عمر بن عبد الله بامخرمة (884 - 952 هـ) فقيه وشاعر شعبي متصوف من كبار الفقهاء الحضارمة. كان له زعامة صوفية وتلاميذ وأتباع كثيرين. وله ديوان شعر ذائع الانتشار في كافة الأقطار فيه كثير من علوم الكشف ومشتمل على كثير من إشارات الصوفية واصطلاحاتهم ومسائلهم الدقيقة.
نسبه
عمر بن عبد الله بن أحمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم بامخرمة السيباني الحميري.
مولده ونشأته
ولد بمدينة الهجرين بحضرموت في الثالث عشر من شهر رمضان سنة 884 هـ، ونشأ بها وبقرية موشح عند أخواله وارتحل في سن البلوغ إلى مدينة عدن عند أبيه قاضيها الذي توفي سنة 903 هـ وهو في مستهل تلقيه عنه، فيلازم شيوخ عدن ولا سيما أبو بكر بن عبد الله العدني، ومحمد بن أحمد باجرفيل، عدى شيوخا له بحضرموت وزبيد والحرمين. ثم تصوف بعد أن برع في العلم، وكان شيخه في التصوف عبد الرحمن بن عمر باهرمز، وكان في أوائل تصوفه كثير الشغف بمطالعة «الرسالة القشيرية»، ثم اشتغل عنها بديوان عمر ابن الفارض المصري، وكان لهما من التأثير في حياته مالهما.
من مواقفه
عندما استولى السلطان بدر أبو طويرق الكثيري على الهجرين ودوعن وقف عمر بامخرمة كزعيم وطني يعارض استعمار وطنه ويناهض سياسة الدولة الكثيرية، ولا جرم أن يكون لذلك تأثير في سياسة الهجرين، فينفيه السلطان بدر إلى الساحل (الشحر) ثلاث مرات غير أن ذلك لم يخضد شوكته، فينفيه إلى سيئون، مقر حكم السلطنة، ليكون تحت مراقبته وضغطه.
شعره
ونظمه كثير جدا، يغلب عليه الشعر الحميني (الوطني)، ولأجل هذا يحفظه أهل حضرموت كثيرا ويتمثلون به، ويستعملونه غالبا في مغانيهم، ويعتنون به أشد العناية حتى العوام، ويقال له عندهم "الدّان"، وهو سلس الألفاظ، قريب المعاني، يفهمه كل أحد بحسب حاله في المحبة المجازية ونحو ذلك. وهو مع ذلك مشتمل على كثير من الأمثال المتداولة بينهم، وقد جمع منه عبد الرحمن بن علي باحسن الحديلي شيئا كثيرا، ورتبه على حروف المعجم، ولم يتمكن من جمعه كله. ومن شعره هذين البيتين:
أعطِ المعيّة حقها
واحفظ له حُسن الأدبْ
واعلَم بأنك عبده
في كلِّ حال وهو ربّ
مؤلفاته
ومن مؤلفاته العلمية:
«الوارد القدسي في شرح آية الكرسي»
«شرح أسماء الله الحسنى»
«المطلب اليسير من السالك الفقير»
عدة وصايا ورسائل
وفاته
توفي في سيئون في العشرين من شهر ذي القعدة سنة 952 هـ، ودفن بمقبرة سيئون، التي سميت باسمه لاحقًا، قريبا من قبر السلطان بدر الكثيري، وعلى قبره قبة مسطحة السقف