تعظيم النبي ووجوب محبته وطاعته (4) - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 350
عدد  مرات الظهور : 10,110,683
عدد مرات النقر : 332
عدد  مرات الظهور : 10,110,680
عدد مرات النقر : 227
عدد  مرات الظهور : 10,110,719
عدد مرات النقر : 177
عدد  مرات الظهور : 10,110,719
عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 10,110,719

عدد مرات النقر : 26
عدد  مرات الظهور : 3,628,838

عدد مرات النقر : 55
عدد  مرات الظهور : 3,623,427

عدد مرات النقر : 22
عدد  مرات الظهور : 3,623,951


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-05-2023, 01:05 PM
حكاية ناي ♔ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
Awards Showcase
 
 عضويتي » 16
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » يوم أمس (08:00 PM)
آبدآعاتي » 3,720,567
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » حكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 2265
الاعجابات المُرسلة » 799
مَزآجِي   :  08
?? ??? ~
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
 آوسِمتي »
 
افتراضي تعظيم النبي ووجوب محبته وطاعته (4)

Facebook Twitter


تحريم أذى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -

وتحريم شتمه والاستهزاء به

وبيان أنَّ ذلك كلَّه من الكفر الأكبر




وذلك في عدَّة آيات منها:
1- قوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا [الأحزاب: 53].
2- وقوله - تعالى -: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ [التوبة: 61-63].
3- وقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 57، 58].
4- وقوله - تعالى -: ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ [التوبة: 64 - 66].
5- وقوله - تعالى -: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ [التوبة: 58].

قاعدةٌ مهمَّة في هذا الباب:
(مَن سبَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من مسلمٍ أو كافرٍ فإنَّه يجبُ قتله)[1]

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: في كتابه الفذِّ "الصارم المسلول على شاتم الرَّسول"[2]:
هذا مذهبٌ عليه عامَّة أهل العلم، قال ابن المنذر: أجمع عوامُّ أهل العلم على أنَّ حدَّ مَن سبَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - القتْل.

وممَّن قاله مالكٌ، والليث، وأحمد، وإسحاق، وهو مذهبُ الشافعي، قال: وحُكِي عن أبي حنيفة النُّعمان: لا يُقتل؛ يعني: الذي هم عليه من الشِّرك أعظم.
وقد حكَى أبو بكرٍ الفارسي من أصحاب الشافعي إجماعَ المسلمين على أنَّ حدَّ مَن سبَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - القتل، كما أنَّ حدَّ مَن سبَّ غيره الجلد.

وهذا الإجماع الذي حَكاه محمولٌ على إجماع الصَّدر الأول من الصحابة والتابعين، أو أنَّه أراد به إجماعهم على أنَّ سابَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يجبُ قتلُه إذا كان مسلمًا، وكذلك قيَّدَه القاضي عياض فقال: أجمعت الأمَّة على قتْل مُتنقِّصه من المسلمين وسابِّه، وكذلك حُكِي عن غير واحدٍ الإجماعُ على قتله وتكفيره.
وقال الإمام إسحاق بن راهويه أحدُ الأئمَّة الأعلام: أجمع المسلمون على أنَّ مَن سبَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أو دفَع شيئًا ممَّا أنزَل الله - عزَّ وجلَّ - أو قتَل نبيًّا من أنبياء الله - عزَّ وجلَّ - أنَّه كافر بذلك، وإنْ كان مُقِرًّا بكلِّ ما أنزل الله.
قال الخطابي: لا أعلم أحدًا من المسلمين اختلف في وُجوب قتْله.
وقال محمد بن سحنون: أجمع العلماء على أنَّ شاتم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - والمتنقِّص له كافرٌ، والوعيد جارٍ عليه بعذاب الله له، وحُكمه عند الأمَّة القتل، ومَن شكَّ في كفره وعَذابه كفَر.

