برز قائد قوات «الدعم السريع» في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تسجيل صوتي مؤكداً أنَّ المعركة التي تخوضها قواته ضد الجيش «ستنتهي قريباً جداً»، نافياً الاتهامات الموجهة لقواته بقتل أسرى، وقائلاً «إن من بدأ الحرب هو من ينهيها».
ودعا حميدتي في التسجيل الموزع ضباط وجنود الجيش للانضمام إلى ما سماه خيار الشعب، قائلاً: نؤكد للمحاصرين من عناصر الجيش السوداني في القيادة العامة وسلاح المهندسين أن « اطلعوا، وسنرحب بكم». وأشار إلى أنَّ قواته ليس لديها سلاح ثقيل كالدبابات والمدافع، ولا تملك طائرات حربية، وإنما حصلت على بعض هذه الأسلحة من الجيش.
ومضى قائلاً: سندافع عن السودان وعن أنفسنا حتى آخر جندي، وحتى نأتي بالديمقراطية لكل السودانيين.
وجدَّد حميدتي القول، إنَّه ليس ضد الجيش، ولا يحاربه، وإنَّما يحارب فلول النظام السابق المسيطرين على القرار في الجيش - على حد قوله- ، مشيراً إلى أنَّ (رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش عبدالفتاح البرهان «هو من بدأ الحرب بمهاجمة قواته، وهو من ينهيها».
وشنَّ حميدتي هجوماً ساخراً على قائد الجيش، واتهمه بـالحنث بالوعود، وسخر من نشاطه الذي أعقب خروجه من الحصار في القيادة العامة إلى مدينة بورتسودان، وعدّه هروباً من المعركة. ونفى عن نفسه وقواته تهمة «الكذب وقتل الأسرى» ، وقال: «نحن لا نكذب ولا نقتل الأسرى، بل نعالج المصابين منهم، وكل من يضع السلاح فهو أسير». وذكر أنَّه عرض على البرهان توأمة بين الجيش والدعم السريع قبل الحرب، وافق عليها بعد تردد، ثم تراجع عنها.
ميدانياً. واستؤنفت المعارك مجدداً، حول محيط معسكر سلاح المدرعات في منطقة الشجرة جنوب العاصمة الخرطوم، بعد أيام من تكثيف الطرفين الإعلان بالسيطرة عليه.
وقال شهود إنَّ أعمدة الدخان تصاعدت في محيط المعسكر بعد سماع أصوات انفجارات قوية جراء تجدد الاشتباكات بين الطرفين.
على الطرف الآخر، أعلنت وزارة الخارجية القطرية، عن زيارة مرتقبة لرئيس مجلس السيادة السوداني، قائد الجيش الفريق أول، عبدالفتاح البرهان إلى الدوحة.
ونقلت وسائل إعلام قطرية عن المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قوله إن البرهان يجري جولة إلى عدد من الدول وقطر هي إحدى محطاته» دون أن يحدد موعدها.
ونفى المتحدث باسم الخارجية القطرية، علمه بوجود «طلب وساطة تم توجيهه أو سيوجه إلى قطر»، لكنه جدد موقف قطر الداعي إلى وقف الحرب ووقف إطلاق النار في السودان.
وقام البرهان، الأسبوع الماضي، بزيارة إلى مصر، في أول زيارة خارجية له منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل الماضي، والتقى هناك بالرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، في مدينة العلمين الجديدة.
وأكد البرهان، التزام الجيش السوداني بالتأسيس لفترة انتقالية حقيقية، ليتمكن بعدها الشعب السوداني من اختيار، من يرغب في أن يحكمه عبر انتخابات حرة نزيهة».
كما أكد أن الجيش سيقاتل في الخرطوم حتى القضاء على التمرد وأن العدو يعلم ذلك وقوته تتناقص»، مشيراً أن «الجيش السوداني والشعب متفقان على دحر التمرد».