ويمر الأبناء ـ كما هو واضح ـ في الجو العائلي بمرحلتين، يحتاجون
فيهما إلى الرعاية والعناية، وهاتان المرحلتان هما:
1ـ مرحلة الطفولة.
2ـ مرحلة
المراهقة.
وواضح أن مرحلة المراهقة أشد خطراً في حياة الانسان،
وتحتاج إلى حكمة في التربية والتوجيه، وعناية من الأبوين فائقة.
ومن المفيد
هنا أن ندوّن بعض الارشادات العملية لتعليم الأبناء، وإرشادهم في كل من
المرحلتين:
* إن أولى الوصايا و الإرشادات العملية هي أن يحرص الأبوان على
تكوين علاقة طيبة بينهما، فإن عدم الانسجام و الخلاف، أو التصرفات غير السليمة بين الأبوين في البيت، تنعكس على سلوك الأطفال و الأبناء، فالأب الذي لا يحترم الأم، أو الأم التي لا تحترم الأب، أو المشاجرة المستمرة، أو حالة السخط وعدم الرضى، أو جو الكآبة والكراهية، إن كل ذلك ينعكس سلبياً على الأبناء، ويؤثر تأثيراً مخرباً في سلوكهم وأخلاقهم و حالاتهم النفسية، كما أن علاقة الأبوين بالأبناء، وأسلوب التعامل معهم، يترك أثره الحسن، أو السئ في نفوسهم، وعلاقتهم المستقبلية بالأبوين، وعلاقتهم بالمجتمع.
* فالطفل الذي لا يشعر بالحب والحنان والرعاية من
أبويه، قد ينشأ طفلاً غير سوي، عدواني السلوك والنزعة، وربما ساقه ذلك التعامل إلى التشرد والكراهية، أو يصاب بعقدة نفسية سلبية.
* وسوء المعاملة مع الطفل المراهق، وعدم احترام شخصيته، قد يقوده إلى الإساءة إلى والديه، وإلى الآخرين، وتكوين عقدة النقص عنده.
والتضييق عليه في التعامل، وحرمانه المادي، قد يجره إلى الكذب أو السرقة والاحتيال.
* وان التفريق في التعامل بين الأبناء، وعدم اشعارهم بالحب والعناية المتكافئة، كثيراً ما يدفعهم إلى الكراهية فيما بينهم، وإلى النفور من الأبوين، وضعف الرابطة بهما، وإلى التوغل في عقوقهما.
* وإن الانطواء والعزلة في جو العائلة عن الأهل والجيران
والمجتمع، يتركان أثرهما السلبي في حياة الأبناء، أمّا إذا وجد الأبناء آباءهم
يعيشون علاقات طيبة مع الأرحام والأقارب والجيران والأصدقاء، كالزيارات، وتبادل
الهدايا، والضيافة، والاهتمام بحوائجهم، فإنّهم يتلقّون هذه الأخلاق والعادات
الحسنة، ويتأثرون بها.
* من الضروري أن يرسم الأبوان منهاجاً ثقافياً
تربوياً لأبنائهم، منذ الصغر والطفولة، يلقّنوهم الآيات والعبارات الإسلامية،
كالشهادتين وبعض أقوال الرسول الكريم(ص)، والتعريف بحياة الرسول (صلى الله عليه
وسلم ) وسيرته وأهل بيته، على شكل قصص وموضوعات مختصرة.
* وتربيتهم على ذكر الله، والتعلّق به، كالتسمية عند البدء بالطعام
والشراب، والحمد لله عند الانتهاء منهما، والاستعانة به عند حصول الشدائد، والشكر
له عند قضاء الحوائج وحصول الخير… الخ.
* تربية الطفل، وتدريبه على مفهوم الاعتذار والتوبة، إذا أخطأ وأساء، فيطلب منه أن يقول: (أعتذر، أو عَفواً، أو
أستغفرُ الله… الخ)، مع توجيهه، وإرشاده، و معاقبته إذا كان الموقف يستدعي العقوبة، دون أن يبالغ في العقوبة.