رفع الأعمال في القرآن مناقض للرفع في شعبان
رفع الأعمال في القرآن مناقض للرفع في شعبان
الآية الصريحة في رفع الأعمال هي قوله سبحانه :
" إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه"
والآية ليس فيها أي تحديد لوقت رفع العمل الصالح أو صعود الكلام الطيب وهو ما يعنى أنه كل وقت
بالطبع الصعود والرفع ليس معناه الطلوع إلى مكان لأن الله ليس له مكان حتى يطلع له في المكان الكلام والعمل
والمقصود بالصعود هو تسجيل الكلم الطيب كما في قوله سبحانه :
" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
ورفع العمل الصالح معناه أيضا تسجيله كما قال سبحانه :
" وكل شىء فعلوه في الزبر" وهو الكتاب
وهو معنى قوله سبحانه :
"وما تكون فى شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين"
فالكلم الطيب هو تلاوة القرآن والشأن والعمل هو العمل الصالح وشهود الله عليه هو علمه به وهو تسجيله في الكتاب المبين
إذا معنى رفع العمل الصالح هو تسجيله في كتاب الأعمال سواء الفردى الخاص بكل مخلوق أو في كتاب القدر الشامل وهو الكتاب المبين
والسؤال الذى يجب سؤاله:
ما السبب في إشاعة أكذوبة رفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان بين الناس رغم وجود روايات الرفع الشعبانى في كتب أقل صحة عند أهل الحديث من الكتب الحديثية التي وردت فيها روايات الرفع كل يوم أو في يوم الاثنين والخميس أو في يوم الخميس فقط في كتب أكثر صحة ؟
لو أن أحدنا آتاه واحد وقال له :
أنا أصعد على سطح الدار في ليلة النصف من شهر شعبان كل عام
ثم آتاه بعد فترة وقال له:
أنا أصعد على السطح يوم الاثنين والخميس فقط من كل أسبوع
ثم أتاه مرة ثالثة وقال له:
أنا أصعد على السطح يوم الخميس فقط من كل أسبوع
ثم أتاه مرة رابعة فقال له :
أنا أصعد على السطح في الليل مرة وفى النهار مرة
فإنه إما سيقول على هذا القائل أحد قولين :
الأول أنه كذاب
الثانى أنه مجنون
لأن هذا التعارض والتناقض في الأقوال لا يفعله إلا واحد قصد الكذب أو إنسان لديه خلل في نفسه يجعله لا يدرك ما يقول
هذا ما فعله الرواة الذين رووا الأحاديث عن النبى(ص) في مسألة رفع الأعمال في وقت معين أرادوا منا أن نتهمه إما بالكذب أو بالجنون
وبالطبع الرسول الخاتم(ص) ليس بكاذب ولا مجنون وإنما المجانين هم من ألفوا الروايات ناسبين إياها إليه فجعلوه مرة يقول:
1- أن الأعمال ترفع مرة في شعبان وقد حددوا دون جملة صريحة ليلة النصف من شعبان كما في الرواية التالية:
2873- أَخبَرنا عَمرُو بنُ عَليٍّ، عَن عَبدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدثنا ثَابِتُ بنُ قَيسٍ أَبو الغُصْنِ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبو سَعِيدٍ المَقْبُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنَ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" رواه النسائى في السنن الكبرى
2-وجعلوه يقول مرة :
أنها ترفع في يومى الاثنين والخميس من كل أسبوع في الرواية التالية وأشباهها حيث نسبوا لها التالى :
6638- [36-...] حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، رَفَعَهُ مَرَّةً قَالَ : تُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، لِكُلِّ امْرِئٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا ، إِلاَّ امْرَءًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيُقَالُ : ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا"رواه مسلم في صحيحه
3- وجعلوه يقول مرة:
أنها ترفع في يوم الخميس من كل أسبوع حيث نسبوا له أنه قال في الرواية التالية:
10415- حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْخَزْرَجُ، يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ السَّعْدِيَّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ يَعْنِي مَوْلَى عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَلاَ يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ. رواه أحمد في مسنده
4- وجعلوه يقول مرة:
أنها ترفع يوميا ليل نهار حيث نسبوا له الرواية التالية:
366- [295-...] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَابْنُ بَشَّارٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعٍ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يَرْفَعُ الْقِسْطَ وَيَخْفِضُهُ ، وَيُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ ، وَعَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ"رواه مسلم في صحيحه
بالطبع لا يمكن أن يقول خاتم النبيين(ص) أي شيء مخالف لكتاب الله وهو رفع العمل أولا بأول
كما لا يمكن أن يكون خاتم النبيين(ص) مخرف مجنون أو قوال كاذب فهو ما يتعارض مع قوله سبحانه :
" وما ينطق عن الهوى "
ويجب على كل مسلم أن يكذب الاعتقاد الشائع عن رفع العمل في ليلة النصف من شعبان لأنها حتى تلك الروايات التي ورد فيها رفع العمل في شعبان ليس فيها حديث يحدد ليلة النصف من شعبان فكلها تتحدث عن رفعه في شهر شعبان دون تحديد ومنها :
-"شعبان بين رجب وشهر رمضان : تغفل الناس عنه ترفع فيه أعمال العباد، فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم أي فأحب أن أصوم شعبان ( هب ) عن أسامة- ( ض ) "روى في الجامع الصغير من حديث البشير النذير
-"أَخبَرنا عَمرُو بنُ عَليٍّ، عَن عَبدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدثنا ثَابِتُ بنُ قَيسٍ أَبو الغُصْنِ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبو سَعِيدٍ المَقْبُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنَ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" رواه النسائى في سننه الكبرى
-"حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا ثابت بن قيس قال حدثني أبو سعيد المقبري قال حدثني أبو هريرة عن أسامة بن زيد قال قلت يا رسول الله رأيتك تصوم في شعبان صوما لا تصوم في شئ من الشهور إلا في شهر رمضان قال : " ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب وشهر رمضان ترفع فيه أعمال الناس فأحب أن لا يرفع لي عمل إلا وأنا صائم "رواه ابن أبى شيبة في مصنفه
-"عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ! قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ "تفرد به أبو الغصن ثابت بن قيس، ولا يتحمل التفرد به."روى في كتاب الأحاديث المعلولة عند العدوى
وواجبنا هو التوبة من هذا الاعتقاد الكاذب المبنى على غير أساس فحتى الأساس المعلول الكاذب ليس فيه نص عن ليلة النصف من شعبان
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|