ولادة الطفل يُمكن إجراء الولادة عندما يحل موعدها بعدّة طرق، منها الولادة الطبيعية والتي تُعتبر أكثر الطرق شيوعاً وأماناً، وفي عدّة حالات قد يُلجأ إلى الولادة عن طريق الشفط (بالإنجليزية: Vacuum delivery)؛ والتي تعتمد في مبدئها على استخدام ملقط بهدف الإمساك برأس الطفل وتوجيهه عبر قناة الولادة، إذ يتمّ وضع كوب بلاستيكي على رأس الطفل، ليسحب مقدم الرعاية الصحيّة الطفل بلطف من قناة الولادة، وقد يُلجأ إلى الولادة القيصرية (بالإنجليزية: Caesarean delivery) في العديد من الحالات التي لا تكون فيها الولادة الطبيعية ممكنة، وهناك عدّة حالات تضطر المرأة إلى هذا النّوع من الولادة من أجل الحفاظ على سلامتها وسلامة الطّفل.[١] الاعتناء بالطفل في الشهر الأول فيما يأتي بيان لأبرز النّقاط الواجب اتّخاذها بعين الاعتبار عند تقديم العناية للطّفل في الشهر الأول من حياته:[٢] حقن الطّفل بفيتامين ك وإعطائه مضاد حيوي على شكل مرهم للعيون بعد ولادته، إذ تُساهم حقن فيتامين ك في منع مشاكل النزيف، أمّا المضاد الحيوي فله دور في الوقاية من الإصابة بعدوى العيون، والتي قد تحدث نتيجة إصابة الأمّ بمرض السيلان (بالإنجليزية: Gonorrhea) أو الكلاميديا (بالإنجليزية: Chlamydia)، إذ قد تؤدي هذه العدوى إلى الإصابة بالعمى في حال عدم معالجتها. الكشف عن العديد من الحالات والأمراض التي قد يكون الطفل مُصاباً بها، ويتمّ ذلك من خلال أخذ عينة دم صغيرة من الطفل، كما يُجرَى أيضاً الكشف عن إصابة الطفل باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice) ويُجرَى فحص السّمع للكشف عن إصابة الطفل بمشاكل السمع. الحرص على تغيير حفاضة الطّفل بشكلٍ مستمر خاصّة عندما تكون رطبة أو متّسخة، وفي الحقيقة يحتاج الطّفل إلى تغيير الحفّاضات من 8 إلى 10 مرات في اليوم الواحد، ويُذكر بأنّ الوقت المناسب لفحص الحفاضة هو قبل الرضاعة وبعدها، وتجدر الإشارة إلى ضرورة اتّخاذ تدابير النظافة والرعاية المُوصى بها عند إجراء تغيير الحفّاضات. استشارة الطبيب في حال الرغبة بإجراء الختان (بالإنجليزية: Circumcision) للطفل الذكر، ويتمثّل ذلك بإزالة طبقة الجلد المُسمّاة بالقلفة (بالإنجليزية: Foreskin) التي تُغطي رأس القضيب، إذ يُجرى ذلك في أغلب الأحيان خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، ويُنصح باتّباع الإرشادات المُقدمة من قِبل الطبيب حول كيفية رعاية الطفل قبل وبعد الخضوع للختان. مسح يدي الطفل، ووجهه، وعنقه، وتحت الحفاضات بشكلٍ يوميّ، وتجدر الإشارة إلى أهمية تجنّب الاستحمام بشكلٍ يوميّ؛ إذ قد يؤدي ذلك إلى جفاف جلد الطفل. الانتباه إلى التغيّرات الطبيعيّة التي قد يخضع لها الطفل في الأسبوع الأول بعد ولادته، ونذكر منها ما يأتي: تضخّم الأعضاء التناسليّة نتيجة تغيّر مستويات الهرمونات في جسمه. زيادة في حجم الثدي سواء لدى حديثي الولادة الذكور أو الإناث، وقد يُلاحظ بعض النزف أو خروج إفرازات بيضاء من مهبل الأنثى. جفاف جدعة الحبل السّري وسقوطها من تلقاء ذاتها، وذلك خلال أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد الولادة، ويُنصح بالحفاظ على الجدعة نظيفة وجافّة منعاً لحدوث العدوى. وجود طبقة بيضاء أو شعيرات صغيرة على جسم الطفل، ويُعتبر ذلك أمراً طبيعياً، إذ إنّها تظهر أثناء وجوده في الرحم بهدف حمايته. إصابة الطفل بقبعة المهد (بالإنجليزية: Cradle cap)، وفي الحقيقة