وتحريرُ القول فيه: أنَّ الساب إنْ كان مسلمًا فإنَّه يكفُر ويُقتَل بغير خِلاف، وهو مذهب الأئمَّة الأربعة وغيرهم وقد تقدَّم، وممَّن حكى الإجماع على ذلك إسحاق بن راهويه وغيره، وإنْ كان ذميًّا فإنَّه يُقتَل أيضًا في مذهب مالك وأهل المدينة، وسيأتي حكاية ألفاظهم، وهو مذهب أحمد وفقهاء الحديث.
وقد نصَّ أحمدُ على ذلك في مواضع مُتعدِّدة قال حنبل: سمعت أبا عبدالله يقول: كلُّ مَن شتَم النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أو تنقصه مسلمًا كان أو كافرًا فعليه القتلُ، وأرى أنْ يُقتَل ولا يستتاب، قال: وسمعتُ أبا عبدالله يقول: كلُّ مَن نقض العهد وأحدَث في الإسلام حدثًا مثلَ هذا رأيت عليه القتل ليس على هذا أُعطوا العهد والذمَّة.
وكذلك قال أبو الصفراء: سألت أبا عبدالله عن رجلٍ من أهل الذِّمَّة شتَم النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ماذا عليه؟ قال: إذا قامت البيِّنة عليه يُقتَل من شتم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مسلمًا كان أو كافرًا.
وقال في رواية عبدالله وأبي طالب وقد سُئِلَ عن شتْم النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: يُقتَل، قيل له: فيه أحاديث؟ قال: نعم أحاديث منها: حديث الأعمى الذي قتَل المرأة قال: سمعتها تشتم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحديث حصين أنَّ ابن عمر قال: مَن شتَم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قُتل، وكان عمر بن عبدالعزيز يقول: يُقتل؛ وذلك أنَّه مَن شتَم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهو مرتدٌّ عن الإسلام، ولا يشتم مسلمٌ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم.
زاد عبدالله: سألت أبي عمَّن شتَم النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُستَتاب؟ قال: قد وجبَ عليه القتل ولا يُستتاب؛ لأنَّ خالد بن الوليد قتَل رجلاً شتَم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولم يستتبْه.
وفي رواية أبي طالب: سُئِلَ أحمد عمَّن شتَم النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: يُقتل؛ قد نقَض العهد.
وقال حربٌ: سألت أحمد عن رجل من أهل الذمَّة شتَم النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: يقتل إذا شتَم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
فأقواله كلُّها نصٌّ في وجوب قتْله، وفي أنَّه قد نقَض العهد، وليس عنه في هذا اختلاف.

فصل
في سياق الآيات الدالَّة على كُفر مَن سبَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -
أو شتمه أو عابَه أو انتقصه أو استهزأ به أو بسنَّته
1- قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا [الأحزاب: 53].

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: في "الصارم المسلول على شاتم الرَّسول"[3]:
فحرم على الأُمَّة أنْ تنكح أزواجَه من بعده؛ لأنَّ ذلك يُؤذِيه وجعَلَه عظيمًا عند الله تعظيمًا لحرمته، وقد ذُكِرَ أنَّ هذه الآية نزلت لما قال بعضُ الناس: لو قد تُوفِّي رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تزوَّجت عائشة، ثم إنَّ مَن نكَح أزواجه أو سَراريه فإنَّ عُقوبته القتل جَزاءً له بما انتهك من حُرمته، فالشاتم له أَوْلَى!

والدليل على ذلك ما روى مسلمٌ في "صحيحه"[4] عن أنسٍ أنَّ رجلاً كان يتهم بأمِّ ولد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعلي: ((اذهبْ فاضربْ عُنُقَه))، فأتاه عليٌّ فإذا هو رَكِيٍّ يَتبرَّدُ، فقال له عليٌّ: اخرج، فناوَلَه يده، فأخرَجَه، فإذا هو مجبوبٌ ليس له ذَكَرٌ، فكفَّ عليٌّ، ثم أتى النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا رسول الله، إنَّه لَمجبوبٌ ما له ذَكَرٌ.

فهذا الرجل أمَر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بضرب عُنُقِه لما قد استحلَّ من حُرمته، ولم يأمر بإقامة حدِّ الزنا؛ لأنَّ إقامة حدِّ الزنا ليس هو ضرب الرقبة، بل إنْ كان محصنًا رُجِمَ، وإنْ كان غير محصن جُلد، ولا يُقام عليه الحد إلا بأربعة شُهَداء أو بالإقرار المعتبر، فلمَّا أمَر النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بضرب عنقه من غير تفصيل بين أنْ يكون محصنًا أو غير محصن عُلم أنَّ قتله لما انتهَكَه من حُرمته، ولعله قد شهد عنده شاهدان أنهما رأياه يُباشِرُ هذه المرأة، أو شهدا بنحو ذلك، فأمر بقتله، فلمَّا تبيَّن أنَّه كان مجبوبًا، عُلم أنَّ المفسدة مأمونةٌ منه، أو أنَّه بعث عليًّا ليَرى القصة، فإنْ كان ما بلَغَه عنه حقًّا قتَلَه.

