أدانت وزارة الصحة في السودان هجوم مروّع قامت به قوات «الدعم السريع» على المستشفيات والمؤسسات الطبية في البلاد، يوم الجمعة الماضية، على حد قولها. وأوضحت وزارة الصحة في السودان أن أحد الكوادر الطبية قُتل في هذا الاعتداء. وجاء في البيان الصادر عن الوزارة، أن المجموعة المسلحة تعمدت ترويع الكوادر الطبية والمرضى والطاقم الإداري، كما قامت بضرب الرصاص وأمرت جميع الكوادر بالانبطاح أرضًا، وتم أيضًا استهداف بعض الأقسام الإدارية وقسم الحسابات والخزنة. وأكدت أن هذا الهجوم البشع هو المرة الأولى التي تتعرض فيها كوادر طبية داخل مستشفى للقتل المباشر والمتعمد أثناء أداء واجبهم المهني، بحسب البيان. ولفتت الوزارة إلى أنه «بسبب هذا الاعتداء الفاحش، توقفت الخدمات في مستشفى الشهداء، الذي يعد حاليًا المستشفى الوحيد القادر على تقديم خدمات الطوارئ والأطفال والنساء والتوليد والجراحة لمعظم أحياء محلية بحري، بعد توقف معظم مستشفيات المنطقة». ومن ثم يتعرض الوضع الصحي للسكان في منطقة بحري لخطر كبير يهدد حياتهم، وفقاً للبيان. ونوّهت الوزراة إلي أنه يجب أن يتحمل المسؤولون مسؤوليتهم عن هذا الهجوم الشنيع، وأن تُبذل جهود حثيثة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال العنيفة التي تستهدف المرافق الطبية الحيوية. وأضافت: «ينبغي أن تُتخذ الإجراءات اللازمة لتوفير الأمان والحماية للكوادر الطبية والمرضى والمؤسسات الصحية، حتى يتمكن السكان من الحصول على الرعاية». مع تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، تجددت الاتهامات أيضاً بين الطرفين. بدورها، اتهمت وزارة الداخلية السودانية، «الدعم السريع» بإطلاق سراح سجناء لنشر الفوضى. وقال المستشار الإعلامي للداخلية، أمس، «إن قوات الدعم السريع اقتحمت مقار للشرطة من أجل إطلاق سراح سجناء كي تعم الفوضى»، بحسب ما نقل عنه تلفزيون القاهرة الإخباري. وأشار إلى أن مقاتلي تلك القوات التي يرأسها محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، استهدفوا منشآت صحية كي تنهار المنظومة الصحية في البلاد. إلى ذلك، أكد أن الدعم السريع تعرضت لضربات قوية من الجيش أفقدتها الكثير من قدراتها العسكرية وكذلك خطوط الإمداد. يشار إلى أنه منذ اندلاع القتال العنيف بين القوتين العسكريتين الكبيرتين، منتصف أبريل الماضي، انزلق السودان الذي كان يعد أصلاً من بين أفقر الدول حول العالم، إلى هاوية أزمة إنسانية كبيرة، وسط تعثر انتقال ووصول الإمدادات الطبية وبعض المواد الإغاثية، فضلاً عن توقف أغلب المستشفيات بالعاصمة الخرطوم وإقليم دارفور عن العمل. فيما سقط مئات الضحايا، ونزح أكثر من مليونين ونصف المليون إنسان داخلياً وإلى الدول المجاورة، لاسيما مصر وتشاد وغيرهما. ولم تفلح عشرات الهدن في إيقاف المعارك بين الجانبين، بينما تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك تلك الهدن