اللوحة التي حملت عنوان “Fräulein Lieser”، أو الآنسة ليسر، يُعتقد أنها واحدة من آخر أعمال الرسام النمساوي الراحل، وأثارت ضجة كبيرة في عالم الفن، حيث بيعت عند الحد الأدنى من تقييمها الذي يتراوح بين 30 مليون يورو و50 مليون يورو أي ما يعادل 32 مليون دولار إلى 53.4 مليون دولار.
وتحقق اللوحة بذلك أقل من نصف سعر بيع لوحة كليمت “سيدة ذات مروحة”، التي بيعت في لندن العام الماضي، وهي من آخر لوحات كليمت لتصبح أغلى عمل فني يتم بيعه على الإطلاق في مزاد أوروبي، حيث بيعت مقابل 85.3 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل 108.4 مليون دولار.
أما “الآنسة ليسر”، فتجسد امرأة ذات شعر بني غامق وبشرة نقية وعينين لطيفتين، ترتدي عباءة زرقاء مزينة بالزهور، على خلفية درجات مختلفة من اللون الأحمر، لتظل ذات لغز محير، حول هوية تلك المرأة، إذا رسمت اللوحة، في عام 1917 قبل وقت قصير من رحيل الفنان في عام 1918، وظلت مفقودة لوقت طويل، قبل أن تعلن دار كينسكي للمزادات في فيينا طرحها للبيع بعد ظهورها في مجموعة خاصة.
وقالت دار المزادات في بيان صحفي، الأسبوع الماضي، “إن إعادة اكتشاف هذه الصورة، وهي واحدة من أجمل الفترة الإبداعية الأخيرة لكليمت، هو أمر مثير للإعجاب”. لوحة الآنسة ليسر
ووثقت هذه القطعة المفعمة بالحيوية والملونة في كتالوجات أعمال الفنان، لكن الخبراء لم يروها إلا في صورة بالأبيض والأسود، وغير معروف هوية الفتاة المجسدة فيها، حيث كان الأخوان أدولف وجوستوس ليسر من رواد الصناعة في الإمبراطورية النمساوية المجرية.
وتشير كتالوجات أعمال كليمت إلى أن أدولف كلف الفنان برسم ابنته المراهقة مارغريت كونستانس. ومع ذلك، يشير بحث جديد أجرته دار المزادات إلى أن زوجة جوستوس، ليلي، استأجرته لرسم إحدى ابنتيهما.
ووفقا لدار المزادات، عبر موقعها الإلكتروني، فإن الآنسة ليسر، زارت مرسم كليمت تسع مرات في أبريل ومايو 1917، وأجرى ما لا يقل عن 25 دراسة أولية، وعلى الأرجح بدأ اللوحة في مايو من ذلك العام.
وتشير إلى أن الفنان اختار صورة ثلاثية الأرباع لتصويره ويظهر المرأة الشابة في وضع أمامي صارم، بالقرب من المقدمة، على خلفية حمراء غير محددة، فيما رسمها وعباءة مزينة بالزهور ملفوفة حول كتفيها.
وتوضح أن الألوان المكثفة للوحة والتحول نحو ضربات الفرشاة الفضفاضة والمفتوحة تظهر كليمت في ذروة فترته المتأخرة. جوستاف كليمت
وتوفي كليمت بسكتة دماغية في فبراير التالي عام 1918، وكانت اللوحة لا تزال في الاستوديو الخاص به مع عدم الانتهاء من بعض الأجزاء الصغيرة تمامًا، حتى تم تسليمها لعائلة ليسر، لكن مصيرها الدقيق بعد عام 1925 غير واضح، بحسب دار المزادات.
وتوضح الدار أن “الأصل القانوني للصورة، قد حصل عليها في الستينيات وانتقلت إلى المالك الحالي عبر ثلاثة وراثة متتالية”، موضحة أنه كان من المقرر بيع اللوحة نيابة عن مالكيها النمساويين، الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم، إلى جانب الورثة القانونيين لـ”أدولف وهنرييت” ليسر بناءً على اتفاق يتوافق مع مبادئ واشنطن لعام 1998”.
وتأسست مبادئ واشنطن عام 1998، وكلفت الدول المشاركة بإعادة الأعمال الفنية التي صادرها النازيون إلى أصحابها الشرعيين.
فيما توضح كلوديا مورث جاسر، المتخصصة في الفن الحديث في معهد إم كينسكي، في تصريحات نقلتها CNN، أن البائع بالمزاد فحص تاريخ اللوحة ومصدرها بكل الطرق الممكنة في النمسا، مضيفة: “لقد فحصنا جميع الأرشيفات ولم نعثر على أي دليل على أن اللوحة قد تم تصديرها إلى خارج النمسا أو مصادرتها أو نهبها”.
وتقول: “ليس لدينا أي دليل على أن اللوحة لم تُنهب مطلقًا في الفترة الزمنية بين عامي 1938 و1945″، مضيفة أن “هذا هو السبب وراء قيامنا بترتيب اتفاق بين المالك الحالي وجميع أحفاد عائلة ليسر وفقًا لمبادئ واشنطن”.
وتكمن أهمية تلك للوحة في ندرتها، حيث توضح أن صور كليمت للنساء “نادرًا ما تُعرض في المزادات”، ولوحة بهذه الندرة والأهمية الفنية والقيمة لم تكن متاحة في سوق الفن في أوروبا الوسطى منذ عقود”.
[/CENTER]
عضويتي 
بيع لوحة كليمت المفقودة منذ قرن بـ32 مليون دولار
العرض العادي
