تحول الفرنسي أمير عبدو، مدرب منتخب موريتانيا الأول لكرة القدم، إلى بطل قومي في الدولة الواقعة أقصى شمال غربي القارة السمراء، بعد الإنجاز التاريخي، المتمثل في الفوز على الجزائر «1ـ0»، والتأهل للمرة الأولى إلى دور الـ16 من بطولة كأس أمم إفريقيا 2023.
وكرر عبدو مع منتخب موريتانيا ما فعله خلال فترة إشرافه على تدريب منتخب جزر القمر، ووقتها قاده للمرة الأولى أيضًا إلى عبور مرحلة مجموعات البطولة القارية في نسختها الماضية، التي استضافتها الكاميرون، بعد أن حقق نتائج متميزة، أبرزها الفوز على غانا «1ـ0» في مفاجأة أذهلت الجميع، لكن مسيرة المنتخب انتهت بالخسارة أمام الجابون «0ـ1» في ثمن النهائي.
ولد أمير عبدو في الثامن من يوليو 1974 بمدينة مارسيليا الفرنسية، لأسرة أصولها من جزر القمر، واحترف مجال التدريب عام 2012، وكانت البداية بتدريب فريق مغمور وهو جولفيتش الفرنسي، قبل أن يتولى تدريب منتخب جزر القمر خلال الفترة من 2014 وحتى 2022.
وحقق أمير عبدو نجاحات كبيرة مع فريق جزر القمر، بعدما قاده في 45 مباراة دولية، حقق خلالها 11 فوزًا، و16 تعادلًا، مع تلقيه الخسارة في 18 مواجهة، ليحقق الإنجاز الأهم مع المنتخب بالتأهل إلى منافسات دور الـ16 في كأس إفريقيا 2021.
وانتقل أمير عبدو إلى تدريب منتخب موريتانيا عام 2022، بعد مسيرته الطويلة رفقة جزر القمر، ليعيد كتابة التاريخ مرة أخرى في البطولة الإفريقية، حيث نجح في قيادة منتخب "المرابطين" إلى تحقيق انتصاره الأول في النسخة الجارية من البطولة القارية، وكان على حساب الجزائر 1ـ0، وبذلك حصل المنتخب على ثلاث نقاط ثمينة وضعته ضمن أفضل المنتخبات أصحاب المركز الثالث، ليحجز مقعده في دور الـ16 للمرة الأولى في تاريخه.
وعاش عبدو ليلة لا تُنسى بعد التأهل التاريخي للمنتخب الموريتاني، وانهمرت دموع الفرح من عينيه احتفالًا بالإنجاز، وقال في تصريحات لوسائل الإعلام: «عشت قبل ذلك نفس اللحظات مع جزر القمر، حين فزنا على غانا وتأهلنا، والآن نفعل الأمر ذاته ضد منتخب الجزائر لكن مع الفريق الموريتاني. يجب أن نؤمن بحظوظنا ونستغل أي فرصة في البطولة».