من النبوءات المحمدية .. كثرة المال وتطاول العرب في البنيان
كثرة المال واستفاضته:
تنبّأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه سيأتي زمان يَكثُر فيه المال ويَفيض؛ حتى لا يكون هناك فقراء، ولا يجد الأغنياءُ من يقبل صدقاتِهم.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيَفيض؛ حتى يُهِمَّ ربَّ المال مَن يَقبَلُ صدَقَتَه، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرَبَ لي))[1].
وقد تحقَّقت هذه النبوة عدة مرات، ومن ذلك ما ذكره المؤرِّخون مما وقع في زمان الخليفة عمر بن عبدِالعزيز من كثرة المال واستفاضته حتى اغتنى الناس جميعًا.
فعن عمر بن أسيل بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب قال: "لا والله ما مات عمر بن عبدالعزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون من الفقراء، فما يَبرح حتى يرجع بماله، يتذكَّر من يضعه فيهم فلا يجده، فيرجع بماله"[2].
تطاول العرب في البنيان:
تنبَّأ النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- أن العرب البدو الذين كانوا يعيشون في زمانه حياةً بدائية، سيأتي عليهم زمان يتطاوَلون فيه في البُنيان.
فقد ذكَرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من علامات الساعة ((أن ترى الحُفاةَ العُراةَ العالة رعاء الشاء، يتطاوَلون في البنيان))[3].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا رأيتَ الأَمَة ولدتْ ربَّتها أو ربَّها، ورأيت أصحاب الشاء يتطاولون بالبنيان، ورأيتَ الحفاة الجياع العالة كانوا رؤوس الناس، فذلك من معالم الساعة وأشراطها)).
قيل: يا رسول الله، ومن أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة؟ قال: ((العرب))[4].
وقد رأينا هذه النبوءة متحقِّقة في زماننا هذا؛ حيث امتلأت بلاد العرب بالبنايات العالية المرتفعة، حتى إن أعلى بناية في العالم الآن - وهو برج خليفة - يقع في إحدى الدول العربية.
فبرج خليفة هو ناطحة سحاب تقع في إمارة دُبي بالإمارات العربية المتحدة، ويعدُّ هذا البرج أعلى بناءٍ شيَّده الإنسان، وأطول برج في العالم؛ حيث يبلغ ارتفاعه 828 مترًا، وقد تمَّ افتتاحه رسميًّا في 4 يناير 2010م؛ ليصبح البناء الأعلى في العالم حاليًّا.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|