تفسير سورة التوبة للناشئين (الآيات 73 - 93)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (73) إلى (79) من سورة «التوبة»:
﴿ أغلظ عليهم ﴾: شدِّد عليهم ولا ترفق بهم.
﴿ وهموا بما لم ينالوا ﴾: من الفتك بالنبي ليلة العقبة عند عودته من «تبوك» وهم بضعة عشر رجلاً فضرب «عمار بن ياسر» وجوه الرواحل ففروا.
﴿ ما نقموا ﴾: ما كرهوا وما عابوا شيئًا.
﴿ لنصدَّقن ﴾: لنتصدقن.
﴿ تولوا ﴾: أعرضوا عن طاعة الله.
﴿ فأعقبهم ﴾: فجعل مصيرهم.
﴿ نجواهم ﴾: ما يتحدثون به سرًّا من الطعن في الدين.
﴿ يلمزون ﴾: يعيبون (وهم المنافقون).
﴿ جهدهم ﴾: طاقتهم ووسعهم (الفقراء).
﴿ سخر الله منهم ﴾: أهانهم وأذلَّهم جزاءً وفاقًا.
مضمون الآيات الكريمة من (73) إلى (79) من سورة «التوبة»:
1- تطلب الآيات من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحارب الكفار والمنافقين وأن يشتدَّ عليهم، وتتوعدهم بجهنم التي هي أسوأ مصير.
2- ثم تعيب على «الجلاس بن سويد» وأمثاله أنهم يحلفون بالله ما قالوا ما نسب إليهم من الكلام، وتؤكد أنهم قالوا كلمة الكفر، وقد تاب «الجلاس» وصحَّت توبته بعد نزول الآية.
3- ثم توضِّح موقف بعضهم (ثعلبة بن حاطب أو غيره) وقد عاهد الله على أن يتصدَّق ويكون من الصالحين إذا أعطاه الله من فضله، فلما رزقه الله رزقًا واسعًا بخل وأعرض، فجعل الله عاقبتهم نفاقًا ثابتًا في قلوبهم إلى يوم القيامة.
4- ثم تتحدث عن هؤلاء الذين يعيبون المتطوعين من المؤمنين والذين لبوا دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما حثَّهم على الصدقة، كما عابوا على الذين لا يجدون من المال إلاَّ ما في وسعهم فيستهزئون بهم وقد جزاهم الله على استهزائهم ولهم عذاب أليم.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (73) إلى (79) من سورة «التوبة»:
1- الله - عز وجل - لا يقبل من الصدقات إلا ما كان عن طيب نفس ومن غير رياء أو حب للظهور والتفاخر.
2- الله - عز وجل - يعلم أسرار عباده وأحوالهم، ولا يخفى عليه شيء مما في صدورهم، ومما يتحدثون به بينهم، وسيجازي كل إنسان على ما عمل أو قال.
3- تضحية أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكل ما في وسعهم وبذلهم ما في طاقتهم لنصرة الدين، وجهاد أعدائه.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (80) إلى (86) من سورة «التوبة»:
﴿ الفاسقين ﴾: الخارجين عن حدود الشرع.
﴿ خلاف رسول الله ﴾: بعد خروجه، أو لأجل مخالفته.
﴿ لا تنفروا ﴾: لا تخرجوا للجهاد في غزوة «تبوك».
﴿ الخالفين ﴾: المتخلفين عن الجهاد.
﴿ لا تقم على قبره ﴾: لا تقف على قبره للدفن أو الزيارة.
﴿ أن آمنوا ﴾: بأن آمنوا.
﴿ أولو الطول منهم ﴾: أصحاب الغنى والسعة من المنافقين.
﴿ ذرنا ﴾: اتركنا.
﴿ مع القاعدين ﴾: مع الذين قعدوا عن الجهاد لعذر.
مضمون الآيات الكريمة من (80) إلى (86) من سورة «التوبة»:
1- تبيِّن الآيات موقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المنافقين عندما أراد أن يصلي على عبدالله بن أبيّ (رأس المنافقين)، مجاملة لابنه عبدالله الذي سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يستغفر لوالده، وهو مريض فاستغفر له، فلمَّا نزلت الآية قال - عليه السلام -: لأزيدن عن السبعين، لكن الله قطع بعدم المغفرة لهم؛ لكفرهم بالله ورسوله.