2- وقال - تعالى -: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ [التوبة: 61-63].

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: في "الصارم المسلول على شاتم الرَّسول"[5]:
فعُلِمَ أنَّ إيذاءَ رسولِ الله محادَّةٌ لله ولرسوله؛ لأنَّ ذِكرَ الإيذاء هو الذي اقتضى ذكر المحادَّة، فيجبُ أنْ يكون داخلاً فيه، ولولا ذلك لم يكن الكلام مؤتلفًا؛ إذ أمكن أنْ يُقال: إنَّه ليس بمحادٍّ، ودلَّ ذلك على أنَّ الإيذاء والمحادَّة كفرٌ؛ لأنَّه أخبر أنَّ له نارَ جهنَّم خالدًا فيها ولم يقل: "هي جزاؤه"، وبين الكلامين فرقٌ، بل المحادَّة هي المعاداة والمشاقَّة، وذلك كفرٌ ومحاربة، فهو أغلظ من مجرَّد الكفر، فيكون المؤذِي لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كافرًا عدوًّا لله ورسوله محاربًا لله ورسوله؛ لأنَّ المحادَّة اشتقاقها من المباينة بأنْ يصيرَ كلُّ واحدٍ منهما في حدٍّ، كما قيل: المشاقَّة: أنْ يصير كلٌّ منهما في شق، والمعاداة: أنْ يصير كلٌّ منهما في عداوة.

3- وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 57-58].

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: في "الصارم المسلول على شاتم الرَّسول"[6]:
ودلالتها من وجوه:
أنَّه قرَن أذاه بأذاه كما قرَن طاعته بطاعته، فمَن آذاه فقد آذَى الله - تعالى - وقد جاء ذلك منصوصًا عنه، ومَن آذى الله فهو كافرٌ حلالُ الدم.

ثانيها: أنَّه فرَّق بين أذى الله ورسوله وبين أذى المؤمنين والمؤمنات، فجعل على هذا أنَّه احتمل ﴿ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 58]، وجعل على ذلك اللَّعنة في الدُّنيا والآخِرة، وأعدَّ له العذاب المهين، ومعلومٌ أنَّ أذى المؤمنين قد يكونُ من كبائر الإثم وفيه الجلد، وليس فوق ذلك إلا الكفر والقتل.

الثالث: أنَّه ذكر لعْنهم في الدنيا والآخِرة وأعدَّ لهم عذابًا مهينًا، واللَّعن: الإبعاد عن الرَّحمة، ومَن طرَدَه عن رحمته في الدنيا والآخِرة لا يكون إلا كافرًا، فإنَّ المؤمن يقرب إليها بعض الأوقات، ولا يكون مُباح الدم؛ لأنَّ حقْن الدم رحمةٌ عظيمة من الله، فلا يثبت في حقِّه.
وممَّا يُؤيِّد الفرق أنَّه قال هنا: ﴿ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا [الأحزاب: 57]، ولم يجئْ إعدادُ العذاب المهين في القُرآن إلا في حقِّ الكفَّار؛ كقوله - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا [النساء: 37].
وقوله: ﴿ فَبَاؤوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ [البقرة: 90].
وقوله: ﴿ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [آل عمران: 178].
وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [الحج: 57].
وقوله: ﴿ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [الجاثية: 9].
وقوله: ﴿ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [المجادلة: 16].

وأمَّا قوله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ [النساء: 14]، فهي - والله أعلم - فيمن جحد الفرائض واستخفَّ بها، على أنَّه لم يذكر أنَّ العذاب أُعِدَّ له، وأمَّا العذاب العظيم فقد جاء وعيدًا للمؤمنين في قوله: ﴿ لَوْلاَ كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [الأنفال: 68]، وقوله: ﴿ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور: 14]، وفي المحارب: ﴿ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة: 33].

وفي القاتل: ﴿ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء: 93]، وقوله: ﴿ وَلاَ تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النحل: 94].

