شمس الدين محمد بن أبي الحسن البَكْري (930 - 994 هـ = 1524 - 1586 م) هو محدّث ومفسر وشاعر وفقيه شافعي أشعري صوفي، لُقب بشيخ الإسلام في بلاد الحرمين ومصر والشام، وهو صاحب الحزب الصوفي المعروف بـ«حزب البكري»، والصلاة الصوفية المعروفة بـ«صلاة الفاتح».
اسمه ونسبه
هو: محمد بن أبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الرحمن البَكْري الصدّيقي، أبو المكارم شمس الدين، ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق. قال مترجموه: هو المنعوت بأبيض الوجه، وحيثما أطلق في كتب التواريخ أو المناقب أو الطبقات اسم القطب البكري أو البكري الكبير أو سيدي محمد البكري فهو المعني.قال مفتخراً بنسبه:
إذا افتخرت أبناء قوم أكارم وعزت وقد هزت متون الصوارم
فلي بينهم فخر الأثير على الثرى تنقل من تيم إلى آل هاشم
فجدّي أبو بكر صديق محمد وصديقه رب الندى والمكارم
أما جدتي بنت البتول وجدتي لأمي من مخزوم هل من مساهم
قال عبد الوهاب الشعراني: «فهو بكري بيقين، وأبو بكر لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما لا يفارق الظل الشاخص، ومن كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزلة لا تحصى مناقبه. ومما يدل على صحة نسبه إلى الإمام أبي بكر الصديق رضي الله عنه ما رأيته بمكة المشرفة، وذلك أن بعض الحسدة ذكر سيدي محمداً بغيبة، فزجرته عن ذلك فلم ينزجر، ثم رأيت الإمام أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو يقول: جزاك الله خيراً عن ولدي محمد، فعلمت صحة نسبه بذلك. وكذلك وقع أن شخصاً ذكرني بسوء بحضرة الشيخ أبي الحسن رضي الله عنه وهو ساكت، فبلغني ذلك فعتبت عليه في نفسي، فرأيت الإمام أبا بكر رضي الله عنه في المنام وهو يقول لي: استغفر الله عن ولدي أبي الحسن، فرضي الله تعالى عنه وعن والده آمين».
مولده ونشأته العلمية
وُلِد ليلة الأربعاء الثالث عشر من ذي الحجة سنة 930 هـ، ونشأ وترعرع وسط عائلة علمية مرموقة؛ حيث كان والده أبو الحسن البَكْري من العلماء البارزين. وحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ ألفية ابن مالك وعرضها على كبار علماء وشيوخ عصره، مثل: إسماعيل القيرواني الشافعي، ومحمد الخطاب الكبير المالكي، ومفتي الديار الحلبية ابن بلاد الحنفي. وأتم حفظ مؤلفات أبي إسحاق الشيرازي في الفقه الشافعي قبل تمام الثالثة عشرة من عمره، وعرضه على أعيان علماء مصر، مثل: شيخ الإسلام أبو العباس الرملي الشافعي، والعلامة اللقاني المالكي، وقاضي القضاة أبو الحسن علي الطرابلسي الحنبلي. قال الشعراني في (الطبقات الصغرى): «ونشأ رضي الله عنه كنشأة والده على التقوى والورع والزهد وعزة النفس حتى أتته الدنيا وهي راغمة».
شيوخه
أخذ علوم الشرع والتصوف عن أبيه شيخ الإسلام أبي الحسن البَكْري، وتفقه على جماعة منهم الشهاب عميرة البرلسي.
تلاميذه
من تلاميذه:
أحمد بن إسماعيل القادري المندوي.
حميد الدين بن عبد الله بن إبراهيم العمري السندي.
محمد بن أبي بكر الدمشقي العاتكي الصوفي.
وقد عدّه الملا علي القاري شيخاً له في كتاب (شم العوارض)، فقال: «وقال سبحانه: {وَلاَ تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ}، واستدل بهذه الآية شيخنا المبرور المغفور محمد بن أبي الحسن البكري...».
