منشورات د.محمد عبد الجليل
إن كثيراً من البلايا إنما هي لغفران الذنب، وتصحيح الطريق، فتبصَّر عاقبة أمرك!
وإني أعيذك بالله من أن يجتمع عليكَ الوجعُ، والإثم، فأجدكَ ساخطاً!
واعلمْ أنه ما ابتلاكَ إلا لميتحنك، ثم لينظرَ إليكَ ماذا تصنع ببلائك
فكُن كأيوب عليه السلام إذ قال عنه ربه "إنَّا وجدناه صابراً نِعم العبدُ إنه أوَّاب"
تحاملْ على نفسكَ يا صاحبي فإنما تُقطعُ الدُّنيا بالصبر
وقد كان الصالحون قبلنا يتواصون في الشدائد : إنما هي أيام تمضي والموعد الجنَّة!
قال ربك "وما يُلقَّاها إلا الذين صبروا".
عارفين يعني ايه "وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ"
الموضوع بجد حلو اوي ومُريح، يعني لو أتظلمت مثقال ذرة والله هتاخد حقك، يعني لو حد عمل فيك حاجة واّذاك من غير ماتتكشف ليك فى الدنيا، فمتقلقش هيتعرف فى الآخره وهيقف قُدام ربنا مكسور وهيقف قدامك يترجاك انك تسامحه عشان ربنا يعفو عنه ويرحمه، شوف الكرم قد ايه!
ولو قدمت خير لحد وملقتش المقابل، لو وقفت جنب الكل ووقت شدتك بقيت لوحدك.. ركز ربنا بيقولك ايه !! ايوه ربنا بيقولك أنت تحديدًا.. وأصبر على ما أصابك ودي شاملة كل حاجة في الدنيا.
يعني متزعلش من اللي بيحصلك وأتحمّل وأصبر وأحتسب علشان هيراضيك ويردلك حقك بكل عدل.
سيب كل واحد يعمل اللى يريحهُ، ويوم القيامة هيكون الحساب علي الملئ ان كان خيرًا فخير، وان كان شرًا فشر
خليها دايماً في بالك.. "وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ".
لمّا تقول لا حول ولا قوة إلا بالله ،انت عارف انت بكده عملت ايه؟!
انت بكده بتقول لنفسك وللعالم كله: أنا فوضت أمري كله لله سبحانهُ وتعالى
عارف يعني ايه الكلمة دي ، اللي النبي ﷺ قال عنها : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ". قُلْتُ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ " قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ : " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ " البخاري ومسلم.
لما بتقول الكلمة دي بتقول بتقول : يا رب لا تحول لي من حال إلى حال إلا بك يا الله
لا تحول من الحزن إلى الفرح إلا بك يا الله
لا تحول من الفقر إلى الغنى إلا بك يا الله
لا تحول من المرض إلى العافية إلا بك يا الله
ولا قوة لي على تغير حالي إلا بك يا الله
داوم عليها كثيرًا ،ولا تمل، سترى العجب.
برأيك، الفضفضة علاج أم ثرثرة؟
ج/ ليست علاجًا إلا مع صفيٍّ صادق، ومحب عاقل.
وما سوى ذلك فقلت عنه:
وقال له: يا بُنيّ! أُعيذُك بالله أن يكون متنفس أحزانك جدار الفيس ،وآذان الضعفاء، وثرثرة المحادثات!
بوابة النور : سجدةٌ في خلوة، وضراعة في خُفْية بين يدي الرحيم الودود جَلَّ جَلاله.، الذي يحب العفو والجود".
"هناك مرض صامت
اسمه "التعوّد على النّعمة" وله مظاهر:
-أن تألف نِعمَ الله عليك
وكأنها ليست نِعَما
-أن تتعود الدخول على أهلك وتجدهم بخير فلا تشكر الله على ذلك
-أن تشتري ما تريد دون شكر المُنعم
-أن تستيقظ وأنت في أمان دون أن تحمد الله
اجعل الحمد رفيقك لتستمر النعمة".
"الحياة قد تنقلب بلحظةٍ
بمكالمة هاتفية
بنتيجة تحاليل
بخطوة خاطئة في الشارع
بمقابلة شخص
بكلمة أو بموقف
حيث لا قوّتك، ولا علمك، ولا فهمك، ولا أموالك ستنفعك أمام أي لحظة من هذه اللّحظات
لا أحد يعرف ماذا تحمل معها اللّحظات القادمة
لهذا قُل دائمًا:
اللهم تولّني فيمن توليت
"لا تدخل في معارك مع أرحامك وأقاربك
فهذه المعارك المنتصر فيها مهزوم
ثم يتوارث هذه الهزيمة الأبناء والأحفاد
لذلك أحسن إليهم
ثم تجاهل ما يزعجك
وإن أذاقوك مرارة إساءتهم
الدنيا لا تدوم لأحد
والفائز من يغادر هذه الدنيا
والجميع يذكره بالخير"
بدور في القرآن على ازاي نحمي نفسنا من أثر الكلمة السيئة على قلب.
