كيف نصلح بيوتنا (2)
الحمد لله ذي النعم الكثيرة والآلاء، الغني الكريم الواسع العطاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرام النجباء، وعلى أتباعهم في هديهم القويم إلى يوم الميعاد والمأوى وسلم تسليمًا.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آلعمران: 102]، أما بعد عباد الله:
فكيف نُصلح بيوتنا، كيف نبني بيوتنا على الخير والقرآن، كيف نؤسس بيوتنا على تقوى الله، ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [التوبة: 109].
وهذا هو اللقاء الثاني مع وسائل ونصائح لإصلاح بيوتنا.
عباد الله، من وسائل إصلاح البيوت المعاشرة بالمعروف بين الزوجين، فحُسن العشرة بين الزوجين من أهم الركائز التي يؤكدها الدين الحنيف، وينتج عنها عيش الأسرة في ود وسلام وصفاء ووئام؛ قال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء:19]، وقال جل شأنه: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 228]، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»؛ [رواه الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله»؛ [رواه الترمذي].
وهنا يضع الإسلام خطوات متوالية وإجراءات متتابعة لحل النزاع وإعادة الأُنس والصفاء الذي كانت تعيش في ظلاله الوارفة وسمائه الصافية؛ قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء:34].
فيبدأ الزوج بوعظ شريكة حياته وملاطفتها بالكلام بأسلوب رقيق وألفاظ حسنة مهذبة، تؤثر في نفسها، وتُقرِّب عاطفتها، ويعيدها بذاكرتها إلى أيام حياتهما الزوجية الأولى، والمرأةُ العاقلة هي التي تؤثر فيها تلك الكلمات الصادقة من الزوج، فتعود إلى رشدها وتلبي رغبته.
فإن لم تعبأ بذلك انتقل إلى هجرها في فراشها، وذلك بأن يدير ظهره إليها، ويبدي لها امتعاضه منها، فلا يكلمها ولا يلتفت إليها، وليس المراد من هجرها نومه في غرفة مستقلةٍ عنها، فإن ذلك ربما أدى إلى زيادة تأزم العلاقة بينهما واتساع الفجوة في حياتهما.
فإذا لم تستجب الزوجة لهذا التأديب المعنوي انتقل الزوج إلى الخطوة الثالثة، وهي قوله تعالى: ﴿ وَاضْرِبُوهُنَّ ﴾ [النساء: 34]، فإن الضرب هو الذي يصلحها له، ويحملها على توفيةِ حقوقه وقيامها بها.
لكن لا يتبادر إلى الذِّهن الضربُ الشديد القاسي الذي من شأنه التأثير في جسدها، أو إلحاق عاهةٍ أو أذى بها، أو إهانتها والانتقام منها، أو قهرها وإذلالها، بل المراد الضرب التأديبي غير المبرح؛ أي: الذي لا يؤدي إلى شيء مما ذُكر، بل يضربها ضربًا خفيفًا، وقد نبه إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله في خطبة عرفات: «فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهنَّ بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشَكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهنَّ ضربًا غير مبرح»؛ [متفق عليه].
وقد بيَّن أن البعد عن العنف وترك القسوة في التعامل مع الزوجة، دليلٌ على حُسن العشرة، وذلك مما يجب على الزوج تجاهها، فقد سأل أحد الصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حق المرأة على الزوج، فقال: «يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه ولا يُقبِّح، ولا يهجر إلا في البيت»؛ [رواه أبو داود].
ومن وسائل إصلاح البيوت نقول لكل مسلم: اجعل بيتك قبلة، والمقصود اتخاذ البيت مكانًا للعبادة.
قال الله تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 87]؛ قال ابن عباس رضي الله عنه: «أُمروا أن يتخذوها مساجد».
عند المشاكل عند الأزمات يُهرَعُ المسلم إلى ربه إلى مِحرابه؛ كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ﴾ [البقرة: 153]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر هُرع إلى الصلاة وقال: أرحنا بها يا بلال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لاَ يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلاَتَهُ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ»؛ [صحيح الجامع، عن صهيب رضي الله عنه]، وقال صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ الْمَكْتُوبَةَ»؛ [متفق عليه].
وصلاة النافلة في البيت لماذا؟ لنتعلم أولًا: الإخلاص في الطاعة، وثانيًا: لنُعلِّم أهلنا الصلاة ونجتمع على طاعة الله.
ومما نصلح به بيوتنا التربية الإيمانية لأهل البيت.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فإذا أوتر قال: قومي فأوتري يا عائشة»؛ [رواه مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء «رش في وجهها الماء»، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلَّت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء»؛ [أخرجه أحمد «2/250»، واللفظ له، وأبو داود والنسائي، وابن ماجه، وصححه ابن حبان].
فالبيت السعيد يتعاون أفراده على الطاعة والعبادة، فضعف إيمان الزوج تقوِّيه الزوجة، واعوجاج سلوك الزوجة يقوِّيه الزوج تكامل وقوة ونصيحة وتناصح.
وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصلَّيَا ركعتين، كُتبا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات»؛ [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه واللفظ له].
ومما يزيد الإيمان في البيوت ترغيب النساء في البيت بالصدقة مما يزيد الإيمان، وهو أمر عظيم حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «يا معشر النساء تصدَّقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار»؛ [رواه البخاري ومسلم].
ومن الأفكار المبتكرة وضع صندوق للتبرعات في البيت للفقراء والمساكين، فيكون كل ما دخل فيه صدقةً للمحتاجين.
