اليوم الآخر: هو يوم القيامة، الّذي ورد ذِكره في القرآن في سبعين موضعاً، ومن تلك المواضع قول الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ} [النّساء: 87].
ويبدأ من وقت الحشر إلى ما لا نهاية، حيث يدخل أهل الجنّةِ الجنّةَ، وأهل النّارِ النّارَ.
ومفهوم الإيمان باليوم الآخر: هو التّصديق الجازم بأنّ الله سيبعث النّاس من قبورهم لمحاسبتهم ومجازاتهم على أعمالهم، ليأخذ كلّ شخص حقّه، وإنّ الإيمان باليوم الآخر هو ركنٌ من أركان الإيمان بالله عز وجل، حيث لا يُقبل الإيمان من المؤمن حتّى يأتي به، فقد قرنه الله سبحانه في كتابه مع الإيمان به فقال: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [البقرة: 177].
وجاء في الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يَمْشِي، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: (الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَلِقَائِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الآخِرِ). [ 1 ]
وقد سمّي هذا اليوم باليوم الآخر: لأنّه لا يوم بعده، وسمّاه الله تعالى في كتابه بأسماء عديدة لها معانٍ عظيمة، ولعلّ من أهمّها:
القارعة: يدلّ هذا الاسم على الهلع الّذي يدخل في قلوب العباد، نتيجة لشدّة أهوال ذلك اليوم، قال تعالى: {الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} [القارعة:1-3].
وقد سمّيت القارعة بهذا الاسم: لأنّها تقرع القلوب من شدّة أهوالها وأحداثها العظيمة.
يوم الفصل: سمّي بذلك لأنّه اليوم الّذي يفصل الله فيه بين العباد جميعاً، فقد قال عزّ من قائل: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الدّخان:40].
يوم الدّين: إنّه يوم الحساب والجزاء لجميع العباد، والّذي سيقام من قبل الله سبحانه فقال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ* يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ} [الانفطار: 17-19].
وقد وردت عدّة أسماء لهذا اليوم في القرآن الكريم، وكلّها ذات معانٍ عظيمةٍ، ولكن لا مجال لذكرها في هذا المقام المختصر.
إنّ الإيمان باليوم الآخر هو المتنفّس والأمل للإنسان في هذه الحياة، هو البلسم الشّافي الّذي يُنسي المسلم التّعب الّذي يتعبه في الدّنيا، هو النّعيم الّذي يعوّض المؤمن عمّا يفوته الآن من نّعيم الدّنيا، لأنّه يعمل لله ربّ العالمين، ولذلك يعيش في هذه الدّنيا مرتاح الضّمير، مطمئنّ البال إلى مستقبله النّضير، يؤمّل رحمة الله وعفوه ومغفرته وإحسانه، فقد قال تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 41].
ويخشى ربه ويخاف عذابه، ويحذر عقوبته في ذلك اليوم الرّهيب، فقد قال تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الزّمر:13].
نعم: إنّ الإيمان باليوم الآخر يصنع إنساناً جديداً، له أخلاقه وقيمه ومبادئه ونظرته إلى الحياة، فلا يلتقي إنسانٌ يؤمن بالآخرة ويحسب حسابها، مع إنسانٍ آخر يعيش لهذه الدّنيا وحدها ولا ينتظر ما وراءها، فلا يلتقي هذا وذاك في تقدير أيّ أمرٍ من أمور هذه الحياة، فلكلّ واحدٍ منهما ميزانٌ، ولكلّ واحدٍ منهما نظرٌ يرى عليه الأشياء والأحداث والأحوال، فالمؤمن يدرك أنّ بعد هذا الحياة الّتي نعيشها يوماً عظيماً، فإن فاته شيءٌ من الدّنيا رجا العوض عنه في تللك الدّار الباقية، يقرأ قوله تعالى: {وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت:64].
