بوتين يتناول بطولات الأمهات وزيلينسكي يحذر من التوغل
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن روسيا تواجه اليوم مرة أخرى تهديدات مباشرة لأمنها، لكن مواطنيها يظهرون أمثلة على الشجاعة والاستعداد للدفاع عن الحقيقة، وأضاف بوتين خلال حفل تسلم جوائز الدولة لنساء روسيا المميزات: إنه في أوقات التحديات تتجلى لدى الإنسان أفضل الصفات بوضوح الأمر الذي يمكن لحظه لدى الشعب الروسي.
ميدانيًا، أعلنت مجموعة فاجنر المسلحة الروسية أمس سيطرتها على الجزء الشرقي من مدينة باخموت التي تشهد معارك طاحنة منذ أشهر فيما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن سقوطها سيجعل «الطريق مفتوحًا» أمام الجيش الروسي للتقدم في شرق أوكرانيا.
وحذّر الرئيس الأوكراني، من أنّه إذا استولت القوات الروسية على باخموت، المدينة التي يدافع جيشه عنها بضراوة منذ أشهر، فسيصبح الطريق مفتوحاً، أمام قوات موسكو للاستيلاء على مدن كثيرة في شرق البلاد.
وقال زيلينسكي لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية: «ندرك أنّه بعد باخموت يمكنهم الذهاب إلى ما بعدها، يمكنهم الذهاب إلى كراماتورسك، يمكنهم الذهاب إلى سلوفيانسك، الطريق سيكون مفتوحاً أمام الروس (...) إلى مدن أخرى في أوكرانيا.
وشدّد الرئيس الأوكراني على أنّ الدفاع عن هذه المدينة مسألة إستراتيجية، وقال: إن قواته مصممة على الدفاع عن المدينة ومنع سقوطها في أيدي الجيش الروسي.
وكان أكد قائد مجموعة فاجنر يفغيني بريجوجين قد أكد في رسالة صوتية نشرها مكتبه الإعلامي: إن وحدات فاجنر سيطرت على الجزء الشرقي بأكمله من باخموت، كل ما يقع شرق نهر باخموتكا.
وفي أحدث تقرير له نُشر الثلاثاء قال معهد دراسة الحرب (آي اس دبليو): إن قوات الكرملين استولت «على الأرجح» على الجزء الشرقي من المدينة بعد «انسحاب منظم» للقوات الأوكرانية من هذه المنطقة، وتعذر على وكالة فرانس برس تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وكان زيلينسكي قد دحض التكهنات حول انسحاب تكتيكي وأمر بارسال تعزيزات إلى هذه المدينة التي لحق بها دمار شبه كامل، رغم التقدم الروسي الأخير واحتمال أن تطوق، وتشهد المدينة المعركة الأطول والأكثر فتكًا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط/فبراير2022.
والأهمية الإستراتيجية لباخموت موضع جدل لكن المدينة اكتسبت أهمية رمزية وتكتيكية نظرًا للخسائر الفادحة التي تكبدها الجانبان، وتسعى موسكو إلى تحقيق انتصار رمزي منذ انتكاساتها الفادحة الخريف الماضي وتأمل أن يفتح لها الاستيلاء على المدينة الباب للاستيلاء على الجزء الذي لا يزال خارجا عن سيطرتها في منطقة دونباس الصناعية في شرق أوكرانيا، وبعد إحراز تقدم في الفترة الأخيرة، يبدو أن الروس يسيطرون على مداخل المدينة الشمالية والجنوبية والشرقية التي باتت مهددة بالتطويق، وتشن قوات مجموعة فاجنر هذا الهجوم متكبدة خسائر كبيرة.
وظل قائد مجموعة المرتزقة هذه في نزاع مفتوح مع القيادة العسكرية الروسية ويتهمها بعدم إمداد قواته المنتشرة في الخطوط الأمامية للمعركة بما يكفي من ذخائر، وأكد أن خطوط الدفاع الروسية ستنهار في حال انسحاب قواته.
من جهتهم يبدي الأوكرانيون تصميمًا على الصمود لاستنزاف القوات الروسية بانتظار هجوم مضاد يطلقونه مع الأسلحة الثقيلة والمدرعات الحديثة التي وعدهم بها الغربيون.
