إنه الرحمة المهداة فاقتدوا بهداه صلى الله عليه وسلم - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 350
عدد  مرات الظهور : 9,995,597
عدد مرات النقر : 332
عدد  مرات الظهور : 9,995,594
عدد مرات النقر : 227
عدد  مرات الظهور : 9,995,633
عدد مرات النقر : 177
عدد  مرات الظهور : 9,995,633
عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 9,995,633

عدد مرات النقر : 26
عدد  مرات الظهور : 3,513,752

عدد مرات النقر : 55
عدد  مرات الظهور : 3,508,341

عدد مرات النقر : 22
عدد  مرات الظهور : 3,508,865

العودة   منتديات احساس ناي > ๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑ > › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-21-2024, 10:57 AM
حكاية ناي ♔ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
Awards Showcase
 
 عضويتي » 16
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » يوم أمس (08:00 PM)
آبدآعاتي » 3,720,567
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » حكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 2265
الاعجابات المُرسلة » 799
مَزآجِي   :  08
?? ??? ~
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
 آوسِمتي »
 
افتراضي إنه الرحمة المهداة فاقتدوا بهداه صلى الله عليه وسلم

Facebook Twitter


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.



أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين آمين.



صلوا على رسول الله الرحمة المهداة، رحمة من الله، الذي جعلنا نحن قدرًا من أمته، لم يجعلنا من أمة نبي من الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام، لكن اختارنا سبحانه وتعالى أن نكون من أمته، فلْنُحْسِن أعمالنا بقدوته، ولنقتدِ به في رحمته للخلق؛ لأنه - كما قال عن نفسه - رحمة مهداة؛ وقال سبحانه وتعالى في حقه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، ليس رحمةً للمسلمين أو للمؤمنين فقط، بل رحمة للعالمين؛ عالم الإنس، وعالم الجن، والـعالم الذي يعيش في البَرِّ، والـعالم الذي يعيش في البحر والماء.



أما المؤمنون، فاختُصُّوا بالرأفة مع الرحمة؛ فـقد قال سبحانه وتعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].



فالقسوة والغلظة تنفر عن الدعوة؛ قال سبحانه وتعالى مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].



وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس، إنما أنا رحمة مهداة))؛ [(ك) (100)، (مي) (15)، انظر صحيح الجامع: (2345)، الصحيحة: (490)]، حتى للكفار كما سنعلم، رحمة مهداة لِخَلْقِ الله جميعًا.



ويحثنا صلى الله عليه وسلم أن نتراحم فيما بيننا، فكيف تقول وتشهد وتحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت لا تقتدي به، وعندك الغلظة والقسوة، والعنف والشدة، وهذا مخالف لهدْيِ النبي صلى الله عليه وسلم، يقول حاثًّا هذه الأمة ومرغِّبًا لهم في أن يتراحموا؛ كما ورد عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء))؛ [(ت) (1924)، (د) (4941)، (حم) (6494)، انظر صحيح الجامع: (3522)، والصحيحة: (925)].



أين تكون الرحمة في أعضاء الإنسان، في يديه، في رجليه، أم في رأسه، أم في صدره؟ اسمعوا إلى ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ((إن العقل في القلب، والرحمة في الكبد، والرأفة في الطحال، والنفس في الرئة))؛ [(خد) (547)، انظر: صحيح الأدب المفرد: (425)]، وقال أحد العلماء: وأثبت علماء الطب الحديث أن الذي يشرب الخمر يتشمع كبده، وينزع الله من قلبه الرحمة على أولاده.



والذين يشربون الخمر، ويشربون المحرمات من مشموم ونحوه، قد يبيع طفله أو طفلته، من أجل أن يشرب، تشمع كبده، نُزعت منه الرحمة، نسأل الله السلامة.



وأولى الناس بالرحمة الوالدان؛ فقد قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24]، وأوصانا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما في حديث المقدام بن معديكرب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب))؛ [(جه) (3661)، (خد) (60)، (حم) (17226)، صحيح الجامع: (1924)، الصحيحة: (1666)].



الوصية بالوالدين، وبعض الناس تشبَّه بالغرب والشرق من غير المسلمين، فيضعون آباءهم في أماكن للعجزة والمسنين، نسأل الله السلامة.