وقد قال - سبحانه -: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ [الحج: 18]؛ وذلك لأنَّ الإهانة إذلالٌ وتحقيرٌ وخِزي، وذلك قَدْرٌ زائدٌ على ألم العَذاب، فقد يُعذَّب الرجل الكريم ولا يُهان، فلمَّا قال في هذه الآية: ﴿ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا [الأحزاب: 57]، علم أنَّه من جِنس العذاب الذي توعَّد به الكفَّار والمنافقين، ولما قال هنالك: ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة: 7] جازَ أنْ تكون من جِنس العَذاب في قوله: ﴿ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [الأنفال: 68].

وممَّا يُبيِّن الفرق أيضًا أنَّه - سبحانه وتعالى - قال هنا: ﴿ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا [الأحزاب: 57]، والعذاب إنما أُعِدَّ للكافرين، فإنَّ جهنَّم لهم خُلِقت؛ لأنهم لا بُدَّ أنْ يدخلوها وما هم منها بِمُخرَجين، وأهل الكبائر من المؤمنين يجوزُ ألاَّ يدخلوها إذا غفَر الله لهم، وإذا دخَلُوها فإنهم يخرُجون منها ولو بعدَ حين.

قال - سبحانه -: ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [آل عمران: 131]، فأمر - سبحانه - المؤمنين ألاَّ يأكُلوا الربا، وأنْ يتَّقوا الله، وأنْ يتَّقوا النار التي أُعِدَّتْ للكافرين، فعلم أنهم يخاف عليهم من دُخول النار إذا أكلوا الربا وفعلوا المعاصي، مع أنها مُعَدَّةٌ للكفَّار لا لهم، وكذلك جاء في الحديث: ((أمَّا أهل النار الذين هم أهلُها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، وأمَّا أقوامٌ لهم ذنوب يصيبُهم سفعٌ من نار ثم يخرجهم الله منها))، وهذا كما أنَّ الجنَّة أُعِدَّتْ للمتَّقين الذين يُنفِقون في السَّرَّاء والضَّرَّاء وإنْ كان يدخُلها الأبناء بعمل آبائهم ويدخُلها قومٌ بالشفاعة وقومٌ بالرحمة، وينشيء الله - فضلاً منه - خلقًا آخَر في الدار الآخِرة فيُدخِلهم إيَّاها؛ وذلك لأنَّ الشيءَ إنما يُعَدُّ لمن يستَوجِبه ويستحقُّه، ولمن هو أولى الناس به، ثم قد يَدخُل معه غيره بطريق التَّبع أو لسببٍ آخَر.

4- وقال - تعالى -: ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ [التوبة: 64 - 66].

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: في "الصارم المسلول على شاتم الرَّسول"[7]:
وهذا نصٌّ في أنَّ الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفرٌ، فالسبُّ المقصود بطريق الأَوْلَى، وقد دلَّت هذه الآية على أنَّ كلَّ مَن تنقَّص رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - جادًّا أو هازلاً فقد كفَر.

وقد رُوِيَ عن رجالٍ من أهل العلم - منهم ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة - دخَل حديثُ بعضِهم في بعض أنَّه قال رجلٌ من المنافقين في غزوة تبوك: ما رأيت مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء؛ يعني: رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه القُرَّاء.

فقال له عوف بن مالكٍ: كذبت، ولكنَّك منافق، لأُخبِرَنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذهَب عوفٌ إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليُخبِرَه، فوجَد القُرآن قد سبَقَه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد ارتحل وركب ناقته فقال: يا رسول الله، إنما كُنَّا نلعب ونتحدَّث حديث الرَّكب نقطع به عَناء الطريق.

قال ابن عمر: كأنِّي أنظُر إليه متعلقًا بنسعة ناقة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإنَّ الحجارة لتنكب رجليه، وهو يقولُ: إنما كُنَّا نخوضُ ونلعب، فيقول له رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ [التوبة: 65] ما يلتفتُ إليه ولا يزيدُه عليه[8].

فهؤلاء لما تنقَّصوا النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيث عابُوه والعلماء من أصحابه واستهانوا بخبره، أخبَرَ الله أنهم كفَرُوا بذلك، وإنْ قالوه استهزاءً، فكيف بما هو أغلظ من ذلك؟ وإنما لم يُقِمِ الحدَّ عليهم لكَوْنِ جهاد المنافقين لم يكن قد أُمِرَ به إذ ذاك، بل كان مأمورًا بأنْ يدع أذاهم، ولأنه كان له أنْ يعفو عمَّن تنقَّصه وآذاه.