إلى ذلك يعقد وزراء الدفاع في الاتحاد الأوروبي اجتماعًا في ستوكهولم بحضور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ونظيرهم الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف،
ويعاني الجيش الأوكراني من نقص صارخ في القذائف من عيار 155 مليمترًا على ما حذرت الأطراف الغربية الداعمة لها في الأسابيع الأخيرة.
ويستهدف الاجتماع إعداد خطة من ثلاثة محاور لتوفير الذخائر لأوكرانيا على أن تقر في 20 مارس خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الأوروبية.
وطالبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أمام البرلمان في كندا بـ»دعم عسكري واقتصادي متين»، وحضت على جعل روسيا «تدفع ثمن جريمة العدوان «التي ارتكبتها، فيما سبق لها أن اقترحت في تشرين نوفمبر إنشاء محكمة خاصة.
والمشروع القائم على مشتريات مشتركة كبيرة لطمأنة الشركات المصنعة بشأن استمرارية الطلبات، يهدف إلى تلبية الاحتياجات الفورية لكييف وتعزيز قدرات صناعة الدفاع الأوروبية على الأمد الطويل.
ويهدف الجزء الأول الذي وضعه دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي إلى استخدام مليار يورو تسحب من «صندوق السلام الأوروبي» من أجل إرسال قذائف متوافرة في مخزونات جيوش الدول خلال أسابيع.
وحتى الآن، لجأ الحلفاء الأوروبيون لأوكرانيا بشكل كبير إلى مخزوناتهم العسكرية بدعم يصل إلى 12 مليار يورو بما في ذلك 3,6 مليارات من الصندوق نفسه.
وقال مسؤولون أوروبيون: إنه ما زالت هناك كميات من قذائف 155 ملم في المخزونات كافية لدرء الخطر عن دول الاتحاد الأوروبي، لكن على وزراء الدفاع توضيح هذه النقطة بالتفصيل، كذلك تنص الخطة على طلبيات مشتركة لجيوش الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا من أجل تشجيع مصنعي القذائف على زيادة قدراتهم.
وتطالب دول مثل إستونيا التي عرضت تقديم المزيد (أربعة مليارات يورو ومليون قذيفة) بالذهاب أبعد من ذلك، وقال ماديس رول المسؤول في وزارة الدفاع الإستونية لوكالة فرانس برس «وفقًا للاحتياجات الأوكرانية، سيحتاجون إلى 350 ألف قذيفة 155 ملم على الأقل في الشهر»، ويريد الاتحاد الأوروبي تجنب عرقلة البيروقراطية لخطته.
ويناقش الوزراء كذلك ما إذا كان ينبغي أن تقدم طلبيات الشراء وكالة الدفاع التابعة للاتحاد الأوروبي أو الدول الأعضاء التي تمتلك خبرة أكبر في هذا النوع من العقود، ومن نقاط الخلاف الأخرى فرضية شراء قذائف من خارج أوروبا من أجل التقدم بسرعة أكبر حسب البعض، لكن من دون دعم أوساط الصناعات العسكرية الأوروبية، كما يقول آخرون بقلق.
لكن هناك توافق بين الدول الـ27 على أنه بعد سنوات عدة من خفض الاستثمارات العسكرية بعد الحرب الباردة وما يسمى بالصراعات غير المتكافئة، يجب الاستعداد مجددًا للصراعات بين القوى العظمى.
وحذر مفوض السوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي تييري بروتون الثلاثاء من أن «الصناعة الأوروبية ليست مستعدة لاحتياجات صراع شديد الحدة»، وقال أمام الصحافيين: «يجب أن تعمل صناعة الدفاع لدينا بسرعة على تنشيط وضع +اقتصاد الحرب+».
وإلى جانب الطلبيات المشتركة، سيؤكد المفوض خصوصًا للوزراء الحاجة إلى تخصيص المزيد من الأموال للقدرات الصناعية والقروض بشروط مواتية، وتأتي المناقشات الأوروبية بينما أمر الرئيس فولوديمير زيلينسكي الجيش الأوكراني بتعزيز دفاعه عن مدينة باخموت، مركز القتال المهدَّد بالتطويق في شرق البلاد.
