه الأسلوبُ في القرآن كثيرًا مع أصْنافِ المُعانِدين مِنْ أهل الكتاب والمشركين والمنافقين وغيرِهم: فمِن استعمالِه مع أهلِ الكتاب قولُه تعالى: ﴿
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 71]؛ وقولُه سبحانه: ﴿
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 65]؛ وقولُه أيضًا: ﴿
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 59].
ومِن استعمالِه مع المُشْرِكين قولُه تعالى: ﴿
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 28]؛ وقولُه: ﴿
قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [سبأ: 27]. ففي هذه الأسئلةِ اسْتِنْكارٌ واسْتِخْفافٌ بأولئك المُعْرِضين المُعانِدين. ومنِ استع
مالِه مع المُنافِقين قولُه تعالى: ﴿
قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [التوبة: 65].
وقد اسْتَعْمَلَ الرُّسُلُ مع أقوامِهم أسْئِلَةً كَثِيرةً لِمِثْلِ هذا الغَرَضِ؛ إنكارًا عليهم، وتَبْكِيتًا لهم، وإلزامًا لهم بِالحُجَّةِ، وقَطْعًا لِباطِلِهم، ودَحْضًا لِشُبُهاتِهم: كما قال إبراهيمُ عليه السلام لِقومِه - في سُؤالِه لهم عن الأصنامِ التي كانوا يَعْبُدون: ﴿
قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴾ [الشعراء: 72، 73]؛ وكما قال لُوطٌ عليه السلام لِقومِه – مُنْكِرًا عليهم: ﴿
أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنْ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ [الشعراء: 165، 166].