فلقيت القرآن بيشير الي ٣ مواضع لحماية القلب من أثر الكلام السئ.
سورة الحجر: ٩٧،٩٨
" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين "
سورة ق؛ ٣٩
" فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ "
سورة طه: ١٣٠
" فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ "
- التسبيح يحمي القلب من أثر الكلام السئ و يورثك شعور الرضا يستقر في القلب.
الفرق بين "ما شاء الله" و "اللهم بارك"
(ما شاء الله) بتمنع الحسد عن الأشياء اللي تُخصنا
(بيتنا، شُغلنا، فلوسنا)
قال تعالىٰ ﴿وَلولا إذ دَخلتَ جَنتَكَ قُلتَ مَا شاءَ اللَّه﴾
أمَّا كلمات البركة ومُشتقاتها زي (اللهم بارك، الله يبارك لكُم) بتمنع الحسد من عين الناس وبتمنع إني أحسد حد على حاجة..
قال الرسول(ﷺ):
"إذا رأىٰ أحدُكُم مِن نفسِه أو مالِه أو مِن أخيه ما يعجبُه فليدعُ لهُ بالبركة فإنَّ العين حقّ".
دايما لما تقلق أو تخاف افتكر آية { لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ }
ربنا سجل في كتابه مخاوف نملة ، متخيل نملة!
فتفتكر هو مش حاسس بيك و بمخاوفك؟!
مش مطلع على قلبك وترددك وحيرتك؟!
مش عالم بدعوتك واللى نفسك فيه ؟!
فمتقلقش و سيبيها علي الله...ربنا ارحم بيك من نفسك.
كلمة (حسبي الله ونعم الوكيل) دي زي السحر..
لطف بينزل على قلب المظلوم والمكلوم والموجوع زي المرهم المرطب للجرح فيداويه فورا..
لولاها لهلكنا كلنا هنحس إننا يتامى في الدنيا بدون ظهر يسندنا..
لكنه الله وكيلنا وقوتنا وقت وقوعنا..
بيبقى الواحد مننا هيموت من القهر على كل مظلمة دخلت قلبه على كل لسان قال عنه اللي مش فيه على حق ضاع منه. على كل جبار داس عليه وعلى أحلامه وخلاها جفنة تراب.
فبجملة تحسها بسيطة في تركيبها إلا أنها تعمل عمل السنين الطويلة من المعالجة للروح في غمضة عين..تقولها تحس إنك هتجبر بإذن الله..
وإن مكنش في الدنيا فلك رب كريم وقادر يجيب لك مظلمتك في الآخرة..
كفاية أنك خدته حسيبك ووكيلك..وهو سبحانه هيتصرف.
لولا حسبي الله ونعم الوكيل لهلكنا..
حتى لو حصل الي انت خايف منه، هتتفاجئ إن تَقَبُّل الواقع طِلع أسهل من الخوف من المستقبل الي انت كنت معذّب نفسك بيه، وإن الابتلاء لو نزل، بينزل معاه لُطف ورحمة من ربنا بيهوّنوا كتير من وجعه وتعبه، بينما الخوف من البلاء قبل وقوعه بيبقى خالي من اللُطف، مليء بتهاويل الشيطان وتضخيمه للمخاوف، ونفخه في السلبيات.
فـ هَوّن عليك، وأحسِن الظن بالله، وتنعّم باستشعار رحمته ولُطفه.
لا يجتاز الإنسان منّا أيّامه الصعبة بقدر ثباته ،بل بقدر يقينه بالله، ولا ينجح بقدر سعيه، بل بقدر توفيقه من الله، ولا يأمن قلبه ولا يأنس بوجود أحد بقدر أُنسه بالله.ولا معنى لأي شيء دون الافتقار إلى الله والانكسار له، فاصلح لنا شئننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين يارب.
كل ماتضيق بيك ،فكر نفسك دايماً ،بإن إنتظار الفرج من العبادات العظيمة، وإن آخرة الليل ،مهما كان سواده ،نهار مليان نور بإذن الله.
فقط ، قل: يا رب
متستعجلش على حقك.. الدنيا صغيرة وكل من ظلمك فيها هييجي عليه وقت يدفع تمنّ ظُلمه وقسوته عليك غالي جدًا، هييجي وقت وتسمع بنفسك إن حقك رجع وبزيادة، من اللى خذلك أو قالك كلمة كسرتك، من اللى استهان بمشاعرك وتلاعب بيها، من اللى قال عليك اللى مش فيك , متستعجلش واصبر وحقك هيرجع لك تالت ومتلت {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} زعلك لو هان على كل الناس على ربَّك ميهونش
يتبع
الداعية الدكتور د.محمد عبد الجليل
دكتوراة في الدعوة الإسلامية من جامعة الأزهر وإمام مركز إسلامي بإيطاليا
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|