ما هي المدة التي يستمر فيها فيروس كورونا على الأسطح ؟
مع استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) تختفي مواد التنظيف من على الرفوف في السوبر ماركت، ويقلق الناس بشأن كل شيء بداية من قطار المترو وحتى طاولة المطبخ ومقعد المرحاض الذي يلمسونه، ولكن يأتي السؤال المهم وهو إلى متى يمكن أن يستمر فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على الأسطح، قد وجد تحليل جديد أن الفيروس يمكن أن يظل قابلاً للحياة في الهواء لمدة تصل إلى 3 ساعات، وعلى النحاس لمدة تصل إلى 4 ساعات، وعلى الورق المقوى لمدة 24 ساعة وعلى البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ حتى 72 ساعة.
وقامت العديد من الدراسات الأخرى بتحليل عشرات المقالات المنشورة سابقًا حول فيروسات كورونا البشرية بخلاف فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) للحصول على فكرة أفضل عن المدة التي يمكن أن يعيش فيها خارج الجسم، واستنتجوا أنه إذا كان فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) يشبه الفيروسات البشرية الأخرى، مثل "أبناء أعمامه" الذين تسببوا في الإصابة بمرض السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، فيمكنه البقاء على الأسطح مثل المعدن أو الزجاج أو البلاستيك لمدة تسعة أيام.
ولكن بعضه لا يبقى نشطًا لمدة طويلة في درجات حرارة أعلى من 30 درجة مئوية، ووجد الباحثون أيضًا أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) يمكن أن يُمحى بفعالية بواسطة المطهرات المنزلية، فعلى سبيل المثال، يمكن للمطهرات التي تحتوي على 62-71 ٪ من الإيثانول، 0.5 ٪ بيروكسيد الهيدروجين أو 0.1 ٪ هيبوكلوريت الصوديوم من تعطيل فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) بكفاءة في غضون دقيقة.
ويجب أن تكون محاليل التبييض المنزلية المخففة ومحاليل الكحول التي تحتوي على 70 ٪ على الأقل من الكحول ومعظم المطهرات المنزلية الشائعة المسجلة في وكالة حماية البيئة فعالة في تطهير الأسطح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض قال إنه يمكن تحضير محلول التبييض عن طريق خلط 5 ملاعق كبيرة (ثلث كوب) من المبيض لكل جالون من الماء أو 4 ملاعق صغيرة من المبيض لكل لتر من الماء.
وقالت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أنه لا تخلط أبداً بين المبيض المنزلي والأمونيا أو أي منظف آخر فيمكن أن يؤدي خلط المنظفات الشائعة معًا إلى إنتاج أبخرة سامة، فعلى سبيل المثال، عندما يتم خلط المبيض مع محلول حمضي ينتج التفاعل الكيميائي غاز الكلور، والذي يمكن أن يسبب تهيج العين والحلق والأنف وبحسب التقرير يمكن أن تسبب الغازات بتركيزات عالية صعوبات في التنفس وتراكم السوائل في الرئتين، وقد تؤدي إلى تركيزات عالية جدًا إلى الوفاة.
ومن الممكن أن يصاب الشخص بالفيروس عن طريق لمس سطح أو شيء ملوث ثم لمس فمه أو أنفه أو ربما عينيه وذلك وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ولكن لا يُعتقد أن هذه هي الطريقة الرئيسية لانتشار الفيروس، فعلى الرغم من أن الفيروس لا يزال قابلاً للحياة في الهواء، إلا أن الدراسات الجديدة لا يمكنها تحديد ما إذا كان يمكن أن يصاب الناس عن طريق استنشاقه من الهواء أم هناك طرق أخرى.
ومن المرجح أن ينتشر الفيروس من شخص لآخر من خلال الإتصال الوثيق وقطرات الجهاز التنفسي الناتجة من السعال والعطس والتي يمكن أن تهبط على فم أو أنف شخص قريب، وإذا كان هناك اشتباه في وجود شخص في الأسرة مصاب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) فيجب أن تقوم بتنظيف وتطهير الأسطح عالية اللمس يوميًا في المناطق المشتركة للأسرة، ووفقًا لتوصيات مركز السيطرة على الأمراض تشمل المناطق المنزلية الشائعة الطاولات والكراسي ذات الظهر الصلب ومقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة وأجهزة التحكم عن بعد والمقابض والمكاتب و المراحيض والإحواض.
وقدر الإمكان، يجب أن يبقى الشخص المريض في غرفة معينة وبعيدًا عن الآخرين في منزلهم ويجب على مقدم الرعاية محاولة الإبتعاد عن المريض قدر الإمكان وهذا يعني أن المريض، إذا أمكن، يجب أن ينظف ويطهر الأسطح بنفسه وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فيجب على مقدم الرعاية الانتظار بعد أن يستخدم الشخص المريض الحمام لتنظيف وتعقيم الأسطح، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.
إلى متى يستمر فيروس كورونا المستجد على الأسطح ؟
الأسطح الملساء والغير مسامية مثل مقابض الأبواب والطاولات هي أفضل بيئة لحمل الفيروسات بشكل عام، وإن الأسطح المسامية مثل النقود والشعر والنسيج لا تسمح للفيروسات بالبقاء على قيد الحياة طالما أن المساحات الصغيرة أو الثقوب الموجودة فيها يمكن أن تحاصر الميكروب وتمنع نقله لذا نجد أن العملات المعدنية ستنقل الفيروس بشكل أفضل من النقود الورقية، لكن هذا لا ينبغي أن يكون مصدر قلق كبير فالقاعدة الأساسية يجب أن تكون النظر في الأموال المتسخة على أي حال، كما أنه يمكن لهاتفك الذكي، مع كل هذا الزجاج والألمونيوم أن يحمل جزيئات فيروسية لذا يجب تطهير هاتفك، خاصة إذا كان يدخل معك إلى الحمام.
درجة الحرارة المحيطة تحدث فرقا كبيرا مع هذا الفيروس :
وجدت دراسة خاصة بالعدوى أن الإرتفاعات في درجات الحرارة قد أحدثت فرقًا في عمر فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، فوجدت أن أدت قفزة 10 درجة مئوية، من 20 درجة إلى 30 درجة إلى تقليل مدة استمرار فيروس سارس فيما سبق على الأسطح الفولاذية بمقدار النصف على الأقل.
وهذا لأن بعض الفيروسات بما في ذلك فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) لها غلاف فيروسي أي طبقة دهنية تحمي الجسيمات الفيروسية عند السفر من شخص لآخر في الهواء، ومع ذلك، يمكن أن يجف هذا الغلاف مما يؤدي إلى قتل الفيروس لذا نجد إن الرطوبة العالية ودرجات الحرارة المعتدلة والرياح المنخفضة والسطح الصلب كلها أمور جيدة للبقاء على قيد الحياة ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وهذا يفسر أيضًا سبب كون الفيروسات التنفسية موسمية بشكل نموذجي حيث تساعد درجات الحرارة الباردة على تصلب الغلاف الواقي الذي يشبه الهلام الذي يحيط بالجسيمات.