ننتظر تسجيلك
هـنـا
{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
منتديات احساس ناي
>
๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑
>
› ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•
خطبة محبة النبي صلى الله عليه وسلم
اسم العضو
حفظ البيانات؟
كلمة المرور
التعليمـــات
التقويم
الذهاب إلى الصفحة...
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
#
1
10-30-2023, 11:24 AM
SMS ~
[
+
]
لولا سعة
الأمل
لضاقت بنا الحياة
اللهم
أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
Awards Showcase
عضويتي
»
16
جيت فيذا
»
Sep 2022
آخر حضور
»
يوم أمس (07:33 PM)
آبدآعاتي
»
3,699,292
حاليآ في
»
دولتي الحبيبه
»
جنسي
»
التقييم
»
الاعجابات المتلقاة
:
2249
الاعجابات المُرسلة
»
783
مَزآجِي
:
?? ???
~
لولا سعة
الأمل
لضاقت بنا الحياة
اللهم
أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
آوسِمتي
»
خطبة محبة النبي صلى الله عليه وسلم
الحمدُ للهِ الذي خصنَا بخيرِ رسلهِ، وأنزلَ علينَا أكرمَ كتبهِ، وشرعَ لنَا أكملَ شرائعهِ، أحمدهُ سبحانهُ وأشكرهُ، لا أحصي ثناءً عليهِ، أكملَ لنَا الدينَ، وأتمَّ علينَا النعمةَ، فقالَ جلَّ منْ قائلٍ كريمٍ: ﴿
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا
﴾ [المائدة: 3]، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولهُ - صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلمَ.
أما بعدُ فاتقوا اللهَ حقَّ التقوى. فالتقوى هيَ وصيةُ اللهِ لجميعِ خلقهِ. ووصيةُ رسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - لأمتهِ، قال تعالى: ﴿
وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا
﴾ [النساء: 131].
عبادَ اللهِ:
كانَ ثوبانُ مولى رسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - شديدَ الحبِّ لهُ، قليلَ الصبرِ عنهُ، فأتاهُ ذاتَ يومٍ وقدْ تغيرَ لونهُ، ونحلَ جسمهُ، يُعرفُ في وجههِ الحزنُ، فقالَ لهُ النبيُّ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ -: مَا غيرَ لونكَ؟! قالَ: يا رسولَ اللهِ، ما بي ضرٌّ ولا وجعٌ غيرَ أني إذا لمْ أركَ اشتقتُ إليكَ واستوحشتُ وحشةً شديدةً حتى ألقاكَ، ثمَّ ذكرتُ الآخرةَ وأخافُ أنْ لا أراكَ هناكَ، لأني عرفتُ أنكَ ترفعُ معَ النبيينَ، وأني إنْ دخلتُ الجنةَ كنتُ في منزلةٍ هيَ أدنى منْ منزلتكَ، وإنْ لمْ أدخلْ لا أراكَ أبدًا، فأنزلَ اللهُ - عزَّ وجلَّ - قولهُ: ﴿
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا
﴾[النساء: 69].
عبادَ اللهِ:
منْ رحمةِ اللهِ بنا أنْ بعثَ فينا محمدًا - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ -، وأمرنا بالإيمانِ بهِ وتصديقهِ، واتباعهِ، والاقتداءِ بهِ، والانتصارِ لهُ، ومحبتهِ، وتقديمهِ على النفسِ والمالِ والولدِ؛ فعلى يديهِ كملَ الدينُ، وبهِ ختمتِ الرسالاتُ، وأرسلَ إليهِ أفضلَ الشرائعِ، وأنزلَ إليهِ أفضلَ الكتبِ, فهوَ خليلُ اللهِ، وهوَ كليمُ اللهِ، وهوَ صفيهُ، وهوَ رسولهُ، وهوَ حبيبهُ.
وقدِ امتنَّ اللهُ بهِ على الثقلينِ؛ الإنسِ والجنِّ، وأرسلهُ إليهما معًا، ففتحَ اللهُ بهِ أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا وقلوبًا غلفًا، وأخرجَ بهِ الناسَ منَ الضلالةِ إلى الهدى.