ثم علينا بـرحمة الإخوة والأخوات، والأقارب والأرحام؛ عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: ((قال رجل: يا رسول الله، إن لي أمًّا وأبًا، وأخًا وأختًا، وعمًّا وعمةً، وخالًا وخالةً، فأيهم أولى إليَّ بصلتي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك))؛ [الحديث بزوائده: (س) (2532)، (حم) (7105)، (حب) (3341)، (ك) (7245)، (هب) (7843)، (7842)، (بز) (1948)، وحسنه الألباني في الإرواء: (2171)، وصحيح الجامع: (8067)].



ثم رحمة الجيران، فأين تعيش أنت؟ حولك جيران، وتعيش أيضًا بين الأصدقاء والأصحاب، فالرحمة لهم وبهم مطلوبة؛ قال سبحانه وتعالى مبينًا صفات رسوله الحسنة مع أصحابه: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ ﴾، إذا أخطؤوا، ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾، إن أذنبوا، ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾، في الأمور العامة، هذا يجلب الرحمة يا عباد الله، ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].



والـرحمة أيضًا مطلوبة منا إذا كنا في سفر لحجٍّ أو عمرة، أو كنا في سفر لطلب علم ونحوه، المسافرون عليهم أيضًا أن يرحم بعضهم بعضًا، هكذا أوصانا رسول الله الرحمة المهداة؛ عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلف في المسير))؛ إذا كان مسافرًا يتأخر، ويسير خلف الركب، ((فيزجي الضعيف، ويردف ويدعو لهم))؛ [(د) (2639)، (ك) (2541)، صحيح الجامع: (4901)، الصحيحة: (2120)].



يزجي الضعيف؛ يعني يسوق الركوبة التي ضعفت عن السير، وهي الناقة أو الجمل، أو الحمار أو الحصان الضعيف، يسوقه النبي صلى الله عليه وسلم رحمة بصاحبه، ليلحقه بالرفاق، ((ويردف))؛ أي: يُركب خلفه الضعيف من المشاة؛ كما في عون المعبود: (6/ 68)، الذي لا يستطيع أن يسير على قدميه، هكذا كان صلى الله عليه وسلم.



فإن وصلت إلى سن الزواج فتزوجت؛ كبرت عليك المسؤولية، وتلك المرأة والفتاة التي تزوجت أيضًا كبرت عليها المسؤولية، فالزواج مودة ورحمة، وهو يجلب السعادة والألفة، فإن أحببت أن تسود بينكما المودة والرحمة والسعادة، فلا بد من الامتثال لهذا الهدي الرباني؛ فقد قال سبحانه وتعالى:

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، لا أن تعامل - أيها الزوج - زوجتك معاملة البهيمة؛ بالضرب والشتم ونحو ذلك، لا والله ليس هذا من الرحمة بين الزوجين، ولا أن تعاملي - أنت أيتها المسلمة - زوجك معاملة النِّدِّ للند، فهذا يفرق ولا يجمع، وهنا تكون الرحمة مفقودة بين هذين الزوجين.



فإن أنجبنا الأولاد فـرحمة الأولاد والأبناء، والبنات والأحفاد، والأهل والأطفال عمومًا، فهؤلاء رحمة من الله، وهبنا إياها؛ فقد قال سبحانه في حق أيوب عليه السلام عندما فقد أهله وأولاده قال: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 43]، هؤلاء رحمة، فارحمهم يا عبدالله، ولا تعاملهم بقسوة.



والرحمة أيضًا بالأيتام؛ فقد حثَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرغبًا في ذلك ومحذرًا؛ فـعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((كافل اليتيم له)) هو ((أو لغيره، أنا وهو كهاتين في الجنة، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى، وفرق بينهما قليلًا))؛ [الحديث بزوائده: (م) 42- (2983)، (ت) (1918)، (خ) 5659، (د) (5150)، (حم) (22871)، انظر الصحيحة: (800)، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح].



والتفريق هذا ما بين كافل اليتيم بالرحمة والرأفة والشفقة، وبين النبوة إلا كهاتين فرق بينهما؛ لأن هناك فرقًا، هذا الفرق هو فرق النبوة، هو نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأنت ولي لله عز جل متبع للنبي عليه الصلاة والسلام.



وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد الصحابة يقبِّلون صبيانهم، ويقبلون أولادهم، فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟)) تعجب الأعرابي، فله عشرة من الأولاد لم يُقبِّل أحدًا منهم، عنده عيب أن الكبير يُقبِّل الطفل الصغير، فرأى الصحابة يقبلون، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبل أحفاده، فقال: أتقبلون صبيانكم؟! ((قالوا: نعم، فقال: لكنا والله ما نقبلهم، فقال رسول الله الرحمة المهداة، المبعوث للناس كافة صلى الله عليه وسلم: أوَ أملك أن كان الله قد نزع منكم الرحمة؟))؛ [(م) 64- (2317)، (جه) (3665)]، منزوع الرحمة لا يقبِّل صبيانه، ولا يرحمهم، وعن أنس رضي الله عنه، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرحم الناس بالصبيان والعيال))؛ [تاريخ دمشق: (4/ 88)، انظر صحيح الجامع: (4797)].



وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((جوز))؛ أي: اختصر ((رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في صلاة الفجر))، خفف على غير عادته، حتى تعجب الصحابة من تخفيف هذه الصلاة، ((فقرأ بأقصر سورتين في القرآن، فقيل: يا رسول الله، لم جوَّزت؟! قال: سمعت بكاء صبي، فظننت أن أمه معنا تصلي، فأردت أن أفرغ له أمه))؛ [الحديث بزوائده: (حم) (13726)، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح، مسند السراج (217)، انظر أصل صفة الصلاة (1/ 391)].



فعل هذا من أجل بكاء صبي، فكيف بالرحمة بالضعفاء وكبار السن والمرضى؟ وكيف الرحمة بذوي الحاجات؟ هذا ما يبينه حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه النسائي وأبو داود وأحمد والحاكم، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه جاء من قريته وقبيلته، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فـ((قال: قلت: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي))؛ يريد تصريحًا لأن يكون إمام قومه، ((فقال: أنت إمامهم))، لكنَّ هناك شروطًا للإمامة وآدابًا، إياك أن تتعداها، ((واقتدِ بأضعفهم))، ابحث عن أضعف واحد فيهم يكون هو قدوة لك، لا أقواهم ((واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا))؛ [(س) (672)، (د) (531)، (حم) (16314)، (ك) (715)، انظر صحيح الجامع: (3773)].



وقال صلى الله عليه وسلم عندما شُكِيَ إليه بعض الأئمة فقال: ((أيها الناس، إنكم منفرون، فمن صلى بالناس فليخفف؛ فإن فيهم المريض، والضعيف، وذا الحاجة))؛ [(خ) (90)، (خ) (704)، (م) 182 - (466)، وفي رواية ((والكبير))، (خ) (6110)].



مريض وضعيف وإنسان عنده عمل، حتى لو كان عملًا دنيويًّا؛ كسقي شجر، أو يبني بيتًا ويخشى أن تجف المونة أو الإسمنت - إن صح التعبير - أو نحو ذلك، فيستعجل في الصلاة قليلًا، مع إتمام الواجبات والأركان، هذه رحمة حتى على حساب العبادة، ارحم عباد الله.



وحثنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نرحم سائر المسلمين، من حاضرين وغرباء، من أقوياء أو ضعفاء، جميع المسلمين حتى نرحم الآباء والأمهات؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيمًا، وكان لا يأتيه أحد إلا وعده، وأنجز له إن كان عنده، وأُقيمت الصلاة))، انظر تُقام الصلاة، ((فجاءه أعرابي فأخذ بثوبه))، الأعرابي لا يعلم الأحكام، ليس أحد الصحابة الحاضرين دائمًا، فيعرفون هذه الأمور، فأخذ بثوبه وهو يريد أن يصلي، الأعرابي يريد حاجة من حاجات الدنيا، يريد أشياء دنيوية، يريد تمرًا أو أقطًا أو نحو ذلك، ((فقال: إنما بقِيَ من حاجتي يسيرة، وأخاف أنساها))، لو دخلت معك في الصلاة ربما أنساها، فرحمه النبي صلى الله عليه وسلم، ((فقام معه حتى فرغ من حاجته، ثم أقبل فصلى))؛ [(خد) (278)، انظر الصحيحة: (2094)، صحيح الأدب المفرد: (212)]، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.