5- وقال - تعالى -: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ [التوبة: 58].
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: في "الصارم المسلول على شاتم الرَّسول"[9]:
واللَّمْزُ: العَيْبُ والطَّعن قال مجاهد: يتَّهمك ويزريك، وقال عطاء: يَغتابك، وقال - تعالى -: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ [التوبة: 61]، وذلك يدلُّ على أنَّ كلَّ مَن لمزه أو آذاه كان منهم؛ لأنَّ (الذين) و(مَن) اسمان موصولان، وهما من صِيَغِ العموم، والآية وإن كانت نزلت بسبب لمز قومٍ وإيذاء آخَرين، فحُكمها عامٌّ كسائر الآيات اللواتي نزَلنَ على أسباب، وليس بين الناس خلافٌ نعلَمُه أنها تعمُّ الشَّخص الذي نزَلتْ بسببه، ومَن كان حالُه كحالِه.
وأيضًا، فإنَّ هذا القول مناسبٌ للنِّفاق؛ فإنَّ لمز النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأذاه لا يفعَلُه مَن يعتقدُ أنَّه رسولُ الله حقًّا، وأنَّه أَوْلَى به من نفسه، وأنَّه لا يقولُ إلا الحقَّ، ولا يحكم إلا بالعَدْلِ، وأنَّ طاعتَه لله، وأنَّه يجبُ على جميع الخلق تعزيره وتوقيره، وإذا كان دليلاً على النِّفاق نفسه فحيثما حصَل حصَل النِّفاقُ.

وأيضًا فإنَّ هذا القولَ لا ريبَ أنَّه محرَّم، فإمَّا أنْ يكونَ خطيئةً دُون الكُفر أو يكون كُفرًا، والأول باطلٌ لأنَّ الله - سبحانه - قد ذكر في القُرآن أنواعَ العُصاة من الزاني والقاذف والسارق والمطفِّف والخائن، ولم يجعلْ ذلك دليلاً على نِفاقٍ مُعيَّن ولا مطلق، فلمَّا جعَل أصحاب هذه الأقوال من المنافقين علم أنَّ ذلك لكونها كفرًا لا لمجرَّد كونها معصية؛ لأنَّ تخصيصَ بعض المعاصي يجعَلُها دليلاً على النِّفاق دُون بعض لا يكون حتى يختصَّ دليلُ النِّفاق بما يوجب ذلك، وإلا كان ترجيحًا بلا مُرجِّح، فثبت أنَّه لا بُدَّ أنْ يختصَّ هذه الأقوال بوصْفٍ يُوجِب كونها دليلاً على النِّفاق، وكلُّ ما كان كذلك فهو كفرٌ.

6- قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ [الحجرات: 2].

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: في "الصارم المسلول على شاتم الرَّسول"[10]:
أي: حَذَرَ أنْ تُحبَط أعمالُكم، أو خشيةَ أنْ تُحبَط أعمالُكم، أو كَراهة أنْ تُحبَط، أو منع أنْ تُحبَط، هذا تقديرُ البصريين، وتقدير الكوفيين: لئلا تُحبَط.
فوجْه الدلالة أنَّ الله - سبحانه - نهاهُم عن رفع أصواتهم فوق صوته، وعن الجهر له كجهر بعضهم لبعض؛ لأنَّ هذا الرَّفع والجهر قد يُفضِي إلى حُبوط العمل وصاحِبُه لا يشعُر، فإنَّه علَّل نهيهم عن الجهر وتركَهم له بطلب سَلامة العمل عن الحبوط، وبيَّن أنَّ فيه من المفسدة جوازَ حُبوط العمل وانعِقاد سبب ذلك، وما يُفضِي إلى حُبوط العمل يجبُ تركُه.

والعمل يُحبَط بالكُفر؛ قال - سبحانه -: ﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة: 217].
وقال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة: 5].
وقال: ﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام: 88].
وقال: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر: 65].
وقال: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد: 9].
وقال: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد: 28].
كما أنَّ الكُفر إذا قارَنَه عملٌ لم يُقبَل؛ لقوله - تعالى -: ﴿ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة: 27].
وقوله: ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ [محمد: 1].
وقوله: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ [التوبة: 54].

