تفسير سورة التوبة للناشئين (الآيات 94 - 111)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (94) إلى (99) من سورة «التوبة»:
﴿ لن نؤمن لكم ﴾: لن نصدقكم.
﴿ نبأنا الله ﴾: أخبرنا.
﴿ انقلبتم ﴾: رجعتم.
﴿ رجس ﴾: قذر لخبث باطنهم.
﴿ الأعراب ﴾: أهل البدو.
﴿ أجدر ﴾: أحق وأولى.
﴿ مغرمًا ﴾: غرامة وخسرانًا.
﴿ يتربص بكم الدوائر ﴾: ينتظر أن تنزل بكم المصائب.
﴿ عليهم دائرة السوء ﴾: دعاء عليهم بالغدر والشرّ.
﴿ صلوات الرسول ﴾: دعواته واستغفاره (للمنفقين).
مضمون الآيات الكريمة من (94) إلى (99) من سورة «التوبة»[1]:
1- تواصل الآيات الحديث عن المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة «تبوك» بأنهم بعد عودة الجيش منتصرًا قدَّموا الاعتذارات إلى الرسول وإلى المؤمنين، لكن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين ألاَّ يصدقوهم؛ لأن اعتذارهم اعتذار كاذب، وتبيِّن أنهم سيؤكدون اعتذاراتهم عن التخلف بالحلف، وطلب من المؤمنين أن يعرضوا عنهم لخبث باطنهم.
2- ثم تقرر أن أهل البدو أشدُّ كفرًا ونفاقًا من أهل المدن، لجفائهم وغلظ طباعهم، وبعدهم عن سماع القرآن.
3- ثم تبيِّن أن من هؤلاء الأعراب من ينفق في سبيل الله، ولكنه يعتبر هذا الإنفاق غرامة وخسرانًا؛ لأنه لا يرجو ثوابًا، بل ينفقه خوفًا، وينتظر أن تنزل المصائب على المسلمين فيتخلص منهم.
4- ومن هؤلاء الأعراب فريق آخر يؤمن بالله واليوم الآخر، ويعتبر ما ينفقه في سبيل الله تقرُّبًا إلى الله، ووسيلة إلى مرضاة الرسول ودعواته.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (94) إلى (99) من سورة «التوبة»:
1- من إعجاز القرآن الكريم إخباره المؤمنين بأحوال المنافقين وأعمالهم وما في نفوسهم.
2- الأعراب منهم المنافقون ومنهم المؤمنون، والمنافون والكافرون منهم أشد وأعظم نفاقًا وكفرًا من غيرهم.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (100) إلى (106) من سورة «التوبة»:
﴿ أعدَّ لهم ﴾: هيَّأ لهم.
﴿ الأعراب ﴾: أهل البادية.
﴿ مردوا على النفاق ﴾: مرنوا عليه ودربوا به، أو أقدموا وعتوا.
﴿ عسى ﴾: يرجى ويتوقع.
﴿ تزكِّيهم بها ﴾: تنمِّي بها حسناتهم وأموالهم.
﴿ صَلِّ عليهم ﴾: ادعُ لهم واستغفر لهم.
﴿ سكنٌ لهم ﴾: طمأنينة، أو رحمة لهم.
﴿ يأخذ الصدقات ﴾: يقبلها ويثيب عليها.
﴿ الغيب ﴾: ما احتجب عن الأبصار والعقول.
﴿ الشهادة ﴾: الحضور والشهود، والمقصود أن الله يعلم ما خفي وما ظهر.
﴿ وآخرون مرجون ﴾: وآخرون من المتخلفين مؤخرون لا يقطع لهم بتوبة.
مضمون الآيات الكريمة من (100) إلى (106) من سورة «التوبة»:
1 - تبيِّن الآيات رضا الله سبحانه وتعالى عن السابقين الأولين إلى الإسلام من المهاجرين والأنصار، ومن اتبعهم.