فيعمل في دنياه كما أمره الله تعالى، يحسن إلى النّاس، ويعطي كلّ ذي حقٍّ حقّه، ويعمر الأرض بطاعة الله تعالى، وتتفجّر ينابيع الخير في نفسه استعداداً لذلك اليوم العظيم، ويبرّ الولد بوالديه، وتطيع الزّوجة زوجها، ويحترم المسؤول رعيّته ويعدل، ويمسك التّاجر عن الحرام، وينفق الغنّي من ماله على المحتاجين خوفاً من الحساب في ذلك اليوم، قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 8-11].
هناك في الآخرة سيعدّل ما مال في هذه الدّنيا من موازين، وسيخفض ما ارتفع فيها من الباطل، قال الله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَّافِعَة}ٌ [الواقعة: 1-3].
وأمّا الكافر فعلى النّقيض من ذلك، فلا يفكّر في اليوم الآخر مطلقاً، ولا يحسب له أيّ حسابٍ، قال تعالى: {إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا} [الإنسان:27].
ثقيلاً عليهم بطوله وأهواله، قال تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج:4].
فهم يحصرون تصوّراتهم وأفكارهم في حجرٍ ضئيلٍ ذليلٍ حقيرٍ، هو هذه الحياة الدّنيا، لأنّهم يظنّون أنّ هذه الحياة هي الأولى والآخرة ولا حياة بعدها، قال تعالى حكاية عنهم: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية:24].
ونسوا أنّ تلك الدّار هي الدّار الباقية الخالدة، ولكنّ العاقبة لا تكون إلّا للمّتقين.
جعل الله تعالى اليوم الآخر حتّى لا يمضي الظّالم من غير عقاب، والمظلوم من غير عوض، قال تعالى: {
يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزّلزلة: 6-8].
وقال الله تعالى: {
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} [طه: 111].
فيا أيّها الظّالم لا تغفل فليس مغفولاً عنك، فأمامك يومٌ عصيبٌ، قال الله تعالى: {
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42].
وقال أيضاً: {
الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [غافر: 17].
فيا من ظلمت غيرك بظلامةٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ، ماديّةٍ أو معنويّةٍ، انتهز فرصة حياتك لتتحلّل منه قبل يوم الحسنات والسّيّئات، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (
مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ). [ 2 ]
نعم: إنّه يوم استيفاء الحقوق الضّائعة في الدّنيا، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ يُكَذِّبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي، وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَ: (
يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَّبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ، فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا، لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلًا لَكَ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمْ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الفَضْلُ)، قَالَ: فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَهْتِفُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (
أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ: {
وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ})، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَهُمْ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ، أُشْهِدُكَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ.
نعم: إنّه يوم شفاء صدور المؤمنين بالقصاص من الظّالمين، قال تعالى: {
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المطفّفين: 29-36].
إنّ تذكّر اليوم الآخر يصبّر المرضى والمقهورين، ويواسي الفقراء والبؤساء والمحزونين، بانتظار ما أعدّ لهم في ذلك اليوم، حيث إنّ نعيم الجنّة لا مثيل له، فقد قال الله تعالى: {
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السّجدة: 17].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ، مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ)، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {
فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السّجدة: 17]". [ 3 ]
إنّ نعيم الجنّة ينسي كلّ شقاءٍ حصل للإنسان في الدّنيا؛ إذا كان من أهل الإيمان والصّلاح والتّقوى، فقد جاء في الصّحيح: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (
يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ). [ 4 ]
وختاماً: أيّها المحزون في الدّنيا تصبّر بما أعدّ الله لك في اليوم الآخر، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (
يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ). [ 5 ]
تصبّر أيّها المكروب: فغداً ستلقى الأحبّة محمّداً وصحبه، فإنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (
المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ). [ 6 ]
وقال تعالى: {
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطفّفين: 22-28].
اللهمّ اجعلنا من الآمنين في ذلك اليوم، ومن الّذين ابيضّت وجوههم؛ فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، إنّك سميعٌ مجيبٌ.
1 - صحيح البخاريّ: 4777
2 - صحيح البخاريّ: 2449
3 - صحيح البخاريّ: 4779
4 - صحيح مسلم: 2807
5 - سنن التّرمذيّ: 2402
6 - صحيح البخاريّ: 6168
رابطة خطباء الشام
شبكة الاوكة