إنهُ محمدٌ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ -
بلغَ الرسالةَ أحسنَ بلاغٍ، وأدى الأمانةَ أحسنَ أداءٍ، ونصحَ الأمةَ، وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادهِ.
محمدٌ بنُ عبدِ اللهِ -
صلى اللهُ عليهِ وسلمَ
-: أعزُّ الناسِ نسبًا، وأشرفهمْ مكانةً، أظهرَ اللهُ على يديهِ منَ المعجزاتِ ما أبهرَ العقولَ، ففلقَ لهُ القمرَ فلقتينِ، وتكلمتِ الحيواناتُ بحضرتهِ، وسبحَ الطعامُ وتكاثرَ بينَ يديهِ، وسلمَ عليهِ الحجرُ والشجرُ، وأخبرَ بالمغيباتِ، فما زالتْ تتحققُ في حياتهِ وبعدَ وفاتهِ.
إنهُ محمدٌ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ -
الذي اختصهُ اللهُ منْ بينِ إخوانهِ المرسلينَ بخصائصَ تفوقُ العدَّ، فلهُ الوسيلةُ والفضيلةُ والمقامُ المحمودُ ولواءُ الحمدِ.
محمدٌ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - أولُ منْ تنشقُّ عنهُ الأرضُ يومَ القيامةِ، وأولُ منْ يفتحُ لهُ بابُ الجنةِ، وهوَ أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ، وهوَ سيّدُ ولدِ آدمَ أجمعينَ.
محمدٌ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ -
الذي زكاهُ ربهُ تزكيةً ما عُرفتْ لأحدٍ غيرهُ منَ المخلوقينَ، فلقدْ زكى اللهُ عقلهُ فقالَ: ﴿
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى
﴾ [النجم: 2]، وزكى لسانهُ فقالَ:
﴿
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى
﴾
[النجم: 3]، وزكى شرعهُ فقالَ:
﴿
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى
﴾
[النجم: 4]، وزكى قلبهُ فقالَ: ﴿
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى
﴾ [النجم: 11]، وزكى بصرهُ فقالَ: ﴿
مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى
﴾ [النجم: 17]، وزكى أصحابهُ فقالَ: ﴿
وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
﴾[الفتح: 29].
وزكى أخلاقهُ فقالَ: ﴿
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ
﴾[القلم: 4]، وزكى دعوتهُ فقالَ:
﴿
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
﴾
[يوسف: 108]..
نعتهُ بالرسالةِ:
﴿
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
﴾
،
وناداهُ بالنبوةِ: ﴿
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ
﴾، وشرفهُ بالعبوديةِ فقالَ:
﴿
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ
﴾
،
وشهدَ لهُ بالقيامِ بها فقالَ: ﴿
وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا
﴾ [الجن: 19]
محمدٌ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - الذي
لا تحصَى فضائلهُ، ولا تعدُّ مزاياهُ، فما منْ صفةِ كمالٍ إلا واتّصفَ بها، ولا خصلةِ خيرٍ إلا وتحلى بها. جمعَ اللهُ له أجلَّ المقاماتِ، وأسمى المراتبِ، وأكملَ المناقبِ، إذا ذُكرَ العبادُ فهوَ إمامهمْ، وإذا أشيرَ إلى العلماءِ فهوَ معلمهمْ، وإذا أشيدَ بالشجعانِ فهوَ قائدهمْ، وإذا مُدحَ الدعاةُ فهوَ قدوتهمْ، بلغَ في الدنيا يومَ المعراجِ مبلغًا ما بلغهُ مخلوقٌ غيرهُ، وخصّهُ اللهُ بالمقامِ المحمودِ يومَ القيامةِ الذي تحمدهُ عليهِ كلُّ الخلائقِ، وأعطاهُ الوسيلةَ في الجنةِ، وهيَ منزلةٌ لا تنبغي إلا لهُ.
