عبد الحكيم بن محمود بن محمد بن عبد الوهاب الطرابلسي وُلد في نهاية القرن التاسع عشر في بيت آل الطرابلسي في باب السريجة، ودرس في الكتاب كأبناء ذلك الزمن ثم في مكتب عنبر، ثم تلقى العلم على علامة الشام لشيخ جمال الدين القاسمي، ثم على العالم المربي الشيخ كامل القصاب الذي سلّمه بعدئذ إدارة مدرسته الكاملية، ثم أنشأ مدرسته الخاصة «التوفيق» في دمشق، وتهدمت حين قصف الفرنسيون العاصمة الفيحاء، فسافر إلى الحجاز ومنها إلى الرياض حيث استبقاه الملك عبد العزيز عنده، ولكنه لم يتحمّل الإقامة هناك أكثر من ستة أشهر، فاستأذن الملك ليعود إلى وطنه، فأمر بتعيينه في القنصلية السعودية في دمشق، وكان القنصل وقتئذ صديقه الحميم الشيخ محمد عيد الرواف، ثم أصبح القنصل رشيد باشا الناصر، ثم تحولت القنصلية إلى مفوضية ثم إلى سفارة، وظل في السفارة حتى بلغ درجة وزير مفوض، ثم أحيل إلى التقاعد، وتوفي سنة إثنين وستين من القرن الماضي، ودُفن في الباب صغير، ومشى في جنازته مندوب عن رئيس الجمهورية الدكتور ناظم القدسي، ورئيس الحكومة خالد بك العظم، وعدد من الوزراء، والسفير السعودي عبد الرحمن الحميدي، وجمع غفير من العلماء والأدباء والسياسيين وكبار الموظفين، وكان من أصدقائه المقربين الشيخ بهجت البيطار والدكتور معروف الدواليبي والرئيس صبري العسلي والدكتور منير العجلاني والصحافي نصوح بابل والدكتور منيف العائدي مؤسس «الكلية العلمية الوطنية» وغيرهم، وهو عم الوزير الدكتور عزة الطرابلسي والوزير الدكتور أمجد الطرابلسي والسفير عبد المجيد الطرابلسي والعميد أسعد الطرابلسي والمفتش في وزارة المعارف أكرم الطرابلسي، وقد تزوج مرتين، وكلتا الزوجتين من أسرة عمر باشا في الميدان. تعلم على يده كثير من علماء الدين وذكره الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته