شرح حديث سلمة بن الأكوع: "لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين"
♦ عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَزالُ الرجُلُ يَذهبُ بنفسه حتى يُكتَبَ في الجبَّارين، فيُصيبَه ما أصابهم))؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
"يذهب بنفسه"؛ أي: يرتفع ويتكبر.
قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
في هذا الحديث الأخير في هذا الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم حذَّر الإنسان من أن يُعجِبَ بنفسه، فلا يزال في نفسه يترفع ويتعاظم حتى يُكتَب من الجبارين، فيصيبه ما أصابهم.
والجبارون - والعياذ بالله - لو لم يكن من عقوبتهم إلا قولُ الله تبارك وتعالى: ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35]، والعياذ بالله؛ لكان عظيمًا.
فالجبار - والعياذ بالله - يُطبَع على قلبه، حتى لا يصل إليه الخيرُ، ولا ينتهي عن الشر.
وخلاصة هذا الباب أنه يدور على شيئين:
الأول: تحريم الكِبر، وأنه من كبائر الذنوب.
والثاني: تحريم الإعجاب، إعجاب الإنسان بنفسه، فإنه أيضًا من المحرَّمات، وربما يكون سببًا لحبوط العمل إذا أُعجِبَ الإنسان بعبادته، أو قراءته القرآن، أو غير ذلك، ربما يَحبَطُ أجره وهو لا يعلم.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 554- 555)
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|