بلينكن يواصل استطلاع الرأي حول اليوم التالي لنهاية الحرب

قال الجيش الإسرائيلي أمس، إن العمليات البرية تتوسع في مدينة خان يونس، مضيفاً أنه قتل عشرات من «المسلحين» الفلسطينيين، وعثر على كميات كبيرة من الأسلحة وممرات أنفاق، ومعلناً مقتل 5 ضباط وجنود في معارك وسط قطاع غزة، ليرتفع العدد المعلن لقتلاه إلى 9 خلال الساعات الـ24 الماضية، واصفاً ليلة الثلاثاء الماضي «بأنها الأشد قسوة منذ بدء الحرب». ووفقاً لبيان الجيش الإسرائيلي الذي نشره على موقعه الإلكتروني، فقد «ارتفع إجمالي عدد قتلاه منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 519 قتيلاً».

وأوضح المتحدث باسمه، أنه نفذ خلال الساعات الـ24 الماضية، ضربات أسفرت عن مقتل نحو 40 «مسلحاً» فلسطينياً، وخلال العمليات العسكرية في منطقة المغازي، وجه الطيران الإسرائيلي ضربة قتلت أفراد خلية مقاتلة.

وأضاف البيان أن البحرية الإسرائيلية قصفت مواقع عسكرية ومنشآت تخزين وسفناً تستخدمها القوات البحرية التابعة لـ«حماس».

من جهتها، قالت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، أمس إن عناصرها تمكنوا من قنص 4 جنود إسرائيليين.

وأوضحت «القسام» في بيان لها، إن «القنص تم ببندقية «الغول» التابعة لها شرق مخيم البريج وسط غزة»، مؤكدة «تدمير دبابة ميركفاه بقذيفة «الياسين 105» واشتعال النيران فيها جنوب مدينة خان يونس جنوبي القطاع».

بدوره، أعلن «حزب الله» اللبناني، أمس، استهداف ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية الإسرائيلية في مدينة صفد بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية.

وقال الحزب، في بيان صحافي إنه «في إطار الرد على جريمة اغتيال القائد الكبير الشيخ صالح العاروري ‏وإخوانه ‏المجاهدين الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت وجريمة ‏اغتيال القائد الشهيد وسام الطويل (الحاج جواد) قام حزب الله باستهداف ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد ‏المحتلة (قاعدة دادو) ‏بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية».‏

وأكد الجيش الإسرائيلي، اليوم، أن قاعدة شمالية تعرضت لهجوم جوي دون وقوع أضرار أو إصابات.

وتزامن رد «حزب الله» مع استهداف مُسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق الغندورية في قضاء النبطية بصاروخ موجه ما أدى إلى مقتل 3 من عناصر الحزب.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لصحيفة وول ستريت جورنال إن بلاده عازمة على إنهاء حكم حماس لغزة وردع الخصوم الآخرين المدعومين من إيران. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الاثنين أنه قتل مسؤولاً في حماس في سوريا، يقف وراء الهجمات الصاروخية للحركة على إسرائيل. وأكد الجيش «القضاء» على حسن عكاشة في بيت جن، الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية والقريبة من مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل. وقال الجيش في بيان إن عكاشة «كان مسؤول عميلات إطلاق القذائف الصاروخية لحماس من داخل الأراضي السورية نحو إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة».

كما عرض الجيش الإسرائيلي أمام مجموعة من الصحافيين الاثنين ما وصفه ناطق باسمه بأنه مجموعة من مصانع الأسلحة والأنفاق التي يستخدمها مقاتلو حماس في غزة لتصنيع الصواريخ.

وقاد جنود إسرائيليون جولة إعلامية في منطقة البريج وسط قطاع غزة، وأشاروا إلى أن ما بدا وكأنه مصانع أسمنت ومنشآت صناعية أخرى كانت تُستخدم في الواقع لتصنيع صواريخ وقذائف مخزنة في أنفاق عميقة.

إلى ذلك، يسود القلق عائلات الأسرى الاسرائيليين لدى حماس بعد حديث المتحدث العسكري الاثنين الماضي عن الليلة الأقسى في إسرائيل. وكان الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين قد دعا أهالي المحتجزين بقطاع غزة إلى الاستمرار في التظاهر للضغط على الحكومة، في رسالة معاكسة لتلك التي وجهتها زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق قناة إسرائيلية.

والتقى نتنياهو رفقة زوجته سارة بعائلات المحتجزين، وفي نهاية اللقاء توجهت سارة إلى ممثلي العائلات وقالت لهم: «على الجميع أن يتذكروا أن الرسائل التي يسمعها رئيس حركة حماس بقطاع غزة يحيى السنوار تقويه»، في إشارة للتظاهرات ضد الحكومة.

وبحسب القناة «12» الإسرائيلية، أثارت تصريحات سارة غضب أهالي المحتجزين، ورد عليها أحدهم «كيف تعرفين ما يسمعه السنوار؟ المختطفون الذين عادوا ورأوا السنوار قالوا إن ذلك في الواقع عززهم وساعدهم».

ووقتها اضطر نتنياهو للتدخل، وطمأنة العائلات، وأخبرهم أن «المختطفين دائماً في ذهن سارة».

سياسياً، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن،أمس، أن الدول العربية التي زارها بالاضافة الي تركيا «ستبحث المشاركة في اليوم التالي للحرب في غزة».

