الأمم المتحدة تؤكد أن المساعدات التي وصلت غزة لن تحدث فرقاً لمليوني شخص
أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) فيليب لازاريني أن العدد الضئيل من شاحنات المساعدات التي وصلت إلى غزة منذ 21 أكتوبر ليست أكثر من فتات لن تحدث فرقاً لمليوني شخص.
وشدد لازاريني على ضرورة تدفق المساعدات بشكل متواصل، مع ضرورة وقف إطلاق النار لضمان وصول هذه المساعدات إلى المحتاجين إليها.
من جانبه، قال ممثل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين سامر عبد الجابر -في المؤتمر الصحفي الدوري في جنيف لوكالات الأمم المتحدة-: "إن اثنين فقط من المخابز المتعاقدة مع البرنامج يعملان، بعد أن كان العدد 23 في بداية العملية، وإن الناس في غزة يصفون الوضع بأنه كابوس لا يستطيعون الاستيقاظ منه"، مسلّطاً الضوء على الظروف الصعبة في ملاجئ الأونروا، التي تضم ما يزيد عن طاقتها الاستيعابية بثلاثة أضعاف.
وتطرّق ممثل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين إلى أن البرنامج لم يتمكن إلا من جلب أقل من 2 % من الغذاء المطلوب، واقتصر توزيع المساعدات على نصف مليون شخص في الملاجئ في غزة، مؤكداً أن هنالك ستة أشخاص مقابل كل شخص لا يحصلون على المساعدة اللازمة.
من جهتها، شدّدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز -عبر دائرة اتصال من القدس- على ضرورة عدم وضع أي شروط وقيود على جميع المساعدات والمسائل الإنسانية، متحدثةً عن الاختيارات المؤلمة، التي يقوم بها مجتمع العمل الإنساني، في ظل القدر الضئيل للغاية من المساعدات التي تدخل غزة، ونقص الوقود، والوضع الأمني.
وقالت: "كان من الممكن عبور أكثر من 780 شاحنة محملة بالوقود إلى غزة منذ 7 أكتوبر"، محذرةً من أن المخابز في قطاع غزة لن تتمكن من إنتاج حتى الخبز في الفترة القليلة القادمة، مؤكدةً أن العديد يعانون من الجوع بالفعل.
وسلّطت هاستينغز الضوء على صعوبة إيصال المساعدات إلى شمال غزة، الذي يخضع لأوامر الإخلاء وغارات جوية وظروف معيشية صعبة من قبل قوات الاحتلال، مشيرةً إلى دخول 74 شاحنة مساعدات عبر منفذ رفح منذ 21 أكتوبر، مقارنةً بدخول 450 شاحنة إلى غزة يومياً قبل الأزمة الراهنة.
وشارك ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن، بالقول: "إن هناك حاجة إلى 94 ألف لتر من الوقود يومياً على الأقل للحفاظ على تشغيل الوظائف الحيوية في 12 مستشفى رئيسي في غزة"، محذّراً من أن اثنين من كل ثلاثة مستشفيات في القطاع يعملان جزئياً، مشدداً على أن شح الطاقة والإمدادات الطبية يعرّض 1000 مريض غسيل كلى، و130 طفلاً في الحضانات، و2000 مريض بالسرطان، وعشرات آخرين على أجهزة التنفس الصناعي في وحدات العناية المركزة، بالخطر المحدق والموت.