حديث: الاستجمار تو ورمي الجمار تو
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الاسْتِجْمَارُ تَوٌّ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ تَوٌّ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ تَوُّ، وَالطَّوَافُ تَوٌّ، وإِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ بِتَوٍّ»؛ رواه مسلم.
تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم، حديث (1300) وانفرد به.
شرح ألفاظ الحديث:
((الاسْتِجْمَارُ)): هو استعمال الحجارة في إزالة وتجفيف البول والغائط.
((تَوٌّ)): بفتح التاء وتشديد الواو؛ أي: وتر، والمقصود أنه عدد فرد لا شفع.
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
الحديث فيه بيان أن عدة أمور هي فردية، وليست شفعية، بل وترًا، فرمي الجمار سبع حصيات والطواف سبعة أشواط، وكل هذا على الوجوب، وأيضًا الاستجمار تقدَّم في كتاب الطهارة أن أقله ثلاث أحجار؛ كما دل عليه حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وأصله في البخاري، والثلاث وتر، فإن لم ينق بثلاث زاد رابعة، فإذا نقي زاد خامسة من أجل الإيتار؛ لأن الاستجمار تو؛ أي وتر.
واختُلف: هل الإيتار بعد الثلاث مستحب أو واجب؟ وتقدَّمت المسألة في كتاب الطهارة، وأن الأظهر وجوبه لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الباب: ((وإِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَجْمِرْ بِتَو))، ولقوله: ((مَن استجمر فليُوتر))، والحديث متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه، والأمر يقتضي الوجوب ولا صارف عنه.
الفائدة الثانية:
الحديث فيه تكرار الاستجمار، ففي أوله قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الاسْتِجْمَارُ تَو))، وفي آخره قال صلى الله عليه وسلم: ((وإِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَجْمِرْ بِتَو))، وهذا فيه مزيد اهتمام بأمر الاستجمار والتطهر؛ لتَكراره وتهاون بعض الناس فيه، فالجملة الأولى خبرية، والثانية طلبية فيها مزيد اهتمام ضد الشأن، والله أعلمُ.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|