لغز السرطان
لغز السرطان
عندما يقرأ الإنسان فى موضوع وجهات النظر المختلفة يجد أن هناك أمور كثيرة لا نفهمها وأن المقصود منها تغييب الناس عن الحقيقة
أحد المقالات تحدث عن أن مرض السرطان هو مرض عادى كأى مرض وهو مرض نقص فيتامين ب 17 أو ما شابه وأن أدويته موجودة فى مخلوقات الله النباتية وأهمها اللوز المر
ومضى المقال فى ذكر الأدوية المختلفة والرخيصة والتى أوجدها الله فى الأرض وانتهى إلى أن الحادث الآن من العلاج الكيماوى وإنشاء مستشفيات لعلاج السرطان هو خرافة ووهم كبير وتعذيب للمرضى بدون داعى وأن السبب فى انتشار المشافى والعلاج الكيماوى وحتى معامل التحليل هو الجشع الإنسانى ممثل فى شركات الأدوية العالمية
وعندما نعود إلى مقالات أخرى يقال أن المنظمات العالمية كمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة هى منظمات الغرض منها حماية مصالح الشركات الكبرى فى العالم فى المجالات المختلفة ومن ثم فهى تنشر الأمراض العالمية سواء فى الناس أو فى المحاصيل لكى يشترى المرضى الأدوية من تلك الشركات وكى يشترى الفلاحون البذور والشتلات والفسائل من شركات معينة تتحكم فى إنتاج المحاصيل كما ذكر ذلك ليونتين واحد من أكبر علماء الولايات المتحدة فى كتاب البيولوجية كايدلوجية
وتتعرض مقالات أخرى إلى أن هناك طوائف معينة منها طائفة الأميش وبعض الطوائف السلفية اليهودية ترفض استعمال الأمصال واللقاحات والتى تم تلقيحنا وأولادنا بها والتى تنتجها وتديرها الشركات العالمية والتى توزعها منظمة الصحة العالمية ومع هذا تلك الطوائف بصحة جيدة ولا تتواجد فيها الأمراض كالسرطان وكوفيد المنتشرة بين البشر الذين تم تلقيحهم
وهناك قضايا مرفوعة على المنظمات العالمية بأنها تعمل على نشر الأمراض ككوفيد
بعضنا عندما يقرأ هذا الكلام سيرفضه وهو وضع طبيعى أن الإنسان يعادى ما يجهله وحتى الأطباء يرفضونه تماما لأن كل علمهم قائم على علم مستورد من الغرب سواء كان علما فحصيا أو صيدلانيا أو معمليا
بالتأكيد لقد قضى ما يسمى العلم الحديث على الطب القديم الذى كان قائما على العلاج بأدوية موجودة فى النبات والحيوان كما قضى نفس العلم على كل أصناف المحاصيل القديمة عندنا إلا ما ندر عند البدو والفلاحين الأقحاح والتى كان لها طعم ومذاق غير ما نعرفه حاليا
والغريب هو أن أغنياء العالم لا يأكلون مما نأكل فهم يعتمدون على ما يسمى الزراعة العضوية ومن الأصناف التى كانت منتشرة فى العالم والتى حرمونا منها بحجة القضاء على الجوع واطعام المليارات من خلال أصناف طعمها ردىء وفوائدها قليلة
كل واحد لو عاد بذاكرته لنصف قرن سيجد أننا كنا نستعمل الطب القديم فالجروح والدمامل كانت تعالج ببعض من الشيح وورق البصل أو بوضع تراب الفرن البلدى على الجرح لايقاف النزيف ووجع المفاصل والعظام كان يستخدم لعلاجها أكواب فارغة أو ردة الدقيق التى توضع فى قماش ويلف حول موضع الوجع
ولعل العديد منا لاحظ أن المضادات الحيوية التى كانت تشفى بسرعة من أربعة أو ثلاثة عقود من المرض فقدت فاعليتها ولم تعد تشفى وبعد أن كنا نستعمل 500 مجم أصبحنا نستعمل 1 جم ومع هذا لا يحدث تقدم فى العلاج ومن ثم اخترعوا أنواع أخرى من المضادات الجديدة التى ستفقد فاعليتها بعد مدة وكأنهم يخترعون الأدوية الجديدة لتحل محل القديمة وبسعر أكبر
ونعود لموضوع السرطان فى الكتب القديمة ففى كتاب التيسير في المداواة و التدبير، ج، ص: 372 قال كاتبه ابن زهر:
"ويحدث في البدن (أورام يعرفها الناس) بالسرطان و هي عسيرة البرء، و إنما سمّيت بذلك لكثرة أرجل السرطان (فشبهت تلك الأورام بالسرطان) الذي هو حيوان بأرجل شبيهة بالدوالي، كما عرّف الورم المعروف بالسرطان بذلك الحيوان بسبب العروق حوله، فشبهت هي بذلك لأن العروق حول الورم تكون منتفخة (شبيهة بما ذكرته من الدوالي) وهذه الثلاثة، داء الفيل والورم المعروف بالسرطان واتساع عروق الساقين، و هي العلة المعروفة بالدوالي، كلها الثلاثة إنما هي عن خلط غليظ سوداوي أرضيّ. و هذا الخلط منه نوع أغلظ من نوع، و لكنها كلها الثلاثة أرضية غليظة الجوهر و كل واحد من هذه الثلاثة بعضه أغلظ وبعضه أرقّ، وهذا أمر له عرض واسع ولكن الطبيب يحدس ويخمّن (فاستفرغ الخلط من البدن)بنحو ما ذكرته لك لهذا الخلط عند ما أخبرتك إن كان مفرط الغلظ يجب أن يستفرغ بذوات الأدوية، وذكرت لك هنالك (حجر) اللازورد فاستفرغ البدن بذلك. وحسّن الغذاء بالفراريج الصغار بخبز البر المختمر المحكم النضج (في الاختباز) ثم في الطبخ، وامنعه (غليظ الأغذية) أجمع ولا تبح له إلّا ما ذكرته وأمّا الفواكه فاحذرها عليه إلا لب الصّنوبر ولب اللوز والفستق إن وجدته، والرطبة الرّمان ولا بأس بالعبقر النضج. "