إنتاج دبابات «بانتير» في أوكرانيا
تبدأ السلطات الألمانية والأوكرانية العمل على إنتاج دبابات من حقبة الفيرماخت لمواجهة الجيش الروسي، حسب مجلة «جانغ ويلت»، وأشارت المجلة إلى أن قيادة الدفاع الألماني المجمع «راينميتال» ستبدأ في إنتاج دبابات «بانتير» في أوكرانيا.
ويذكر مؤلفو «Junge Welt» أن هذه الدبابات كانت تعمل على الأراضي السوفيتية خلال الحرب الوطنية العظمى، وعلى الرغم من خصائصها التقنية الجيدة تمكن الجيش الأحمر من تدميرها، حسبما نقل موقع «بوليت روس» عن المجلة.
إلى ذلك، انتقد المؤلفون من ألمانيا بشدة تصرفات حكومة أولاف شولتس، التي تقدم دعمًا متزايدًا للقوات الأوكرانية ومستعدة لتزويدهم بالمعدات العسكرية الثقيلة.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية، تغذي الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، الصراع في أوكرانيا، عبر إرسال كميات ضخمة من الأسلحة إلى نظام كييف، في محاولة لعرقلة أهداف العملية العسكرية الروسية، إلا أن موسكو أكدت في أكثر من مناسبة، أن العملية العسكرية لن تتوقف حتى يتم تحقيق كافة الأهداف المسندة إليها سواء بالطرق السلمية أو العسكرية.
أندريه ليدينيف يحذر من التضليل في قضية «نورد ستريم»
قال أندريه ليدينيف وزير مستشار السفارة الروسية في الولايات المتحدة أمس: إن الدبلوماسيين الروس يرون تقارير وسائل الإعلام الغربية حول تورط جماعة مؤيدة لأوكرانيا في الهجوم الإرهابي على خطوط أنابيب الغاز «نورد ستريم» الروسية كمحاولة لتضليل التحقيق في الحادث.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، قد ذكرت نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن المعلومات الاستخباراتية الجديدة أشارت إلى أن «مجموعة موالية لأوكرانيا» نفذت هجمات العام الفائت على خطوط أنابيب «نورد ستريم»، وبعد بضع ساعات، ذكرت صحيفة «زيت» الألمانية أن المحققين حددوا السفينة المستخدمة لتنفيذ الهجوم على خطوط الأنابيب.
وقال ليدينيف في بيان نشر في قناة «تلغرام» التابعة للسفارة: «ليس لدينا ثقة في «نزاهة» استنتاجات الاستخبارات الأمريكية، نحن نعتبر «التسريبات» المجهولة ليست أكثر من محاولة لإرباك أولئك الذين يحاولون بصدق الوصول إلى الحقيقة في هذه الجريمة الفظيعة، وتحويل اللوم عن رجال الدولة الذين أمروا ونسقوا الهجمات في بحر البلطيق إلى بعض الأفراد المجردين».
وأضاف: «نحن مقتنعون بأن العدالة ستسود في النهاية، إننا لن ندخر جهدًا حتى يحدث هذا».
إرسال 18 دبابة ألمانية و 3 برتغالية لأوكرانيا
أعلن وزير الدفاع الألماني عن إرسال 18 دبابة ألمانية و3 برتغالية من طراز «A6 Leopard 2» مع طواقمها المدربة إلى أوكرانيا في مارس، وجاء إعلان الوزير بوريس بيستوريس، عن ذلك قبل اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في ستوكهولم، قائلاً: «علمت للتو أن 18 دبابة ألمانية وثلاث دبابات برتغالية من طراز Leopard 2 من طراز A6، جنبًا إلى جنب مع الألوية المدربة، ستتمكن من الوصول إلى منطقة العمليات هذا الشهر».
وكانت الوزارة قد أعلنت في وقت سابق، أن برلين ليس لديها خطط على أرض الواقع حتى الآن حول إمداد أوكرانيا بمزيد من دبابات «ليوبارد 2».
وقال المتحدث باسم الوزارة، آرني كولاتز: «وفقًا للمبادرة الحالية، فإن تدريب الأوكرانيين في ألمانيا جار حاليًا وسيتم الانتهاء منه في الوقت المناسب، ثم سيتم تسليم حزمة من المساعدات العسكرية (على شكل دبابات)، إضافة إلى ذلك، لا يوجد خطط ملموسة لتوريد حزم أخرى من المساعدات».