بلغاريا تستبدل الخام الروسي بنفط من العراق وتونس وكازاخستان
استبدلت بلغاريا واردات النفط الروسي بخام من كازاخستان والعراق وتونس في يناير، بحسب ما أظهرته بيانات من بورصة لندن وتصريحات من تجار.
وتتمتع بلغاريا بإعفاء من حظر فرضه الاتحاد الأوروبي يسمح لها بمواصلة واردات النفط الروسي المنقولة بحرا في 2024.
لكن بلغاريا فرضت قيودا على صادرات كل منتجات التكرير من الخام الروسي هذا الشهر، ما يجعل من المستحيل تقريبا أن تعمل مصفاتها الوحيدة بالنفط الروسي وقررت وقف كل واردات النفط الخام الروسي بدءا من مارس.
وبحسب "رويترز"، تشتري بلغاريا النفط لتغذية مصفاة بورجاس التي تبلغ طاقتها 190 ألف برميل يوميا وتشغلها شركة لوك أويل الروسية. وبلغاريا رابع أكبر مشتر للخام الروسي المنقول بحرا في 2023، إذ اشترت أكثر من 100 ألف برميل يوميا.
وأظهرت بيانات بورصة لندن أن مصفاة بورجاس ستتلقى حتى الآن في يناير شحنتين حجم كل منهما 70 ألف طن متري من كازاخستان وشحنة حجمها 76 ألف طن من خام البصرة الخفيف وشحنة حجمها 50 ألف طن من مزيج اتحاد خط أنابيب قزوين و33 ألف طن من النفط من تونس.
يأتي ذلك في وقت بلغت فيه عمليات شراء الهند للخام الروسي رغم الضغوط الغربية المرتبطة بأوكرانيا أدنى مستوى لها منذ 11 شهرا في ظل ارتفاع تكلفة هذا النفط المخفض، وفق ما أظهرت آخر البيانات.
ومنذ الحرب في أوكرانيا قبل نحو عامين، اشترت الهند مئات الملايين من براميل الخام الروسي بأسعار مخفضة، لتدخر مليارات الدولارات مع تعزيز خزينة الحرب الروسية.
وضعتها عمليات الشراء في المرتبة الثانية ضمن زبائن روسيا بعد الصين. ولم يخف المسؤولون الهنود قرارهم منح أولوية للمصلحة الوطنية على العقوبات الدولية المفروضة على موسكو.
واشترت مصافي التكرير الهندية 1.45 مليون برميل من النفط الروسي يوميا الشهر الماضي، في أقل كمية منذ يناير العام الماضي وأقل بنحو 16 في المائة عن نوفمبر، بحسب منصة استخبارات تجارة الطاقة العالمية "كبلير".
وقال كبير المحللين المختصين في الخام لدى "كبلير" فيكتور كاتونا: إن "التأثير المتبادل بين الهند والصين" كان محركا رئيسا للتغيير "فيما يتنافس البلدان للحصول على ذات البراميل".
تعد روسيا المستفيد الأكبر من التغيير، إذ يتم تداول الخام الروسي بسعر يبلغ أكثر من 85 دولارا للبرميل، بحسب تقارير، رغم أن ائتلاف مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا فرض سقف للأسعار عند 60 دولارا قبل عام.
وستحظى واردات نيودلهي المخفضة بترحيب بعض صانعي السياسات الأوروبيين الذين أعربوا عن قلقهم حيال الطريقة التي عالجت من خلالها المصافي الهندية الخام الروسي لتحويله إلى وقود للسوق الأوروبية، في التفاف على عقوبات الاتحاد الأوروبي.