لا تحتاج هذه الحالة إلى العلاج، ويُمكن استشارة الطبيب للاطمئنان. وجود بقع داكنة على أرداف الطفل أو طفح جلدي على جسده، وتختفي هذه البقع من تلقاء ذاتها مع مرور الوقت. تغيّر طبيعة بُراز الطفل بحلول اليوم الرابع، إذ يتحوّل من اللون الأسود أو الأخضر الداكن إلى اللون البنيّ، أو الأخضر، أو الأصفر. إلباس الطفل ملابس مُناسبة وفقاً لدرجة حرارة الجو. إخضاع الطفل للّقاحات بحسب توصيات الطبيب. التّوجه إلى الطبيب في حال مرض الطفل، خاصّة عند مُعاناة الطفل من أعراض خطيرة، إذ إنّ تعرّض الطفل للمرض يكون سريعاً في هذه المرحلة. تغيير وضعيّة الطّفل بشكلٍ مُستمر؛ تجنّباً لتطوّر الرأس بشكلٍ مُسطّح. الانتباه إلى أنّ بكاء الطفل هو وسيلته للتّعبير عن احتياجاته والتّواصل مع محيطه، لذلك يُنصح بالبحث عن المُسبّب الذي يدعو الطفل للبكاء، ويُذكر بأنّ بكائه قد يكون بلا سبب، وهناك العديد من الطرق التي يُمكن اتّباعها لتهدئة الطفل والتي يُنصح الأهل بالاطّلاع عليها. بناء روابط عاطفيّة صحيّة مع الطفل، والحرص على بناء علاقات إيجابيّة بعدّة طرق، مع الحرص على توفير الرعاية، والرّاحة، والاستماع إليه، ويُذكر بأنّ اتّصال جسد الأهل مع جسد الطّفل وسيلة رائعة لتأسيس رابطة عاطفيّة بينهم وبين طفلهم. تطور الطفل في الشهر الأول فيما يأتي بيانٌ لأبرز التطورات التي قد يشهدها الطّفل خلال الشهر الأول بعد الولادة:[٣] النّمو: في الحقيقة يُولد الأطفال مع وجود سائل إضافيّ في أجسادهم، وقبل أن يستقر وزن الطفل ويبدأ في الزيادة، قد يفقد ما يصل إلى 10% من وزنه، ويعود الوزن لما كان عليه عند الولادة بانتهاء الأسبوع الثاني بعد الولادة، ويُلاحظ بأنّ الوزن يزداد بشكلٍ سريع خلال الشهر الأول، وذلك بمعدل 14 إلى 28 غرام في اليوم الواحد. المهارات الحركيّة: يمتلك الطفل عند ولادته العديد من ردود الفعل الفطريّة كالامتصاص، كما يكون الطفل قادراً على الالتفات إلى الثدي أو الحلمة للحصول على التغذية بعد ولادته بوقت قصير، وقد يكون الطفل قادراً على إغلاق قبضته مع قيام أحد الأشخاص بوضع إصبعه في كف الطفل. النّوم: في الحقيقة ينام الأطفال حديثي الولادة بمعدل 15 إلى 16 ساعة يومياً، إلّا أنّ نومهم يكون غير منتظم بسبب عدم اعتيادهم على دورة النهار والليل. الإحساس: تكون الرؤية غائمة لدى الأطفال عند ولادتهم، إلا أنّ الطفل يصبح قادراً على الرؤية بوضوح على بُعد 20 إلى 30 سنتيمتراً فقط، وعلى الرغم من عدم تطوّر السمع بعد، إلّا أنّ الأطفال حديثي الولادة يستطيعون التّعرف على الأصوات خاصّة تلك التي اعتادوا على سماعها خلال فترة وجودهم في الرحم كأصوات آبائهم، وأمّا عن حاسّة التّذوق فتكون براعم التذوق غير ناضجة بما يكفي للتمييز بين المر والحامض، ولكنّهم كالكبار يُفضلون الأشياء ذات المذاق الحلو، ويُذكر بأّن حاسّة الشمّ تكون متطورة لدى حديثيّ الولادة. تناول الطعام: بشكلٍ عامّ يتناول الأطفال في الشهر الأول عدداً من وجبات الرضاعة الطبيعيّة تتراوح بين 8 إلى 12 وجبة في اليوم الواحد، أيّ بمعدل وجبة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، وبالنسبة إلى الرضاعة الصناعية؛ أي استخدام الحليب الصناعي فتتراوح عدد الوجبات من 6 إلى 8 وجبات في اليوم الواحد. التّواصل: يُعتبر البكاء طريقة التواصل الوحيدة التي يستخدمها الطفل في الشهر الأول للتعبير، إذ قد يصِل مجموع ساعات البكاء اليوميّ إلى ثلاث ساعات.