2 - ثم تذكر أن بعض الذين حول المدينة (من أهل البادية) منافقون، وكذلك بعض أهل المدينة قد مرنوا على النفاق، الله يعلمهم، وسيعذبهم في الدنيا وفي الآخرة، وأن هناك رجالاً آخرين اعترفوا بذنوبهم في التخلف عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في «تبوك»، قد خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا فيرجى أن يتوب الله عليهم.
3 - ثم توجه الأمر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يأخذ من أموال هؤلاء التائبين المعتذرين صدقة تطهرهم من الشحّ والذنوب، وتركِّي نفوسهم وأموالهم، وتنمِّي حسناتهم، وأن يدعو ويستغفر لهم.
4 - ثم توضح قبول الله سبحانه وتعالى التوبة عن عباده وقبول صدقاتهم، وإثابتهم عليها؛ لأنه هو التواب الرحيم.
5 - وتذكر أن هناك متخلفين آخرين عن غزوة «تبوك»، لا يقطع لهم بتوبة، فإما يعذبهم وإما يتوب عليهم.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (100) إلى (106) من سورة «التوبة»:
1 - نعيم الدنيا لا يمنع نعيم الآخرة، وكذلك عذاب الدنيا لا يمنع عذاب الآخرة.
2 - لم يكن النفاق مقصورًا على سكان البادية بل كان من أهل المدينة من مرنوا على النفاق وتعودوا عليه.
3 - لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا المؤمنون يعرفون المنافقين جميعًا بل أخفى الله أمر بعضهم.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (107) إلى (111) من سورة «التوبة»:
﴿ إرصادًا ﴾: ترقبًا وانتظارًا، أو إعدادًا.
﴿ لمسجد ﴾: هو مسجد «قباء»، أو المسجد النبويّ.
﴿ على شفا جرف ﴾: على حرف بئر لم تبن بالحجارة.
﴿ هار ﴾: هائر متصدع أو متهدم.
﴿ فانهار به ﴾: فسقط البنيان بالباني.
﴿ ريبة ﴾: شكًّا ونفاقًا.
﴿ تقطع قلوبهم ﴾: تتقطع وتتفرَّق أجزاءً بالموت.
﴿ ومن أوفى بعهده من الله ﴾: لا أحد أوفى بالعهد من الله.
مضمون الآيات الكريمة من (107) إلى (111) من سورة «التوبة»:
1 - تتحدث الآيات عن الذين بنوا مسجد الضرار من المنافقين؛ ليكون معقلاً لهم، ثم تنهى النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيه، وتبيِّن أن مسجد «قباء» أحق بالصلاة فيه، وتثني على أهله الذين يحبُّون طهارة الظاهر والباطن.
2 - ثم توضح أن من أسس بنيانه على مخافة من الله، ورجاء في رضوانه خير ممَّن أسس بنيانه على حافة بئر مشرف على السقوط، فسقط مع بانيه في نار جهنم (تمثيل لمسجد قباء ومسجد الضرار).
3 - ثم تبيِّن فضل الجهاد في سبيل الله بالأنفس والأموال، وما أعده الله للمجاهدين من أجر عظيم.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (107) إلى (111) من سورة «التوبة»:
1 - الجهاد في سبيل الله فريضة، والتخلف عنه معصية تستوجب التوبة.
2 - النفاق مرض اجتماعي ندَّد به المنهج القرآني في سور كثيرة.
3 - أهمية المسجد في الدعوة إلى الله ورسوله؛ لأن رسالته ليست مقصورة على الصلاة.
4 - الطهارة مطلب إسلامي عظيم، يحبها الله ورسوله، سواء منها طهارة الظاهر، بإزالة النجاسة والتطهر من الحدث الأصغر والحدث الأكبر، أو طهارة الباطن من الشك والنفاق والرياء والخبث والخداع، والحقد والحسد... وغير ذلك.
[1] يبدأ هذا الجزء من الآية (93) من سورة التوبة، وقد سبق شرح هذه الآية في الجزء السابق، مراعاة لوحدة الصفحات المصحفية.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|