تضييع وقت الناس
تضييع وقت الناس
عندما تتهاوى النفوس وتنزلق إلى هوة الضياع يتفنن الناس فى ابتكار فوازير أو مسائل كما يطلقون عليها
وعندما تقول أحدهم فزورة أو مسألة ما تجد الإنسان بدافع الفضول ينساق للانشغال بحل تلك المسألة حتى ولو أضاع أياما من حياته
ويحكون البعض أضاع حياته فى دراسة حرف أو رقم ما دون أن يفكر أى تفكير فى مدى افادته لنفسه ولغيره من تلك الدراسة التى تقضى على العمر دون أى فائدة
ومن هنا كان الدعاء :
اللهم اعوذ بك من علم لا ينفع
بعض الفوازير تعتمد على تركيب الكلام أو ترتيب الكلام خلف بعضه كما فى قول الفزورة :
ما رأيك يا قاضى تها ما رأيك فى امرأة تزوجتها هى أمى وأنت ولد تها فمن أنا ؟
فعند النطق يدمجون وأنا ولدتها بدلا
وأنا ولد تها أى ابن القاضى تها
وأيضا ينطقون التاء فى تزوجتها بالضم بدلا من الفتح
وبعض الفوازير تعتمد على الخيال الواسع ففى الفصول التى كنت أدرس لها فى فترة بعيدة كنت أسمح للتلاميذ بفترة للضحك خلال الحصة من خلال قول النكات أو الفوازير وفى احدى المرات قال أحد الأولاد :
أخرس عاوز يقول لأعمى أبوك مات فكيف ؟
بالطبع لم يجب أحد على الفزورة ولا حتى أنا
وعندما سألته عن الاجابة قال :
يأخذه من يده ويذهب به إلى بيت أهله فسيسمع البكاء فيسأل لماذا يبكون فيقولون له أنه أبوه مات
واليوم فوجئت بأخ من المعلمين يطرح المسألة التالى :
يا ليتني كنت معلم رياضيات" عايز اجابه"اربع اعداد مجموعهم مائه بشرط لو اضيف للعدد الاول 4وطرح من العدد الثاني 4 وقسم العدد الثالث علي 4 وضرب العدد الرابع في 4 كانت النواتج متساويه فماهي هذه الاعداد الاربعه"
بالطبع الفضول الإنسان دفعنى للانشغال بالنسألة عندما سرت حوالى ميل لداء مهمى ما ولكنى لم أفوفق في الحل
وعندما ذهبت للمدرسة نسيت الموضوع وعندما أردت أن أنشر موضوع اليوم لم يرضنى نشر ما كتبته في الصباح من نقد احدى الخطب نظرا لطولها وتناولها موضوع لم أرض بنشره لأننى لم أوفق إلى بيان أحكامه كلها فمنعت نفسى من نشره وحاولت اختيار أحد المقالات او الكتب التى كتبتها ولم أنشرها من قبل فلم أوفق ومن ثم قررت كتابة هذا المقال للتحذير من تضييع الوقت واستغفر الله أنى أضعت حوالى نصف ساعة في حل المسألة وقد وفقت إلى حلها والحل هو:
12+4=16
20-4=16
64÷4=16
4×4=16
والتحذير لا تضيعوا أوقاتكم فيما لا نفع منه فمن انشغل من ذلك فليتب مستغفرا الله فهذا من ضمن العلم الضار الذى لا ينفع صاحبه ولا غيره
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|