دروسه ومجالسه
جلس في التدريس بالجامع الأزهر، والمسجد الأقصى، والمسجد النبوي، والمسجد الحرام. قال عنه الشعراني في (الطبقات الصغرى): «درس وأفتى في علم الظاهر والباطن، وأجمع أهل الأمصار على جلالته». وجاء في ترجمته في كتاب «شذرات الذهب» لابن العماد الحنبلي: «وكان من آيات الله في الدرس والإملاء، يتكلم بما يحيّر العقول ويذهل الأفكار، بحيث لا يرتاب سامعه في أن ما يتكلم به ليس من جنس ما ينال بالكسب، وربما كان يتكلّم بكلام لا يفهمه أحد من أهل مجلسه، مع كون كثير منهم أو أكثرهم على الغاية من التمكن في سائر مراتب العلوم، وكان إليه النهاية في العلم، حتّى كان بعض الأجلاء ممن يحضر دروسه يقول: لولا أن باب النّبوة سدّ لاستدلّينا بما نسمعه منه على نبوته. وأما مجالسه في التفسير وما يقرّره فيها من المعاني الدقيقة والأبحاث الغامضة، مع استيعاب أقوال الأئمة، وذكر المناسبات بين السّور والآيات، وبين أسماء الذّات المقدس والصّفات، وما قاله أئمة الطريق في كل آية من علوم الإشارة، فمما يحيّر العقول ويدهش الخواطر، وجميع ما يلقيه بألفاظ مسجعة معربة موضوع كل لفظ في محلّه الذي لا أولى به. ولم يحفظ أحد له هفوة في لفظ من ألفاظه من جهة إعراب أو تصريف، أو تقديم، أو تأخير، أو غير ذلك من هفوات الألسن. وما من درس من دروسه إلّا وهو مفتتح بخطبة مشتملة على الإشارة إلى كل ما اشتمل عليه ذلك الدرس على طريق براعة الاستهلال، وهكذا كانت مجالسه في الفقه والحديث، وكل علم يتصدى لتقريره».
مؤلفاته
له كتب، منها:
صورة توضّح نص صلاة الفاتح المنسوبة للإمام محمد البكري، وهي من أشهر أوراد الطريقة التيجانية.
جزء من سلسلة مقالات حول
التصوف
المفاهيم
الممارسات
أعلام التصوف
كتب التصوف
طرق صوفية
مصطلحات علم التصوف
تصوف
عنت
شرح مختصر أبي شجاع. في فقه الشافعي.
شرح منهاج النووي.
تجديد الأفراح بفضائل النكاح.أيسر مطلوب في زيارة أكبر محبوب ﷺ. أو: أيسر مطلوب في زيارة أمير محبوب ﷺ.
(طبع بتحقيق: أحمد فريد المزيدي، ونشرته: دار الحقيقة - مصر)
بشرى العابد بفضل المساجد.
تحفة السالك لأشرف المسالك. في التصوف.
الفتح المبين بجواب بعض السائلين.
ترجمان الأسرار وديوان الأبرار. في الشعر. قال الزركلي في الأعلام: «وقد يكون لحفيده ابن أبي السرور».
معاهد الجمع في مشاهد السمع. في التصوف.
البرهان في تفسير القرآن.
الوصول إلى معارج الأصول.الإشارات العلوية في منهاج الصوفية.
قصيدة لامية في التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم.
الاقتصاد في بيان مراتب الاجتهاد. في أصول الفقه.
تنبيه الأواه لفضل لا إله إلا الله. في الحديث النبوي.
ترتيب السور وتركيب الصور. في التصوف.
تأبيد المنة بتأييد السنة. في التصوف.
رسالة في تجليات النفس. في التصوف.
الوصية الجامعة. في التصوف.
المرشدة. في التصوف.
الرسالة الشائقة. في التصوف.
الرسالة الرحمونية. في التصوف.
ترتيب السور وتركيب الصور. في التصوف.
التنزلات الإلهية. في التصوف.
حزب البكري. في التصوف.
أخبار الأخيار. في التصوف.
المنجية في أحول أهل التربية. في التصوف.
رسالة في النصح للمتصوفين. في التصوف.
رسالة في الإيمان. في التصوف.
الجوهرة المضيئة في تجويز إضافة الإيمان إلى المشيئة. في علم الكلام.
وكَتب أيضاً على أوائل «مَنْهَج الطلاب» لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وله رسائل في أنواع من العلوم والمعارف والآداب، كرسالته في الاسم الأعظم، ورسالته في الصلاة على النبي ﷺ ورسالته في السّماع، وله ديوان شعر كبير، وغير ذلك.