زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
أولهن خديجة ثم سودة ثم عائشة ثم حفصة وأم حبيبة وأم سلمة وزينب بنت جحش وميمونة وجويرية وصفية. فهؤلاء التسع بعد خديجة تُوُفِيَ عنهن، ولم يتزوج في حياة خديجة غيرها، وما تزوج بكرًا غير عائشة.
وأما اللاتي فارقهن صلى الله عليه وسلم في حياته فتركناهن لكثرة الاختلاف فيهن. وكان له صلى الله عليه وسلم سرِّيتان: مارية، وريحانة بنت زيد. وقيل: بنت شمعون، ثم أعتقها.
روينا عن قتادة، قال: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة امرأة، فدخل بثلاث عشرة، وجمع بين إحدى عشرة، وتوفي عن تسع. تهذيب الأسماء، النووي 1/ 32.
فأما خديجة، فهي خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية، كانت القلب الحنون الذي يأوي إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ووقفت بجواره تؤازره، وتشد على يديه، وتخفف عنه ما يلقاه في سبيل الدعوة، وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ولها من العمر أربعون عامًا، فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي هالة، ومن وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لها أنه لم يتزوج عليها حتى ماتت، وقد أنجب النبي أولاده كلهم منها إلا إبراهيم، وتوفيت قبل الهجرة بثلاث سنين.
وأما سودة، فهي سودة بنت زمعة القرشية، تزوجها صلى الله عليه وسلم بعد موت السيدة خديجة رضي الله عنها.
وأما عائشة، فهي أم عبد الله، الصِّديقة بنت الصديق، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ودخل بها في السنة الثانية من الهجرة، وهي بنت تسع سنين، ولم يتزوج بكرًا غيرها، وهي التي حدثت لها حادثة الإفك، وبرَّأها الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات، وكان جبريل عليه السلام قد عرضها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل الزواج بها في سرقة من حرير، وقال: هذه زوجتك. وكانت أفقه زوجاته صلى الله عليه وسلم، وأعلمهن بالحلال والحرام، وكان الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها، ولم ينزل عليه في لحاف امرأة غيرها.
وأما حفصة، فهي حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأما زينب، فهي زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بني هلال بن عامر، وتُوفيت عنده بعد الدخول بها بشهرين.
وأما أم سلمة، فهي هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية، آخر نسائه موتًا.
وأما صفية، فهي صفية بنت حُيَيِّ بن أخطب النضيرية، أمها برة بنت سموأل. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد سباها عام خيبر، فتزوجها بعد أن أعتقها، وكان هذا هو صداقها.
وأما زينب، فهي زينب بنت جحش، من بني أسد بن خزيمة، ابنة عمته أميمة. ولقد نالت منزلة لم تنلها امرأة من قبل أو من بعد؛ حيث كان رب العزة عز وجل وليَّها، وزُوِّجت النبي صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سموات، فكانت تفخر على نساء النبي بذلك، وتقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سموات. قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ﴾ [الأحزاب: 37]. وقد خلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن كانت عند زيد بن حارثة رضي الله عنه، وقد تُوفيت في أول خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأما جويرية، فهي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية، من بني المصطلق، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم؛ رغبة في دخول قومها في الإسلام، وقد أتته تطلب منه العون على كتابتها، فأدى النبي صلى الله عليه وسلم عنها كتابتها وتزوجها.
وأما أم حبيبة، فهي رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب القرشية الأموية، وقيل: اسمها هند. تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي في الحبشة مهاجرة؛ حيث زوجها له النجاشي، وأصدقها نيابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار، ثم كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم بعد عودتها من الحبشة، وماتت في خلافة أخيها معاوية.
يقول ابن القيم: قيل: ومن أزواجه ريحانة بنت زيد النضرية. وقيل: القرظية. سُبيت يوم بني قريظة، فكانت صفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها وتزوجها، ثم طلقها تطليقة ثم راجعها. وقالت طائفة: بل كانت أمته، وكان يطؤها بملك اليمين، حتى توفي عنها، فهي معدودة في السراري لا في الزوجات. والقول الأول اختيار الواقدي، ووافقه عليه شرف الدين الدمياطي، وقال: هو الأثبت عند أهل العلم. وفيما قاله نظر، فإن المعروف أنها من سراريه وإمائه، والله أعلم.
فهؤلاء نساؤه المعروفات اللاتي دخل بهن، وأما مَن خطبهن ولم يتزوجهن، ومَن وهبن أنفسهن له ولم يتزوجهن، فنحو أربع أو خمس، وقال بعضهم: هن ثلاثون امرأة. وأهل العلم بسيرته وأحواله صلى الله عليه وسلم لا يعرفون هذا بل ينكرونه، والمعروف عندهم أنه بعث إلى الجونية ليتزوجها، فدخل عليها ليخطبها، فاستعاذت منه فأعاذها ولم يتزوجها، وكذلك الكلبية، وكذلك التي رأى بكشحها بياضًا فلم يدخل بها، والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سور من القرآن، هذا هو المحفوظ، والله أعلم.
ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم تُوُفِيَ عن تسع - وكان يقسم منهن لثمان: عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وأم حبيبة وميمونة وسودة وجويرية.
وأول نسائه لحوقًا به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش سنة عشرين، وآخرهن موتًا أم سلمة سنة اثنتين وستين في خلافة يزيد، والله أعلم. ابن القيم، زاد المعاد 1/ 110.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|