وفى كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأعذية لابن البيطار:
"أظهورسيفس: أنفحة الأرنب إن طلي بها على السرطان رأيت العجب. وجلد فرس الماء إذا أحرق وخلط بدقيق كرسنة وطلي به السرطان فسأه في ثلاثة أيام وأبرأه
حجر الحمام: الغافقي: الحجر المتولد في قدور الحمام إذا عمل منه ضماد وحمل على السرطان عند إبتدائه أذهبه وهو أقوى ما يعالج به السرطان المتولد في الرحم
"أطهورسعس: قال إن أحرقت سلحفاة بحرية حتى تبيضٌ بالحرق وسحقت مع السمن وطلي على شيء ووضع على السرطان المتقرح نقى أوساخه وألحمه ومنعه أن يعود وهو أولى بأن يبرئ جميع القروح وحرق النار"
والكتب السابقة تقول بوجود أدوية من خلق الله للسرطان بينما ينفى أبو بكر الرازى فى كتاب الحاوى ج1 ص259وجود علاج للسرطان حيث يقول:
"وأما السرطان فواحد وهو ورم يحدث من المرة السوداء ولا برء له"
ولكن يقول بوجود أدوية لتخفيف آلام السرطان مما خلق الله من النبات والحيوان حيث قال :
"قال السرطان قد يعرض في العينين في الصفاق مع ألم وتمدد وحمرة ونخس في الصفاقات القرنية ينتهي إلى الأصداغ ألف 1...15 وسيما عند الحركات ويذهب بشهوة الطعام ويهيج العلة من الأشياء الحادة وهي علة لا شفاء لها لكن ينبغي أن يسكن وجعه بشرب اللبن والأغذية المتخذة من الحنطة والتي تولد كيموسا جيدا ولا يسخن البتة ويصب الأشياف اللينة المسكنة للوجع في العين ويعني بأن يكون البدن كله جيد الأخلاط غير ممتل ولا حاد الدم"
ونقل الرازى فى كتاب أخر عن جالينوس بوجود أدوية تشفى من السرطان كالأنجرة ومع هذا شك فى ذلك حيث قال فى كتاب الشكوك علي كلام فاضل الأطباء جالينوس، ص: 144
" في الأنجرة:" إنه يلذع [747] ما يلقاه من الأعضاء"، ثم قال:" شفاؤه [748] 22 - أ للسرطانات والقروح المتآكلة دليل علي أنه يخفّف من غير لذع". و أحسب- بلا شك- أنه قد غلط عليه في هذا الدواء في الترجمة: و ذلك أنه قد وجدت لما فتّشت كتبا كثيرة من الكتب المسمّاة بشقشماهي [749] [750] دواء يوصف بأنه ينفع من السرطان مشترك مع الأنجرة في اسمه أو يقارنه ويدانيه ووجدت الأمر عندهم في ذلك مضطربا. "
وقال ابن سينا فى كتابه القانون فى الطب ج1 ص141 فى وصف السرطان:
"والسرطان متحرك متزيّد مؤذٍ له أصول ناشئة في الأعضاء ليس يجب أن يبطل معه الحس إلا أن تطول مدته فيميت العضو ويبطل حسّه وليس يبعد أن يكون الفصل بين الصلابة والسرطان بعوارض لازمة لا بفصول جوهرية "
وتكلم فى موضع أخر عن الكندر وعصير عنقود البستانى وبزر الحلوف كعلاج للسرطان حيث قال فى نفس الكتاب:
"ودخانه ينفع من الورم الحار ويقطع سيلان رطوبات العين ويدمل القروح الرديئة وينقّي القرنية في المدة التي تحت القرنية وهو من كبار الأدوية للظفرة الأحمر المزمن وينفع من السرطان في العين "
وفى موضع أخر:
"عصير عنقود البستانيِ منه نافع من وجع الأذن وإذا جعل في الأنف مع دهن الورد نفع التأكل والسرطان الكائن فيه وإذا أخذت عصارة عنقود لوف الحية التي تكون على طرفه "
وفى موضع أخر:
"وبزر الحلوف يسقى للبواسير التي تكون في الأنف حتى السرطانية ومنها السرطان نفسه والرأي أن يدس في المنخرين بصوفة."
فيا ليت الأطباء ووزارات الصحة فى بلادنا يعيدون النظر فى الطب القديم ويا ليتهم لا يصدقون كل ما يأتى من الأخرين إلا بعد التجارب والأبحاث فى الداخل لأن أرواح الناس وأجسادهم ليست لعبة يتلاعب بها أصحاب الشركات العالمية من خلال الدواء والغذاء
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|