وهذا ظاهرٌ، ولا يُحبِطُ الأعمالَ غيرُ الكفر؛ لأنَّ مَن مات على الإيمان فإنَّه لا بُدَّ أنْ يَدخُل الجنَّة ويخرُج من النار إنْ دخلها ولو حبط عمله كله لم يَدخُل الجنَّة قط، ولأنَّ الأعمال إنما يُحبِطها ما يُنافِيها، ولا يُنافِي الأعمال مطلقًا إلا الكفر، وهذا معروفٌ من أصول أهل السُّنَّة، نعم قد يبطل بعض الأعمال بوجود ما يُفسِده؛ كما قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى [البقرة: 264]؛ ولهذا لم يُحبِطِ اللهُ الأعمالَ في كتابه إلا بالكُفر.

فإذا ثبَت أنَّ رفْع الصوت فوقَ صوت النبيِّ والجهْر له بالقول يُخافُ منه أنْ يكفُر صاحبه وهو لا يشعُر، ويحبط عمله بذلك، وأنَّه مظنَّةٌ لذلك وسببٌ فيه، فمن المعلوم أنَّ ذلك لما ينبغي له من التعزيز والتوقير، والتشريف والتعظيم، والإكرام والإجلال، ولما أنَّ رفْع الصوت قد يشتملُ على أذًى له واستخفافٍ به وإنْ لم يقصدِ الرافع ذلك، فإذا كان الأذى والاستخفافُ الذي يحصل في سُوء الأدب من غير قصدٍ صاحَبَه يكونُ كُفرًا فالأذى والاستخفاف المقصود المتعمَّد كفرٌ بطريق الأَوْلَى.

7- قال - تعالى -: ﴿ لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63].

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: في "الصارم المسلول على شاتم الرَّسول"[11]:
أمر منْ خالف أمره أنْ يحذَرَ الفتنة، والفتنة: الردة والكفر؛ قال سبحانه: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ [البقرة: 193].
وقال: ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة: 217].
وقال: ﴿ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا [الأحزاب: 14].
وقال: ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا [النحل: 110].
قال الإمام أحمد في رواية الفضل بن زِياد: نظرت في المصحف فوجدت طاعةَ الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في ثلاثةٍ وثلاثين موضعًا ثم جعل يتلو: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63] وجعل يُكرِّرها ويقول: وما الفتنة؟ الشرك لعلَّه إذا ردَّ بعضَ قوله أنْ يقَع في قلبه شيءٌ من الزيغ، فيزيغ قلبُه، فيهلكه، وجعَل يتلو هذه الآية: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء: 65].

وقال أبو طالب المُشكاني وقيل له: إنَّ قومًا يدَّعون الحديث ويذهبون إلى رأي سُفيان، فقال: أعجَبُ لقومٍ سمعوا الحديث وعرَفُوا الإسناد وصحَّته يدَّعونه ويذهبون إلى رأي سُفيان وغيره! قال الله: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63]، وتدري ما الفتنة؟ الكفر؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة: 217]، فيدَّعون الحديث عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتغلبهم أهواؤهم إلى الرَّأي، فإذا كان المخالف عن أمره قد حذر من الكفر والشرك أو من العذاب الأليم، دلَّ على أنَّه قد يكونُ مُفضِيًا إلى الكُفر أو العذاب الأليم، ومعلومٌ أنَّ إفضاءَه إلى العذاب هو مجرَّد فعل المعصية، فإفضاؤه إلى الكُفر إنما هو لما قد يقتَرِنُ به من استِخفافٍ بحقِّ الأمر كما فعل إبليس، فكيف لما هو أغلظ من ذلك كالسبِّ والانتقاص ونحوه؟!



وهذا بابٌ واسعٌ، مع أنَّه - بحمد الله - مُجمَع عليه لكن إذا تعدَّدت الدلالات تعاضَدتْ على غلظ كُفر السابِّ وعظم عُقوبته، وظهر أنَّ ترْك الاحترام للرَّسول وسُوء الأدب معه ممَّا يخاف الكفر المحبط كان ذلك أبلَغَ فيما قصدنا له.

وممَّا ينبغي أنْ يتفطَّن له أنَّ لفظ الأذى في اللغة هو لما خفَّ أمرُه وضَعُفَ أثَرُه من الشرِّ والمكروه، ذكَرَه الخطابي وغيره وهو كما قال، واستقراء موارده يدلُّ على ذلك؛ مثل قوله - تعالى -: ﴿ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى [آل عمران: 111]، وقوله: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى [البقرة: 222].