محمدٌ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ -
أرسلهُ اللهُ شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى اللهِ بإذنهِ وسراجًا منيرًا، شرحَ اللهُ لهُ صدرهُ، ووضعَ عنهُ وزرهَ، ورفعَ لهُ ذكرهُ وأعلى في العالمينَ قدرهُ، ما رآهُ أحدٌ إلا هابهُ، ولا عاشرهُ أحدٌ إلا أحبّهُ حبًّا جمًّا، صاحبُ الوجهِ الوضاءِ، والطهرِ والصفاءِ، دائمُ الابتسامةِ، مليحُ الوجهِ، أكحلُ العينينِ، كالقمرِ ليلةَ البدرِ استنارةً وضِياءً، أشدُّ حياءً منَ العذراءِ.
يقولُ أنسٌ - رضيَ اللهُ عنهُ -:
«مَا مَسَسْتُ حَرِيرًا وَلاَ دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
»[1].
كانَ يُعرفُ بريحِ الطيبِ إذا أقبلَ، أحسنُ الناسِ خَلقًا وخُلقًا، وأتقاهمْ للهِ وأخشاهمْ وأكرمُهمْ، أعظمُ الناسِ تواضعًا، يُخالطُ الفقيرَ والمسكينَ، ويمشي معهمْ، وينطلقُ معَ الجاريةِ الصغيرةِ تأخذُ بيدهِ حيثُ شاءتْ، ولا يتميزُ عنْ أصحابهِ بمظهرٍ، يزورُ كبيرهمْ ويسلّمُ على صبيانهمْ، يأتي ضعفاءهمْ ويعودُ مرضاهمْ، ويشهدُ جنائزهمْ، يجلسُ على الأرضِ ويأكلُ عليها، يعقِلُ الشاةَ ويحلبهَا، يخصفُ نعلهُ ويخيطُ ثوبهُ ويخدمُ أهلهُ.
يبيتُ اللياليَ طاويًا بلا عشاءٍ، يعصبُ الحجرَ والحجرينِ على بطنهِ منْ شدةِ الجوعِ، يقبلُ الهديةَ ولا يأخذُ الصدقةَ، أشجعُ الناسِ، وأرحمُ الناسِ، وصدقَ اللهُ:
﴿
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
﴾
[الأنبياء: 107].
وأجملُ منكَ لمْ ترَ قطُّ عيني
وأفضلُ منكَ لمْ تلدِ النساءُ
خُلِقتَ مبرّأً منْ كلِّ عيبٍ
كأنّكَ قدْ خُلِقتَ كما تَشاءُ
فَمَا أعظمهُ منْ رجلٍ! وما أجلهُ منْ نبيٍّ! وما أعزَّهُ منْ رسولٍ! صلى اللهُ عليهِ وسلمَ.
حُقَّ لنا معشرَ المسلمينَ الفخرُ بهذا النبيِّ الكريمِ ومباهاةُ الأممِ بهِ.
عبادَ اللهِ:
لنْ يَكْتملَ الإيمانُ الحقيقيُّ في قلوبنا، ولنْ نذوقَ حلاوتهُ، ونُحسُّ بالراحةِ النفسيةِ الحقيقيةِ والطمأنينةِ؛ حتى نحبَّ النبيَّ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - حبًّا أكثرَ منْ أنفسنا وأهلِينا وأموالنا وكلِّ الدنيا، فعنْ أبي هريرةَ - رضيَ اللهُ عنهُ - أنَّ رسولَ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - قالَ:
«لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»[2]
فهذا الحديثُ منْ أوضحِ الأدلةِ على وجوبِ محبةِ الرسولِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ -؛ لأنَّ المؤمنَ لا يستحقُّ اسمَ الإيمانِ الكاملِ، ولا يدخلُ في عدادِ الناجينَ؛ حتى يكونَ الرسولُ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - أحبَّ إليهِ منْ والدهِ وولدهِ والناسِ أجمعينَ.
