رياح عكسية تضرب الطاقة الخضراء .. التخلي عن الوقود الأحفوري مجرد خرافة
أغفل المخططون للطاقة الخضراء فكرة أن الاقتصاد القائم على الفيزياء يفضل المنتجين منخفضي التكلفة، لذا بات التخلي عن الوقود الأحفوري مجرد خرافة ضمن خرافات كثيرة حول الطاقة والاقتصاد، وذلك مع عدم تقدم التحول إلى الاقتصاد الأخضر على النحو المأمول.
وفي الواقع، قد لا تكون أمريكا والاتحاد الأوروبي بعيدتين عن التراجع اقتصاديا، لأن السبل إلى الطاقة الخضراء، المدعومة، ليست سالكة فعليا.
قيل لنا إن السيارات الكهربائية هي الطريق نحو المستقبل، ولكن معدل نموها يتباطأ. في الربع الأول من 2024 بلغ معدل النمو في أمريكا 3.3 %، مقارنة بنحو 47 % قبل عام. إذا كانت مبيعات السيارات الكهربائية ستتوسع حقا، فستحتاج إلى أسعار أقل، وبنية تحتية أفضل للشحن.
"ووفقا لتقرير جيل تفيربيرج نشرته على موقع "أويل برايس، افترض كثيرون أن مبيعات الألواح الشمسية المنزلية ستواصل الارتفاع إلى الأبد، لكن مبيعاتها في أمريكا تتقلص الآن.
وتشير رابطة صناعات الطاقة الشمسية وشركة وود ماكينزي الاستشارية إلى أن عمليات تركيب الألواح الشمسية المنزلية في أمريكا من المتوقع أن تنخفض 13 % هذا العام.
القول، إن طاقة الرياح والطاقة الشمسية تمثلان إضافة حقيقية إلى إمدادات الكهرباء في أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي مجرد خرافة، على العكس، يبدو أن أسعارها تؤدي إلى نقص إمدادات الكهرباء.
من الغريب، في أمريكا والاتحاد الأوروبي، عندما تتم إضافة طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى الشبكة الكهربائية، يبدو أن إمدادات الكهرباء تصبح أقل.
ووفقا لما نقلته أويل برايس عن "إن إي آر سي"، وهي مؤسسة غير ربحية في أتلانتا، جورجيا، فإن معظم الشبكات الكهربائية في أمريكا تواجه خطر نقص الموارد حتى 2027.
وإمكانية زيادة أمريكا والاتحاد الأوروبي لاستخدام السيارات الكهربائية، أو الذكاء الاصطناعي بشكل كبير دون الاعتماد على الوقود التقليدي هي خرافة أخرى.
وفي إنتاج السيارات الكهربائية وفي الذكاء الاصطناعي يتم استخدام الكهرباء بكثافة. نصيب الفرد من إمدادات الكهرباء في أمريكا والاتحاد الأوروبي لم يعد ينمو.
وتكثيف توليد الكهرباء يستغرق وقتا طويلا، ويتطلب زيادة كبيرة في استهلاك الوقود التقليدي، وفي الخطوط الناقلة.
والحديث عن إمكانية استمرار الاقتصاد العالمي كالمعتاد، مهما حدث لإمدادات الطاقة وللديون المتزايدة، هو من باب الخرافات أيضا.
نظريا، مشكلات سوق العقارات في الصين قد تؤدي إلى انفجار فقاعات ديون حول العالم. ومن المعلوم أن الاقتصاد العالمي يعتمد على فقاعة ديون متنامية، وعلى عرض متزايد باستمرار من السلع والخدمات.
وطالما أن هناك إمدادات متزايدة من الطاقة منخفضة الأسعار، من الأنواع المعتمدة على البنية التحتية القائمة، فإن الاقتصاد يميل إلى التقدم.
وأكبر خرافة هي أن الاقتصاد العالمي يمكن أن يستمر في النمو إلى الأبد. وبناء على الاعتبارات الفيزيائية، لا يمكن أن نتوقع من الاقتصادات أن تكون هياكل دائمة.
ويحصل الإنسان على طاقته من الغذاء، بينما الاقتصادات مدعومة من منتجات الطاقة التي نستخدمها من خلال بنيتنا التحتية القائمة. ولا يمكن لأي منهما أن ينمو إلى الأبد، أو يستمر بدون منتجات الطاقة من الأنواع الصحيحة وبالكميات المناسبة.
لقد أصبحنا معتادين على الروايات التي نسمعها لدرجة أننا نميل إلى افتراض أن ما يقال لنا يجب أن يكون صحيحا.
ومن الممكن أن تستند هذه الروايات على أمنيات، أو نماذج غير كافية، أو وجهة نظر تنم عن رغبة في شيء صعب المنال: "نحن لا نريد الوقود التقليدي على أي حال".
نحن نعلم أن البشر يحتاجون إلى الغذاء، وأن الاقتصادات ستستمر في احتياجها إلى الوقود التقليدي. لا يمكننا صنع توربينات الرياح أو الألواح الشمسية بدون الوقود التقليدي. ما الذي نخطط لفعله على صعيد الطاقة دون أن يكون السبيل إليه عبر الوقود الأحفوري ؟
في عالم متناه، لا يمكن للاقتصادات أن تستمر إلى الأبد. نحن لا نعرف على وجه التحديد ما الخطأ الذي سيحدث ووقت حدوثه، لكن بوسعنا أن نحصل على إشارة من الإخفاقات الأخيرة للخرافات التي تزعم أن اقتصادنا قد يشهد تغيرا كبيرا في المستقبل غير البعيد.