هي الأمراض المرتبطة بثقافات معينة (culture-bound syndrome)أي الأمراض ذات الأعراض المنحصرة على عدد من الثقافات أو الأشخاص لأسباب متعلقة بالخصائص النفسية والاجتماعية المشتركة بينهم.
في الطب والأنثروبولوجيا الطبية تعرّف المتلازمة المرتبطة بالثقافة أو المتلازمة الخاصة بالثقافة أو المرض الشعبي على أنها مزيج من الأعراض النفسية والجسدية التي تعتبر مرضًا يمكن التعرف عليه فقط داخل مجتمع أو ثقافة معينة. ولا وجود لأيّ تغييرات كيميائية حيوية أو هيكلية في أعضاء أو وظائف الجسم، والمرض غير معترف به في الثقافات الأخرى. وقد تم تضمين مصطلح «متلازمة مرتبطة بالثقافة» في الإصدار الرابع من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (الجمعية الأميريكية للطب النفسي، 1994) والذي يتضمن قائمة بأكثر الحالات المرتبطة بالثقافة شيوعًا (DSM-IV: الملحق الأول). النسخة المطابقة في إطار ICD-10 - المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض -(الفصل الخامس) هي الاضطرابات الخاصة بالثقافة المحددة في الملحق 2 من معايير التشخيصية للبحث.
بصورة عامة، يمكن الإشارة إلى المرض اللذي من الممكن أن يعزى إلى أنماط سلوك معينة داخل ثقافة معينة إلى أنه مرض سلوكي محتمل؛ كما هو الحال في حالات تعاطي المخدرات أو تعاطي الكحول والتدخين، يمكن تحديد انتقال العدوى من خلال التعزيز الجماعي والتفاعلات الشخصية. وبناء على «علم أسباب الأمراض» قد يكون من الصعب التمييز بين المساهمة السببية للثقافة على المرض من العوامل البيئية الأخرى مثل التسمم. [2]
المميزات
تتميز المتلازمات المرتبطة بالثقافة بما يلي:
التصنيف على أنه مرض في الثقافة (أي ليس سلوكًا طوعيًا أو ادعاءً كاذبًا).
معرفة واسعة بالثقافة.
الافتقار التام للإلمام أو سوء فهم حالة الأشخاص في الثقافات الأخرى.
عدم وجود تشوهات بيوكيميائية أو تشوهات في الأنسجة يمكن إثباتها بموضوعية.
عادة ما يتم التعرف على الحالة ومعالجتها بواسطة الطب الشعبي للثقافة.
تتضمن بعض المتلازمات الخاصة بالثقافة أعراضًا جسدية (ألمًا أو اضطرابًا في وظيفة جزء من الجسم)، بينما يكون البعض الآخر سلوكيًا بحتًا. تظهر بعض المتلازمات المرتبطة بالثقافة بسمات متشابهة في العديد من الثقافات، ولكن بسماتت محددة محليًا، مثل مرض «ذعر القضيب».
لا تتشابه المتلازمة المرتبطة بالثقافة مع مرض موضعي مصحوب بتشوهات نسيجية محددة ومعروفة وسببية، مثل مرض الكورو أو مرض النوم أو حالات وراثية تقتصر على مجموعات سكانية معينة. من الممكن أن الحالة التي نم الافتراض بأنها متلازمة سلوكية مرتبطة بالثقافة ثم تبين أن لها سبب بيولوجي؛ فسيتم إعادة تعريفه بعد ذلك إلى فئة أخرى بناء على علم تصنيف الأمراض.
وجهات نظر طبية
تنص الجمعية الأمريكية للطب النفسي على ما يلي:
يشير مصطلح «متلازمة مرتبطة بالثقافة» إلى أنماط متكررة خاصة بالمكان من السلوك الشاذ والتجربة المقلقة التي قد تكون مرتبطة أو غير مرتبطة بفئة تشخيصية معينة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-IV). كما يُنظر إلى العديد من هذه الأنماط محليًا على أنها «أمراض» أو على الأقل آلام، ومعظمها لها أسماء محلية. على الرغم من أنه يمكن العثور على العروض التقديمية التي تتوافق مع فئات DSM-IV الرئيسية في جميع أنحاء العالم، إلا أن الأعراض المحددة والمسار والاستجابة الاجتماعية غالبًا ما تتأثر بالعوامل الثقافية المحلية. في المقابل، تقتصر المتلازمات المرتبطة بالثقافة عمومًا على مجتمعات أو مناطق ثقافية محددة وهي فئات محلية وشعبية وتشخيصية تؤطر معاني متماسكة لمجموعات معينة متكررة ومنمطة ومثيرة للقلق من التجارب والملاحظات.
يعد مصطلح «متلازمة مرتبطة بالثقافة» مثيرًا للجدل؛ لأنه يعكس الآراء المختلفة لعلماء الأنثروبولوجيا والأطباء النفسيين.حيث يميل علماء الأنثروبولوجيا إلى التأكيد على الأبعاد النسبية والخاصة بالثقافة للمتلازمات، بينما يميل الأطباء إلى التأكيد على الأبعاد العامة والنفسية العصبية. [5] [6]. كما جادل (Guarnaccia & Rogler 1999) بخصوص التحقيق في المتلازمات المرتبطة بالثقافة وفقًا لشروطهم الخاصة، حيث أنهم يعتقدون بأن المتلازمات لها تكامل ثقافي كافٍ ليتم التعامل معها كموضوع بحث مستقل[7].
تشير بعض الدراسات إلى أن المتلازمات المرتبطة بالثقافة تمثل طريقة مقبولة ضمن ثقافة معينة (وسياق ثقافي) بين بعض الأفراد المعرضين للإصابة (مثل ataque de nervios في جنازة في بورتوريكو) للتعبير عن الألم والحزن بسبب صدمة أوتجربة مؤلمة[8]. قد يؤدي مظهر مشابه للضيق عند النزوح إلى ثقافة طبية في أمريكا الشمالية إلى نتيجة مختلفة جدًا، بل وحتى سلبية، لفرد معين وعائلته[9].كما تم إعادة تاريخ وأصول بعض المتلازمات مثل متلازمة دماغ فاج إلى بريطانيا الفيكتورية في القرن التاسع عشر بدلاً من غرب إفريقيا.
في عام 2013، أسقط ال (DSM 5) مصطلح متلازمة مرتبطة بالثقافة، مفضلاً الاسم الجديد «المفاهيم الثقافية للضائقة»