بدأت قصة مدينة العلا في القرن السادس قبل الميلاد وذلك عندما تأسست المدينة المسورة لأول مرة في التاريخ، حيث أحاطت هذه الأسوار أفضل الأراضي الخصبة والواحات الممدة بالمياه العذبة وكافة مقومات الحياة في صحراء الوادي، وكان موقعًا مميزًا ليتم فيه بناء مدينةٍ ستكون من أهمّ المدن السياحية والتاريخية في تاريخ المملكة العربية السعودية.
بعد بناء الأسوار شرع العمل على بناء مدينة العلا، والتي نحت بيوتها وبنيت من الصخور الصلبة والقوية المتواجدة في الجبال على طول طريق تجارة البهارات والحرير والذي سميّ بطريق البخور الذي يصل جنوب الجزيرة العربية بمصر والشمال الإفريقي، وتوالت على هذه المدينة العصور والسنوات، وسكن المدينة أهل مملكة دادان، ومن بعدهم أهل مدينة لحيان، وذلك كان في العام المائة قبل الميلاد.
ظلت هذه المدينة من المحطات التجارية الهامة على طريق البخور، حتى القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين، ومن ثمّ بدأ سكان هذه المدينة القديمة بالتحضر والهجرة منها إلى المدينة الجديدة والحديثة التي أسسها السكان المحليون بعد تأسيس سكة الحجاز، حتى باتت مكانًا أثريًا وتاريخيًا مهجورًا يجذب من الناس المستكشفين والباحثين عن الآثار القديمة والتحف التي تعود للعصور القديمة