أما رحمة غير المسلمين، فقد جاء الإسلام بالرحمة للخلق جميعًا، حتى الكفار رحمهم، فبعث إليهم الأنبياء والرسل، وأنزل عليهم الكتب، حتى يؤمنوا فلا يعذبهم؛ فعن عمرو بن حبيب الثقفي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمعوا هذا الحديث المختصر وهو عبارة عن سطر، قال: ((خاب عبدٌ وخسِر، لم يجعل الله في قلبه رحمةً للبشر))؛ [أخرجه الدولابي (1/ 173)، وابن عساكر في تاريخ دمشق: (7/ 113/ 2)، انظر صحيح الجامع: (3205)، الصحيحة: (456)].



خاب وخسر، وأين من يحملون الإسلام في هذا الزمان، فيقتلون الناس ويقتلون الأبرياء، ويقتلون النساء والأطفال ولا يفرقون باسم الإسلام، نسأل الله السلامة، باسم ماذا؟ باسم الدين، نسأل الله السلامة.



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((قيل: يا رسول الله، ادعُ على المشركين))، اليوم الناس متبرعون بالدعاء مباشرة، نسأل الله السلامة، يدعون على الأرملة والمسكين من غير المسلمين من الكفار، لا تُبقِ منهم أحدًا، هذا ليس من هديِ النبي صلى الله عليه وسلم، العنهم يا رسول الله، ادع على المشركين، ((قال: إني لم أُبعثْ لعَّانًا، وإنما بُعثت رحمةً))؛ [(م) 87- (2599)، (خد) (321)].



بُعث رحمة، وبدل أن تدعو على عموم المشركين، ادعُ لهم بالهداية حتى يذوقوا حلاوة الإيمان التي ذقتها أنت، أما الدعاء على من ظلمك، على من اعتدى عليك، على من يقصفك بالصواريخ ونحوها، فلا مانع، ادعُ عليه بخصوصه، لا تدعُ على الأرملة والمسكين واليتيم ونحو ذلك؛ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يرحم الناس، لا يرحمه الله))؛ [(م) 66- (2319)، (خد) (375)، (خ) (6941)، (ت) (2381)، (حم) (19187)].



أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.



الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فمن الرحمة رحمة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمة ديننا بسائر خلق الله من الدواب والحشرات، ما ثبت عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حفر ماءً))؛ حفر بئرًا أو عينًا، ويدخل فيها من أخرج سبيلًا صنوبر ماء في الخارج، ((لم يشرب منه كبد حرَّى))؛ أي: عطشى، يعني ما شرب كائن حي عطشان، ((من جن، ولا إنس، ولا طائر، ولا سبع))، من السباع، ((إلا آجره الله يوم القيامة))؛ [(تخ) (1/ 331)، (خز) (1292)، انظر صحيح الترغيب: (963)].



انظر، قطرات من الماء تقدمها لله، كم هو أجرك، بغض النظر عمن يشرب؟ جنًّا كان أو إنسًا أو كائنًا حيًّا.



قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته))، ذهب ليقضي حاجته البشرية، ((فرأينا حُمَّرةً معها فَرخَان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة))، والحمرة: طائر صغير لونه أحمر كالعصفور؛ [عون المعبود (6/ 110)]، ((فجعلت ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم))، وكأنها عرفت أنه هو المسؤول عنهم، وكأنها عرفت أنه هو أرحم منهم، فجاءت تطلبه فكاك أسيريها، تطلب من القائد محمد صلى الله عليه وسلم، ((فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم)) ذهبت إليه وهو يقضي حاجته، فجاء ليلبي طلبها، (فقال: من فجع هذه بولدها؟! رُدُّوا ولدها إليها))؛ رحمةً لها، ((ورأى قرية نمل قد حرقناها))، الظاهر أن النمل قرصهم فأحرقوا هذه القرية، ((فقال: من حرَّق هذه؟ قلنا: نحن))، فجوابهم أن هذا أمر طبيعي عندهم، ((قال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار))؛ [الحديث بزوائده: (د) (2675)، (د) (5268)، (خد) (382)، (حم) (3835)، انظر صحيح الأدب المفرد: (295)، انظر الصحيحة: (25)، (طل) (336)، انظر الصحيحة: (487)، صحيح الترغيب: (2268)].



وفي رواية: ((لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله عز وجل))؛ [(حم) (4018)، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح].