ومما يقوِّي إيمان الأسرة الصيام الجماعي، ما أجمل حين يجتمع البيت بكامله على صيام الأيام البيض أو الاثنين والخميس، والتاسع والعاشر من شهر محرم، وغيرها من الأيام الفاضلة.
عباد الله، من النصائح لإصلاح البيوت: الاهتمام بالأذكار الشرعية والسنن المتعلقة بالبيوت، ومن أمثلة ذلك: أذكار دخول المنزل:
روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله تعالى حين يدخل وحين يطعم، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء ها هنا، وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله، قال: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه قال: أدركتم المبيت والعشاء».
وروى أبو داود في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خرج الرجل من بيته، فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فيقال له: حسبك قد هديت، وكفيت ووقيت، فيتنحى له الشيطان فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟».
اللهم اصرِف عنا شرَّ الأشرار وكيد الفجار، وشرَّ طوارق الليل والنهار.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه وعلى آله وأصحابه وجميع إخوانه.
أما بعد عباد الله، فمما نصلح به بيوتنا مواصلة قراءة سورة البقرة في البيت لطرد الشيطان منه، وفي هذا عدة أحاديث، منها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»؛ [رواه مسلم].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأوا سورة البقرة في بيوتكم، فإن الشيطان لا يدخل بيتًا يقرأ فيه سورة البقرة»؛ [رواه مسلم].
وعن فضل الآيتين الأخيرتين منها، وأثر تلاوتهما في البيت قال عليه الصلاة والسلام: «إن الله تعالى كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وهو عند العرش، وأنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يُقرأن في دارٍ ثلاث ليال فيقربها الشيطان»؛ [حديث صحيح رواه النسائي وغيره].
وما يصلح بيوتنا عباد الله: تعليم أهل البيت، فالبيت المسلم يُؤسَّس على علم وعمل، علم يدلُّه على الصراط المستقيم، ويُبعده عن طرق الضلال، علمٌ بآداب الطهارة وأحكام الصلاة وآداب الاستئذان والحلال والحرام، لا يجهل أهل البيت أحكامَ الدين، فهم ينهلون من علم الشريعة بين الفينة والأخرى.
ولا بد أن نعلم عباد الله أنَّ تعليم الأسرة فريضة شرعية لا بد أن يقوم بها رب الأسرة إنفاذًا لأمره تعالى في الآية الكريمة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وهذه الآية أصل في تعليم أهل البيت وتربيتهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وإليك أيها القارئ الكريم بعضًا مما قاله المفسرون في هذه الآية، بشأن ما يجب على رب الأسرة:
قال قتادة رحمه الله: « يأمرهم بطاعة الله، وينهاهم عن معصيته، وأن يقوم عليهم بأمر الله يأمرهم به، ويساعدهم عليه».
وقال الضحاك ومقاتل: «حقٌّ على المسلم أن يُعلِّم أهله من قرابته وإمائه ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه».
وقال علي رضي الله عنه: «علِّمُوهم وأدِّبوهم».
عباد الله، ما أجمل أن يجمع الأب أبناءه فيقرأ عليهم القرآن ويُعلِّمهم، ويسرد عليهم من قصص الأنبياء والصحابة، ويغرس فيهم الأخلاق العالية.
إنَّ أهم رسالة للبيت المسلم هي تربية الأولاد التربية الصحيحة، تربيةٌ لا غبش فيها ولا تشوُّه، تربية من أهم أهدافها تحقيق القدوة الحسنة في الوالدين، القدوة في العبادات والأخلاق، القدوة في الأقوال والأعمال، القدوة في المخبر والمظهر، فيأمر الأب أولاده بالصلاة وهو أول المصلين، ويأمرهم بالأخلاق وهو أعلاهم خُلقًا، ويحثهم على الصدق وهو أصدقهم؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان:74]، وتدبَّر دعوةَ إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم:40]، وقال تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].
قال الشاعر:
مشى الطاوس يومًا باختيالٍ
فقلَّده بمشيته بنوه
فقال علام تختالون فقالوا
بدأت به ونحن مقلدوه
وينشأ ناشئُ الفتيان
منا على ما كان عوَّده أبوه
فالأولاد مفطورون على حب التقليد، وأول من يُقلِّد الطفل أباه وأمه، لكن عندما انشغل الآباء عن تربية أبناءهم والقيام بالقوامة على نسائهم والحفاظ على أبنائهم من قرناء السوء، والضياع والدمار، عند ذلك تحطَّمت الأسر والبيوت، وضاع جيل بعد جيل، فليتَّقِ الله كل الآباء.
عباد الله، البيت المسلم من سماته الأصيلة أنه يردُّ أمرَه إلى الله ورسوله عند كل خلاف، وفي أي أمرٍ مهما كان صغيرًا، وكل من فيه يرضى ويسلِّم بحكم الله؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾[الشورى: 10].
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لولا الولد ما تزوجت، أن يخرج الله من صلبي من يقول لا اله إلا الله»، فالأولاد إن كانوا صالحين فصلاتهم وأجورهم مثلها في ميزان حسنات الآباء؛ لأن الأولاد من سعي الآباء.
اللهم أصلح القلوب والأعمال، وأصلح ما ظهر منا وما بطن، واجعلنا من عبادك المخلصين، اللهم إنا نعوذ بك من الغواية والضلالة، اللهم ثبِّتنا على دينك، اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم أصلح الأئمة وولاة الأمور، اللهم خُذ بنواصينا إلى ما تحب وترضى، وزيِّنا برحمتك بالبر والتقوى، واجعلنا من عبادك المهتدين.
هذا وصلوا عباد الله على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|