روائع الشعر العراقي/خلدون جاويد/لا تستطيع القصيدة ان تبهج القلب
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عندما غادر الى الأنضول ، كانوا قد ألبسوه ثوبا مسموما ، ذلك هو امرؤ القيس . ياترى كم من امرئ القيس في كل ٍ منا .
خلدون جاويد
لا تستطيع القصيدة ان تبهج القلب
اين فرارك ؟
قد اوصدتْ ذرة ٌمِن ترابٍ سمواتِك السبعْ
وفي لحظة شعرت جمرة انها قطعة من جليدٍ
وقد خلعت ثوبها الارجواني امرأة النار
من اين تبدأ ثانيةً ؟
قِممٌ من رمادٍ ثيابُكَ ...
هل تخلع الآن ؟
كي تتوغل في غابة الشوك؟
ما كان اضنى جبينك ،
صلـّى على الوحلْ !
ليمنع سفحاً من الانهيار
على ايّ باب ٍ ستسلخ ُ جلدك ؟
كي تسترد الوجوهَ الصديقة َ
والطعنات القديمة
هذي دماؤك قد يبستْ في شفاهِكْ
ماذا سيجدي التذاذك بالحقد
ثوب امرئ القيس ذاك الاخير الذي ترتدي
وعطر من السُمّ في صدرك ـ الاناضول
ترجلْ على قمرٍ
وايّاك من صهوة الكون ِ
فان الرؤوسَ التي تتسامقُ مِنْ دونما جسدٍ ميتةْ ْ
وإن جباها اذا مسّها الشـَيْرَفيْ
تختفي
وإن دماءً اذا قبّـلتْ
كفّ سفـّاحِها
تنتفي
فحاذرْ مِن الحفرةِ القادمة ْ
ومن طعنة الأصدقاء !
فضربتهم قاصمة ْ.
وإيّاك إيّاك مِنْ رفقةِ "المذهبي "
فما مِنْ مُذهّبْ
الا وفي حقدِهِ كامنٌ خنجرٌ
يخبؤه خلفَ ثوبـِهْ
الى حينَ ينضجُ قلبٌ
ليفلقـْهُ فلقتينْ
وعينٌ ليفقأها مرتيْنْ
وروحٌ
ليسحقـَها سحقتينْ
بكعب حذائِهْ
فحاذرْ وحاذرْ وحاذرْ
فثوبُ امرئ القيس مسمومْ
وآخرُ نهج ٍ هو المفجعُ
وآخرُ درب ٍ هو الافجعُ
سيمضي إمرؤ القيس فيهِ
ولايرجعُ
وهل ترجعُ ؟
إلى الأعين ِ الأدمع ُ