ممنوع أن تعذب خلق الله بالنار يا عبدالله، الذبيحة إذا ذبحتها تضعها على النار، لكن بعد أن تزهق روحها، وتخرج مطلقًا، أما وهي حية، فلا يجوز، حتى القملة والبرغوث ممنوع تضعه على الجمر، اقتله بأي مبيد حشري؛ أما الحرق بالنار فلا يجوز، وهذا من رحمة الإسلام والمسلمين، ورحمة محمد عليه الصلاة والسلام، حتى عند ذبح الدابة، عندما تذبح كبشًا أو تيسًا، أو دجاجة أو طيرًا، للحاجة، فلا بد من رحمتها وأنت تذبح، ورحمتها أن تزهق روحها بآلة حادة حتى لا تطيل عذابها وألمها؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة))، قد أضجعها ويضع رجله عليها، ويريد أن يذبحها، ((وهو يُحِدُّ شفرته))، يحد السكين ورجله عليها، ((وهي تلحظ إليه ببصرها))، مع السكين، تعرف أن السكين للذبح، ((فقال صلى الله عليه وسلم، قال الرحمة المهداة: ((أتريد أن تميتها موتات؟)) المطلوب أن تذبحها مرة واحدة، وأنت بهذا الشيء تميتها عدة مرات، تجعلها تتألم، ((هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها؟))؛ [الحديث بزوائده: (طس) (3590)، (عب) (8608)، (ك) (7570)، انظر صحيح الجامع: (93)، الصحيحة: (24)].



وعن قرة بن إياس رضي الله عنه قال: ((قال رجل: يا رسول الله، إني لأذبح الشاة فأرحمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والشاة إن رحمتها، رحمك الله))؛ [(حم) (15630)، (ك) (7562)، صحيح الجامع: (7055)، والصحيحة: (26)].



وعن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من رحِم ولو ذبيحة عصفور))، أصغر من العصفور لا يوجد ما يذبح، تريد أن تذبحه لتأكل، فمن رحم ولو ذبيحة عصفور ((رحمه الله يوم القيامة))؛ [(طب) (8/ 234 ح7915)، (خد) (381)، انظر صحيح الجامع: (6261)، والصحيحة: (27)].



ونحن أحوج ما نكون إلى الرحمة ليرحمك الله يوم القيامة.



وهكذا بيَّن لنا الرحمة المهداة كيف نرحم خلق الله جميعًا، فكيف برحمتنا لأنفسنا؟ ورحمتنا بمن حولنا من خلق الله؟



الآن إنسان ما عنده هذه الصفة، صفة الرحمة منزوعة من قلبه، ماذا قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم؟



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تُنزَع الرحمة إلا من شقي))؛ [(ت) (1923)، (د) (4942)، (حم) (7988)، انظر صحيح الجامع: (7467)، صحيح الترغيب: (2261)]، نسأل الله السلامة.



فإذا ما كان عندك رحمة، تفقَّد نفسك، فلا تنزع الرحمة إلا من شقيٍّ، فارحم عباد الله، وارحم خلق الله.



وعن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يرحم لا يُرحم، ومن لا يغفر لا يُغفر له، ومن لا يتُب، لا يُتب عليه))؛ [(طب) (ج2 ص351 ح2476)، (خد) (371)، انظر صحيح الجامع: (6600)، الصحيحة: (483)].



فصلِّ اللهم وسلم وبارك على الرحمة المهداة، محمد بن عبدالله، فقد صلى الله عليه في كتابه؛ فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وارحم اللهم الخلفاء الأربعة؛ أبا بكر وعمرَ وعثمانَ وعليًّا، وسائر الصحابة أجمعين، اللهم ارحمهم وارحمنا وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.



اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.



اللهم لا تَدَعْ لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مبتلًى إلا عافيته، ولا غائبًا أو مهاجرًا أو مسافرًا أو سجينًا إلا رددته إلى أهله سالمًا غانمًا يا رب العالمين.



﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].



 توقيع : حكاية ناي ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 04-21-2024, 10:58 AM   #2



 
 عضويتي » 17
 جيت فيذا » Oct 2022
 آخر حضور » يوم أمس (05:25 PM)
آبدآعاتي » 383,273
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » سنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond reputeسنينى معاك has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة » 171
الاعجابات المُرسلة » 160
مَزآجِي   :
 آوسِمتي »

سنينى معاك متواجد حالياً

افتراضي



بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
دمت بحفظ الله ورعايته


 توقيع : سنينى معاك

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.