ونقلت وسائل إعلام عن بلينكن، قوله إن «زعماء هذه الدول اتفقوا على العمل لجهود مساعدة غزة»، مشيرًا إلى أنه وجد، في كل مكان ذهب إليه، قادة مصممين على منع اتساع دائرة الصراع.

وأضاف بلينكن أن «زعماء تلك الدول اتفقوا على مساعدة غزة في الاستقرار والتعافي ورسم مسار سياسي مستقبلي، وأنهم مستعدون لتقديم الالتزامات اللازمة لاتخاذ القرارات الصعبة وتحقيق كل هذه الأهداف».

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد قال، أمس الاثنين، إن «المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة ستشهد خفضًا لمستوى العمليات العسكرية المكثفة والانتقال نحو العمليات الخاصة، لكنها ستكون مرحلة أطول من المرحلتين السابقتين»، مؤكدًا أن سبب الهجمات الإسرائيلية القوية هو شدة التهديد الذي تواجهه إسرائيل، حسب قوله.

وتصاعدت الخلافات في إسرائيل، بعدما أعلن وزير الدفاع يوآف جالانت بدء المرحلة الثالثة في الحرب على قطاع غزة.

حيث هاجم وزير الأمن الداخلي بن غفير، تصريحات جالانت، وقال إن مجلس الحرب الوزاري المقلص غير مخول باتخاذ قرار حول الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب بل الحكومة. وأضاف بن غفير أن «التراجع عن مرحلة الحسم في المعركة لصالح حرب استنزاف طويلة يمنع إسرائيل من الانتصار»، على حد تعبيره.

أما الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر حليف لإسرائيل، فمن خلال وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، تحاول أن تنتزع إعلانًا رسميًا إسرائيليًا بالانتقال إلى المرحلة الثالثة في قطاع غزة، وخفض القوات والتصعيد للإيحاء بأن الحرب هناك في طريقها للانتهاء لمنع استمرار التصعيد في المقابل على جبهة لبنان. حيث تعمل واشنطن على منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من توسيع رقعة الحرب، وتشك في أنه لأسباب شخصية قد يذهب إلى إشعال تلك الجبهة.

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إسماعيل هنية، أمس، إن «طوفان الأقصى يوم مجيد ليس في تاريخ شعبنا فقط أو الأمة بل في تاريخ الإنسانية جمعاء». وأوضح هنية، في كلمة له، أن «عملية طوفان الأقصى جاءت نتيجة ثلاثة تطورات خطيرة، وهي: محاولة تهميش القضية الفلسطينية عالميًا، ووصول حكومة متطرفة قوميًا ودينيًا لقيادة الاحتلال ومحاولتها تصفية قضيتنا وفرض السيادة على المسجد الأقصى، ووصول التطبيع إلى عواصم مركزية في المنطقة».

وأضاف أن «إسرائيل فشلت بعد نحو 100 يوم في تحقيق أي من أهدافها في الحرب، رغم الثمن الباهظ والمجازر وحرب الإبادة»، مؤكدًا أنها «لن تستطيع استرداد أسراها مطلقاً إلا بالإفراج عن جميع أسرانا في سجونها».

وكشف هنية عن سقوط أكثر من 350 شهيدًا في الضفة الغربية منذ طوفان الأقصى، مؤكدًا أن «غزة تقاتل على جبهتين، الأولى عسكرية يتكبد فيها العدو خسائر فادحة والثانية إنسانية». رئيس إسرائيل يصف دعوى جنوب أفريقيا

أمام «العدل الدولية» بالوحشية!

قال رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوج إنه «لا يوجد ما هو أكثر وحشية وسخافة» من الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية وتتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين خلال حرب غزة.

وبعدما قدمت جنوب أفريقيا طلبًا إلى المحكمة تتهم إسرائيل بالاستخدام العشوائي للقوة والإبعاد القسري للسكان والتحريض على الإبادة الجماعية ظهرت تحذيرات داخلية في إسرائيل من الخطر المحدق من خطوة جنوب أفريقيا، خاصة أن المحكمة قد تصدر أمراً يلزمها بوقف إطلاق النار في غزة، لذلك قررت إسرائيل المثول أمام محكمة العدل الدولية، لأن تل أبيب وقعت على اتفاقية مناهضة الإبادة الجماعية منذ عقود.

«حماس» حديث المرحلة الثالثة «تجارة في الوهم»!

وصف يوسف حمدان، القيادي في حركة حماس الفلسطينية حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت عن الانتقال إلى مرحلة ثالثة من الحرب التي يخوضها الطرفان في قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر بأنها «محاولة لبيع الوهم للمجتمع الإسرائيلي»، لافتاً إلى أن الوزير الإسرائيلي يتحدث وكأن المرحلة الثانية أو حتى الأولى حققت أهدافها.

وعلّق يوسف حمدان على تصريح جالانت عن الانتقال لمرحلة أخرى من الحرب التي أودت بحياة أكثر من 23 ألف شخص وآلاف الجرحى في قطاع غزة بأنه «يأتي في سياق سلسلة من التصريحات التي تعكس حجم التخبط الذي يعانيه جيش الاحتلال».

وقال: «جالانت يعبّر عن الاختلاف داخل حكومة الاحتلال لأنها لم تحقق أي أهداف على الأرض».

الشارع الإسرائيلي يسأل عما بعد الليلة القاسية!بلينكن يواصل استطلاع الرأي حول اليوم التالي لنهاية الحرب

سلمت يداك ..
ودائما في إنتظار جديدك
لاخلاولاعدم