من معبر باب الهوى في الشمال الغرب السوري، دخلت أمس الأول قافلة أممية إلى سوريا من تركيا محمّلة بمساعدات يحتاج إليها بشدّة الضحايا السوريون للزلزال الذي ضرب البلدين وأوقع أكثر من 37 ألف قتيل، في حصيلة مرشحة للتضاعف وفقاً للأمم المتحدة التي حذّرت من إخفاق في إيصال المساعدات إلى الأراضي السورية. ونقل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، أن القافلة محمّلة بلوازم للإيواء المؤقت مع خيام بلاستيكية وبطانيات وفُرش وحبال وغيرها. وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصّصة لشمال غربي سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود. بدوره، أشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث في تغريدة أطلقها إلى أن الوكالة الأممية «خذلت حتى الآن الناس في شمال غربي سوريا. هم يشعرون عن حق بأنهم متروكون ، داعياً إلى إصلاح هذا الإخفاق بأسرع وقت». أما المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، فقال أمس، إن بلاده لا تضغط على دمشق في الشؤون الإنسانية، مؤكداً أن هناك اتصالاً دائماً وأن روسيا مستمرة في تقديم المساعدة في أعقاب الزلزال. وقال بيسكوف للصحفيين، رداً على سؤال عما إذا كانت موسكو تتخذ إجراءات بشأن الوضع في سوريا، وما إذا كانت روسيا تضغط على الحكومة السورية للحصول على المساعدات الإنسانية: «لا، روسيا لا تضغط على الحكومة السورية، نحن على اتصال دائم. تبذل روسيا جهودًا كبيرة لتقديم المساعدة لضحايا هذا الزلزال المدمر في سوريا». وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عناصر الجيش الروسي قدمت مساعدات طبية لـ 240 مواطناً سورياً، ونظمت توزيع 44.5 طن من المساعدات الإنسانية على المحتاجين. ميدانياً، انتشل عناصر الإنقاذ المزيد من الناجين من تحت الأنقاض، بعد أسبوع من الزلزال الهائل الذي أودى بحياة أكثر من 35 ألف شخص في تركيا وسوريا حتى الآن، وفق أحدث حصيلة غير نهائية قالت الأمم المتحدة إنها قد تتضاعف. وكانت تبدو عمليات الإنقاذ هذه غير ممكنة بعد فترة 72 ساعة التي تعدُّ حاسمة بعد الكارثة. وليل الأحد الاثنين، أنقذ سبعة أشخاص أحياء، وفق الصحافة التركية، من بينهم طفل يبلغ ثلاث سنوات في كهرمان مرعش وامرأة تبلغ 60 عاماً في بسني في محافظة أديامان. كما أنقذت امرأة تبلغ 40 عاماً بعد 170 ساعة تحت الأنقاض في غازي عنتاب. وأُنقذ كل من مصطفى البالغ سبع سنوات ونفيسة يلماز البالغة 62 عاماً في محافظة هاتاي في جنوب شرقي تركيا، على ما أفادت وكالة الأناضول في وقت مبكر الاثنين. وبقي الاثنان عالقين 163 ساعة تحت الأنقاض قبل أن ينقذا الأحد. ونشر أحد أعضاء فريق الإنقاذ البريطاني مقطع فيديو على «تويتر» الأحد يظهر فيه أحد المنقذين يمر عبر نفق حفر في أنقاض المدينة ويسحب رجلاً تركياً عالقاً تحتها منذ خمسة أيام. وفي مدينة كهرمان مرعش الواقعة قرب مركز الزلزال، كانت حفارات تعمل على حفر الأنقاض ونبشها في حين تجمع أشخاص في انتظار أخبار عن أحبائهم. وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي لوسائل إعلام محلية إن 34 ألف و717 شخصاً يبحثون حالياً عن ناجين، مضيفاً أنه تم إيواء نحو 1.2 مليون شخص في مساكن طلبة وأجلي 400 ألف من المنطقة.