2- ثم تذكر أن الذين تخلفوا عن الجهاد في غزوة «تبوك» قد فرحوا بتخلفهم، وكرهوا المجاهدة بأموالهم وأنفسهم، وحذروا الناس من الخروج للحرب في شدة الحر.
3- ثم تتحدث إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه إذا رده الله إلى المدينة من غزوة «تبوك» وفيها جماعة من المتخلِّفين فاستأذنوه للخروج إلى غزوة أخرى، فعليه أن يمنعهم من ذلك؛ لأنهم رضوا بالقعود عن الجهاد أول مرة.
4- ثم توجه التحذير إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة على من مات من المنافقين، ومن الوقوف على قبره لدفنه أو زيارته.
5- ثم تبيِّن أن بعض أهل الغنى من هؤلاء المنافقين عندما تنزل سورة بالدعوة إلى الإيمان والجهاد مع رسوله يستأذنوك الرسول في التخلف عن الجهاد طالبين أن يتركهم مع القاعدين الذين قعدوا لعذر.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (80) إلى (86) من سورة «التوبة»:
1- معرفة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأقدار أصحابه، وحسن معاملته لهم، كما فعل مع عبدالله بن عبدالله بن أبيّ.
2- المنافقون ليسوا أهلاً للاستغفار؛ لأن الله - عز وجل - لن يغفر لهم.
3- التبرؤ من المنافقين، وعدم الصلاة على أحد منهم إذا مات، وعدم القيام على قبره للاستغفار أو الدعاء.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (87) إلى (93) من سورة «التوبة»:
﴿ الخوالف ﴾: النساء المتخلفات عن الجهاد.
﴿ طُبع ﴾: خُتم.
﴿ لهم الخيرات ﴾: لهم الخير الكثير في الدنيا والآخرة.
﴿ المفلحون ﴾: الفائزون.
﴿ المعذرون ﴾: المعتذرون بالأعذار الكاذبة.
﴿ ليؤذن لهم ﴾: ليسمح لهم في القعود عن الجهاد لعذرهم.
﴿ الضعفاء ﴾.كالشيوخ.
﴿ حرج ﴾: إثم أو ذنب في التخلف عن الجهاد.
﴿ سبيل ﴾: طريق بالمؤاخذة.
﴿ تولوا ﴾: انصرفوا.تفيض من الدمع: تمتلئ بالدمع فتصبه.
مضمون الآيات الكريمة من (87) إلى (93) من سورة «التوبة»:[1]
1- تواصل الآيات الحديث عن أغنياء المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة «تبوك» بغير عذر مستأذنين النبي - صلى الله عليه وسلم -.
2- لكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم، فضمن الله لهم الخيرات الكثيرة في الدنيا والآخرة.
3- ثم تتحدث عن المعتذرين من الأعراب الذين جاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليأذن لهم في القعود لعذرهم، فأذن لهم (وهم نفر من بني غفار).
4- ثم تبيِّن الأعذار التي لا إثم على من قعد معها عن القتال بشرط أن ينصحوا في حال قعودهم لله ورسوله.
5- كذلك تعذر السبعة «البكائين» من الأنصار أو من «بني مقرن» الذين طلبوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحملهم للجهاد فلم يجد ما يحملهم عليه، فانصرفوا في حزن شديد وبكاء مرير؛ فأشركهم الله عز وجل في الأجر مع الجاهدين، وتعيب الذين يستأذنون النبي - صلى الله عليه وسلم - في القعود، وهم قادرون أغنياء.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (87) إلى (93) من سورة «التوبة»:
1- ذم المتخلفين عن الجهاد مع القدرة عليه ومع وجود الغنى والسعة جبنًا وإيثارًا للرَّاحة.
2- فضل الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال، وعظمة ثواب المجاهدين في الدنيا والآخرة.
3- يسر الإسلام وسماحته في قبول أعذار أصحاب الأعذار وإعفاء المرضى والضعاف، وكبار السن، ومن لا يقدر على التجهيز للحرب أو الخروج لها بسبب فقره.
[1]ينتهي الجزء العاشر بالآية رقم (92) من سورة التوبة، ويبدأ الجزء الحادي عشر بالآية (93) من نفس السورة، وقد ضممنا الآية (93) في التفسير؛ مراعاة لوحدة الصفحات المصحفية.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|