ومنْ لوازمهِ أنْ تكونَ أوامرُ الرسولِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - ونواهيهِ مقدمةً على كلِّ الأوامرِ والنواهي في جميعِ ما جاءَ بهِ منَ المكارمِ والمحاسنِ والفضائلِ، في العسرِ واليسرِ، ووقتِ الضرِّ والشكرِ، وعلى صعوبةِ الأمرِ وسهولتهِ، ومحنتهِ ونعمتهِ، وعلى جوعنا وشبعنا، وبلائنا ورخائنا، ومنشطنا ومكرهنا، وحالِ سعتنا وضيقنا، أوْ حالِ غضبنا ورضانا، أوْ حالِ حزننا وفرحنا، يجبُ أنْ نقدمَ محبةَ الرسولِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - في جميعِ هذهِ المواقفِ.
أحبهُ أصحابهُ - رضيَ اللهُ عنهمْ - حبًّا ما سمعَ التاريخُ بمثلهِ. سئلَ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ - رضيَ اللهُ عنهُ - كيفَ كانَ حبكمْ لرسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - فقالَ: (كانَ واللهِ أحبَّ إلينا منْ أموالنا وأولادنا وأبنائنا وأمهاتنا ومنَ الماءِ الباردِ على الظمإِ).
قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ - رحمهُ اللهُ -:
وأما السببُ في وجوبِ محبتهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتعظيمهِ أكثرَ منْ أيِّ شخصٍ؛ فلأنَّ أعظمَ الخيرِ في الدنيا والآخرة لا يحصلُ لنا إلا على يدِ النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالإيمانِ بهِ واتباعهِ، وذلكَ أنهُ لا نجاةَ لأحدٍ منْ عذابِ اللهِ، ولا وصولَ لهُ إلى رحمةِ اللهِ إلا بواسطةِ الرسولِ؛ بالإيمانِ بهِ ومحبتهِ وموالاتهِ واتباعهِ.) اهـ مجموع الفتاوى 27/.
وإنَّ منْ مقتضياتِ هذا الحبِّ - أيضًا -
أنْ يكثرَ المسلمُ منْ ذكرهِ والصلاةِ والسلامِ عليهِ، وأنْ يتمنى رؤيتهُ، والشوقَ إلى لقائهِ، وسؤالَ اللهِ اللحاقَ بهِ على الإيمانِ، وأنْ يجمعَ بينهُ وبينَ حبيبهِ في مستقرِّ رحمتهِ، وقدْ أخبرَ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - بأنهُ سيوجدُ في هذهِ الأمةِ منْ يودُّ رؤيتهُ بكلِّ ما يملكونَ، فأخرجَ مسلمٌ في صحيحهِ عنْ أبي هريرةَ أنَّ رسولَ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - قالَ:
« مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا، نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ »[3]
أسألُ اللهَ - سبحانهُ وتعالى - أنْ يعظمَ محبةَ رسولهِ في قلوبنا، وأنْ يجعلَ محبةَ رسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - أعظمَ عندنا منْ محبةِ أنفسنا وأهلنا، وآبائنا وأمهاتنا، وأزواجنا وبناتنا، وأنْ يجعلَ محبةَ رسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - طمأنينةَ قلوبنا، وانشراحَ صدورنا، وأنْ يجعلَ محبتهُ عونًا لنا على طاعةِ اللهِ - عزَّ وجلَّ - وحُسنِ الصلةِ بهِ؛ إنهُ - سبحانهُ وتعالى - ولِيُّ ذلكَ والقادرُ عليهِ.
باركَ اللهُ لي ولكمْ بالقرآنِ العظيمِ.
الخطبةُ الثانيةُ
الحمدُ للهِ الذي جعلَ محبتهُ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - منَ الإيمانِ، وجعلَ سُنتهِ طريقًا لدخولِ الجنانِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، أمرَ بمحبةِ النبيِّ العدنانِ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ ورسولهُ خيرَ مَنْ صلى وصامَ - صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وأصحابهِ الكرامِ.
أما بعدُ:
أيها المسلمونَ:
إنَّ البرهانَ الصادقَ لمحـبةِ النبيِّ - صلى اللهُ عليهِ وسـلمَ - هوَ تعظـيمهُ وإجـلالهُ وطاعتهُ، وكذا تعظيمُ ما جـاءَ بهِ منَ الشـريعةِ الحـنيفيةِ السمحةِ منْ غيرِ غلوٍ ولا جفاءٍ، كما فهمها سلفُ هذهِ الأمةِ وطبقوها في واقعِ حـياتهمْ.