وفيما يُؤثَرُ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: القرُّ بؤسٌ والحرُّ أذًى، وقيل لبعض النِّسوة العربيَّات: القرُّ أشدُّ أم الحرُّ؟ فقالت: مَن يجعَلُ البُؤس كالأذى؟ والبُؤس خِلافُ النَّعيم، وهو ما يُشقِي البدن ويضرُّه بخِلاف الأذى، فإنَّه لا يبلغ ذلك؛ ولهذا قال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا [الأحزاب: 57].

وقال - سبحانه - فيما يَروِي عنه رسولُه: "يؤذيني ابن آدم؛ يسبُّ الدهر"، وقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن لكعب بن الأشرف؛ فإنَّه قد آذَى اللهَ ورسولَه))، وقال: ((ما أحدٌ أصبر على أذًى يسمَعُه من الله؛ يجعَلُون له ولَدًا وشريكًا وهو يُعافِيهم ويَرزُقهم)).

وقد قال - سبحانه - فيما يَروِي عنه رسوله: "يا عبادي، إنَّكم لن تَبلُغوا ضرِّي فتضرُّوني، ولن تبلُغوا نفْعي فتنفَعُوني"، وقال - سبحانه - في كتابه: ﴿ وَلاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا [آل عمران: 176]، فبيَّن أنَّ الخلق لا يضرُّونه - سبحانه - بكُفرهم، ولكن يُؤذونه - تبارك وتعالى - إذا سبُّوا مُقلِّب الأمور، وجعَلُوا له - سبحانه - ولدًا أو شريكًا وآذوا رسُلَه وعباده المؤمنين، ثم إنَّ الأذى لا يضرُّ المؤذي إذا تعلَّق بحقِّ الرَّسول، فقد رأيت عظم موقعه وبيانه أنَّ صاحبَه من أعظم الناس كُفرًا وأشدِّهم عُقوبة، فتبيَّن بذلك أنَّ قليل ما يُؤذِيه يكفُر به صاحبه ويحلُّ دمه.

ولا يرد على هذا قوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ [الأحزاب: 53]؛ فإنَّ المؤذي له هنا إطالتهم الجلوس في المنزل واستِئناسهم للحديث، لا أنهم آذوا النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - والفعل إذا آذى النبيَّ من غير أنْ يعلَمَ صاحبه أنَّه يؤذيه ولم يقصدْ صاحبه أذاه، فإنَّه يُنهَى عنه ويكون معصيةً؛ كرفع الصوت فوق صوته، فأمَّا إذا قصَد أذاه وكان ممَّا يُؤذِيه وصاحبه يعلم أنَّه يُؤذِيه، وأقدم عليه مع استحضار هذا العلم، فهذا الذي يُوجِب الكفر وحبوط العمل، والله سبحانه أعلم.



 توقيع : حكاية ناي ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 01-05-2023, 01:07 PM   #2



 
 عضويتي » 17
 جيت فيذا » Oct 2022
 آخر حضور » يوم أمس (05:25 PM)
آبدآعاتي » 383,273
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » سنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة » 171
الاعجابات المُرسلة » 160
مَزآجِي   :
 آوسِمتي »

سنينى معاك متواجد حالياً

افتراضي



بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
دمت بحفظ الله ورعايته


 توقيع : سنينى معاك

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 01-10-2023, 08:01 AM   #3



 
 عضويتي » 16
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » يوم أمس (08:00 PM)
آبدآعاتي » 3,720,567
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » حكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة » 2265
الاعجابات المُرسلة » 799
مَزآجِي   :  08
sms ~
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
 آوسِمتي »

حكاية ناي ♔ متواجد حالياً

افتراضي



اسعدني حضوركم


 توقيع : حكاية ناي ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعظيم النبي والصلاة عليه وتجنب الغلو فيه حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 01-22-2024 04:21 PM
تعظيم النبي ووجوب محبته وطاعته (5) حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 2 01-10-2023 08:01 AM
تعظيم النبي ووجوب محبته وطاعته (3) حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 2 01-10-2023 08:01 AM
تعظيم النبي ووجوب محبته وطاعته (2) حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 2 01-10-2023 08:01 AM
تعظيم النبي ووجوب محبته وطاعته (1) حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 2 01-10-2023 08:01 AM


الساعة الآن 05:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.