﴿
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
﴾ [آل عمران: 31]
أيها المسلمونَ، بعضُ الناسِ يدعي محبةَ النبيِّ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ -، وإذا نظرتَ في أقوالهِ وأعمالهِ رأيتهُ مخالفًا لشريعتهِ وهديهِ، والمسلمُ حقًا صلتُهُ بمحمدٍ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - صلةٌ على الدوامِ وفي كلِّ الأحوالِ، فهوَ في وضوئهِ وصلاتهِ وفي صومهِ وحجهِ وزكاتهِ وكلِّ معاملاتهِ، في أكلهِ وشربهِ ونومهِ ويقظتهِ، وفي كلِّ أخلاقهِ وسلوكهِ وتصرفاتهِ، مقتدٍ بالحبيبِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ.
إنَّ محبةَ الرسولِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - ليستْ مجردَ كلماتٍ ومدائحَ تُلقى منْ فترةٍ لأخرى، أوْ في إحياءِ ليلةٍ من الليالي منْ كلِّ عامٍ، تقرأُ فيها الأورادُ، وتنشدُ فيها المدائحُ النـبـويــةُ والأورادُ الصوفيةُ، وتقامُ فيها الحفلاتُ والرقصاتُ.
بلْ هيَ عملٌ واستقامةٌ واقتداءٌ، وبذلٌ وتضحيةٌ لهذا الدينِ؛ وهيَ - كذلكَ - محبةٌ وشوقٌ وحنينٌ، وحبٌّ لهذا الرسولِ الكريمِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ -، وتقتضي هذهِ المحبةُ طاعتهُ وتعظـيمهُ، والتحـاكمُ إلى شريعتهِ، وإتباعِ هديهِ وسـنتهِ، وتوقـيرهِ، والدفاعِ عنه، ونصرتهِ حـيًا وميتًا، والثـناءِ عليهِ بما هوَ أهلهُ.
إنَّ محمدًا - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - لا يريدُ بنا أنْ نحتفلَ بمولدهِ بلْ يريدنا أنْ نتبعَ سنتهُ.
إنَّ محبتهُ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - تعني طاعتهُ وليسَ كما يظنهُ البعضُ بالاحتفالِ بمولدهِ.
يا صاحبَ الحوضِ كمْ للناسِ منْ أملٍ
في وردهِ يومَ تَسقي منهُ كلَّ ظمِي
لواءكَ الحمدُ يومَ الدينِ ترفعهُ
يمناكَ يا سعدَ منْ تلقاهُ بالدعمِ
أنتَ الشفيعُ لنا في يومِ شدتنا
تقومُ وحدكَ كلُّ الرسْلٍ لمْ تقمِ
يقولُ كلُّ نبيِّ منْ تهيبهِ نفسي
فتسجدُ للرحمنِ منْ أمَمِ
تقولُ أنتَ لها يدعوكَ خالقنا اشفعْ
تشفعْ هنا للخلقِ كلهمِ
أنتَ الشفيعُ الذي ترجى شفاعتهُ
يومَ الزحامِ منَ الأهوالِ والنقمِ
أنتَ الكريمُ الذي عمتْ مكارمهُ
كلُّ الخلائقِ منْ عربٍ ومنْ عجمِ
ثمَّ اعلموا - يا عبادَ اللهِ - أنَّ منْ علاماتِ حبهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ -: كثرةُ الصلاةِ والسلامِ عليهِ في كلِّ وقتٍ وحينٍ، ففي ذلكَ الراحةُ والطمأنينةُ والأجرُ والثوابُ، وهوَ دليلٌ على هذا الحبِّ.
فاللهمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ على نبينا محمدٍ، وارضَ اللهمَّ عنْ خلفائهِ الراشدينَ، وآلِ بيتهِ الطاهرينَ وعنْ الصحابةِ أجمعينَ، وعنِ التابعينَ، ومنْ تبعهمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وعنا معهمْ بمنكَ ورحمتكَ يا أرحمَ الراحمينَ.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
زيارات الملف الشخصي :
239
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 4,757.83 يوميا
MMS ~
حكاية ناي ♔
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى حكاية ناي ♔
البحث عن كل مشاركات حكاية ناي ♔
10-30-2023, 11:29 AM
#
2
عضويتي
»
17
جيت فيذا
»
Oct 2022
آخر حضور
»
يوم أمس (05:24 PM)
آبدآعاتي
»
383,091
حاليآ في
»
دولتي الحبيبه
»
جنسي
»
التقييم
»
الاعجابات المتلقاة
»
171
الاعجابات المُرسلة
»
160
مَزآجِي
:
آوسِمتي
»
جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
فترة الأقامة :
776 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
3
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
493.84 يوميا
سنينى معاك
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى سنينى معاك
البحث عن كل مشاركات سنينى معاك
مواقع النشر (المفضلة)
Digg
del.icio.us
StumbleUpon
Google
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
انواع عرض الموضوع
العرض العادي
الانتقال إلى العرض المتطور
الانتقال إلى العرض الشجري
تعليمات المشاركة
لا تستطيع
إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع
الرد على المواضيع
لا تستطيع
إرفاق ملفات
لا تستطيع
تعديل مشاركاتك
BB code
is
متاحة
الابتسامات
متاحة
كود [IMG]
متاحة
كود HTML
معطلة
قوانين المنتدى
الانتقال السريع
لوحة تحكم العضو
الرسائل الخاصة
الاشتراكات
المتواجدون الآن
البحث في المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى
› ❀ - خدمات الدعم الفني للمنتديات
› ~•₪• عروض الدعم الفني~•₪•
› طلبات الدعم الفني!
๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑
› ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•
› ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•
› ~•₪• منتدى الصوتيات والمرئيات الإسلامية~•₪•
۩۞۩{ ^ آسَترآإحهْ آلآعضآإء }۩۞۩
› ~•₪• حللتًم آهلاً~•₪•
› ~~•₪• مدونات الأعضــــاء~•₪•
› - ~•₪• فنجاآن قهوه ~•₪•
› فٍّعَّآلِّيِّآتٍّ عذب الاحساس
› خاص بتكريم الاعضاء
~•₪• التهانى والاهداءات والتعازي والمناسبات~•₪•
قسم التعازي والمواساة والدعاء للمرضى بالشفاء!
۩۞۩{ القسم العام }۩۞۩
- › ~•₪•هديرَ الورق ، الـعَـآمُ~•₪• !
› ~•₪• صخب النقااشات الجادة~•₪•
› ~•₪• الاخبـار العربيـه والعـالميه ~•ـ₪•
الشخصيات التاريخية والشعوب
۩۞۩{القسم الادبي والثقافي}۩۞۩
›› منقولات أدبية
› صوتيات - مرئيات أدبية
قسم الشعر والخواطر وعذب الكلام ( بقلم العضو ) <
› قسم المقالات الادبيه الحصريه ( بقلم العضو )
المقالات الادبيه المسبوق نشرها بقلم العضو <
قسم الخواطر وعذب الكلام سبق نشرها <
› - ~•₪• همسس الخواطر~•₪•
› - ~•₪• حكم وأمثال ~•₪•
› قصص أدبية وروايات
عالم القصة والرواية الحصرية من بوح اقلامكم <
۩۞۩{ قسم الاسره والمجتمع }۩۞۩
› ~•₪•♣ لأننيَ : أنثىَ نقية!₪•
› ~•₪•نَكهُةٌ شَرّقِيًةٌ!•₪•
› ~•₪•طبخه من صنع ايديكم (يمنع المنقول)•₪•
الأُمِ وَ الطِفلُ!
الحياة الزوجيه والبيت السعيــد
›التُفَآحِ الأخضَرُ!
›دِيكُورّ وَ لمَسآتُ مُخمَليِةُ!
۩۞۩{ متنفسـات شبابيـه }۩۞۩
مُـعـتَـكِـفُ أدَمُ!
› صَـدّى الـمَـلآعِـبَ!
› القِـيَـآدهُ وَ الـسُـرَعـةِ!
۩۞۩{ قسم التربيه والتعليم }۩۞۩
› ~•₪• منتدى تطوير الذات والتنميه البشريه~•₪•
› ~•₪• منتدى ذوي الاحتياجات الخاصة~•₪•
› The English Forum
مراحل التعليم العالي والبحوث العلمية
قسم الكتب الالكترونيه
๑۩۞۩๑{عذب الـتـرفـيـهـي المنوعهه }๑۩۞۩
السياحة والسفر
›الـحَـيـوَآنـآتُ وَ الـنـبَـآتـآتُ والطبيعه ~
› عَ‘ـآلمَ الآنٌـميَ ..
› عالم الصور الغريبه والطبيعه وغيرها
عدسِتُكمْ ( يمنع المنقول )
YouTube
› قسم المسلسلات
۩۞۩{ عَآلـم .. المُصَمم }۩۞۩
~•₪• منتدى السويتش ماكس والفوتوشوب~•₪•
›ملحقات الفوتوشوب
› خاص بتصاميم وأبداعات الاأعضاء
› طلبات الاعضاء
› ~•₪• قسم فواصل واكسسورات للمواضيع ~•₪
›قسم الاستايلات
۩۞۩{الـتـقـنـيـة وتـكـنـلـوجـيـا الـبـرامـج }۩۞۩
› برٍمجيآت coʍрūтзR l
آخبار الجوالات والتقنيه
› تطوير المواقع والمنتديات
خاص للشروحات الحصريه
۩۞۩{ الادارهه آلعآمهه}۩۞۩
› طِّلِّبٍّآتٍّ آلِّتٍّبٍّآدٍّلِّ آلِّآعَّلِّآنِّيِّ
المواضيع المتشابهه
الموضوع
كاتب الموضوع
المنتدى
مشاركات
آخر مشاركة
نماذج من محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
حكاية ناي ♔
› ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•
1
01-17-2023
01:19 PM
محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
حكاية ناي ♔
› ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•
2
01-02-2023
07:20 AM
بواعث محبة النبي صلى الله عليه وسلم
حكاية ناي ♔
› ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•
2
12-19-2022
11:48 AM
وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم
حكاية ناي ♔
› ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•
2
12-19-2022
11:48 AM
الطريق إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم
حكاية ناي ♔
› ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•
2
12-19-2022
11:48 AM
الساعة الآن
07:03 AM
-- Default Style
-- إستايلَ منتديات عذب الإحساس ( 8 ) CSS | DES‘ E7SAS / 2022
-- استايل عشقي لفيرك فكره مستحيله اهداء من احساس ديزاين (9) CSS | DES‘ E7SAS 2021
-- ستايل منتديات عذب الاحساس ( 3 ) CSS | DES‘ NAY 2023
-- ستايل منتديات عذب الاحساس ( 4 ) CSS | DES‘ NAY 2023
-- استايل احساس ناي الخاص ( 8 )CSS | DES‘ NAY 2024
-- استايل رمضان اهداء ( 7 ) للجميع CSS | DES‘ NAY 2023
-- ستايل الحج المجاني ( 6 ) اهداء للجميع CSS | DES‘ NAY 2023
-- استايل عذب الاحساس الخاص ( 1 )CSS | DES‘ NAY 2023
-- استايل عيد الفطر المبارك الخاص ( 5 ) لــ منتديات عذب الاحساس CSS | DES‘ NAY 2023
-- ستايل منتديات عذب الاحساس ( 2 ) CSS | DES‘ NAY 2023
-- استايل احساس ناي الخاص ( 9 )CSS | DES‘ NAY 2024
-- استايل احساس ناي الخاص ( 10)CSS | DES‘ NAY 2024
الاتصال بنا
-
احساس ناي
-
الأرشيف
-
إحصائيات الإعلانات
-
الأعلى
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by
9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by
Analytics
-
Distance Education
User Alert System provided by
Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite)
-
vBulletin Mods & Addons
Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on
HiVelocity Hosting
.