تغريدات منوعة د. بندر الشراري 2
قد تقف مع أحد في حاجة، وتعينه على قضائها بمالك أو جاهك أو معرفتك، ثم يدير لك ظهره، وربما قلب لك ظهر المِجَنّ. لا تحزن، فإنه وإن كان هذا اللئيم ليس أهلًا لمعروفك، ولكنك أهل في أن تبذل المعروف. ثمّ إن خروج اللئيم من حياتك، مكسب، كدخول الكريم في حياتك.
مهما بلغ كلامنا في التفاؤل فهو لا يعطي أكثر من بصيص أمل. وأما ﴿لا تَدري لَعَلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بَعدَ ذلِكَ أَمرًا﴾ فتفتح آفاقًا من الأمل.
أكثرُ ما يكون الكلامُ جارحًا، عندما يَصدر ممن يُنْتَظَر منه أطيب الكلام. فإيّاك وكلمة تقولها فتذهب، ويسمعها أخوك فيتعب. والبِدار البدار بالاعتذار، لِتَجبر ما حصل من انكسار.
أربعة لا تُجالسهم ولو بقيت وحدك: الحقود. والكذّاب. وكثير التشكّي. والمغتاب.
أتدرون ما الصّواب الذي يُشبه الخطأ؟ هو الذي يُقال في الوقت الخطأ.
الجدال ثلاثة أنواع: عميق. عقيم. معيق.
بُغضُ اللئيم لك، شرف.
من ليس له مشروع في حياته سيعيش في هامش الحياة وفي مهبّ الريح؛ لأنه ليس له أساسٌ يعتمد عليه، ولا سقف أملٍ يستظل تحته.
مشروع أب مع أولاده. مشروع أمّ في بيتها. مشروع متعلّم مع جاهل. مشروع غني مع فقراء. مشروع ترك عادات سيئة. أي مشروع خير، حتى مع الحيوانات. المهمّ، لا تجلس فارغًا.
حسن الخاتمة ليس مقصورًا على أن تموت في مسجد أو على سجادة أو والمصحف بين يديك لقد مات رسول اللهﷺ على فراشه ومات أبو بكر كذلك. حسن الخاتمة=أن تموت على الإسلام، وقد برئت من النفاق. أن تموت وليس لأحد عندك مظلمة. أن تموت وأنت تحبّ لقاء الله. أن تموت فيكون أول من يفقدك مُصلّاك ومصحفك.
قيل: "استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان" وهذ صحيحٌ عقلاً ومروءةً وعُرفًا. فمن تسرّع بالإعلان ولم يقضِ حاجته بالكتمان، تعرّض للحرمان أو التثبيط أو العدوان
كل انتصاراتك الخارجية وهمية، إن لم لم تنتصر على هواك.
تصلك رسالة، مطلعها في الإشعارات: (لا حول ولا قوة إلا بالله) أو (إنا لله وإنا إليه راجعون) فتفزع؛ لظنّك أن شيئًا مكروهًا قد حصل، فيتبيّن لك أن المرسل وضع هذا الذكر اسمًا له. تخيّل أن شخصًا طرق عليك الباب، فلما فتحت له قال: إنا لله وإنا إليه راجعون! كيف ستكون ردة فعلك؟
ما أحسن أن يجتمع لك في وقت واحد: الإرادة، والوجود، والعزم. فتلك ثلاثة كاملة. إن فرّطت فيها ضاعت وقد لا تحصل لك بعد ذلك. وإن اغتنمتها حمدت عقباها، أو لم تندم عليها. وأنت ترى اليوم أن الشيء قد يوجد ولا تكون إرادة، أو تكون إرادة ولا يكون وجود، أو يوجد الشيء مع الإرادة، ويُفقد العزم.
﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًا﴾ المخرج=قد يأتيك في صورة صبر يتسع له الصدر، ثم يكون عليه الأجر. قد يكون في مواساة تأتيك من موفق، فتنسى معها ما حلّ بك من ضيق. قد يكون في شُغل يُبعدك عن التفكير بتلك المصيبة، ويقرّبك من الله. المخرج ليس الذي تراه، بل فيما يُقدّره الله.
حافظ على هذه الثلاثة، لتساعدك على ترتيب أمورك الحسية والمعنوية: ١- حافظ على الصلاة في جماعة، والمرأة في وقتها. ٢- اجعل لك وردًا يوميًّا من القرآن تستفتح به يومك قبل أن تفتح جوّالك. ٣- خصّص لك دقائق كل يوم تخلو فيها بالذكر والدعاء.
إذا أردت أن تعرف فضيلة الحِلم، فجرّب قبل أن ترسل رسالة عتاب أو ردّ غاضب أن تؤجّلها نصف يوم. فإذا لم ترسلها بعد ذلك تبيّن لك أنك لو أرسلتها قبلُ لكان سببًا لندمك. فإن أرسلتها بعد ذلك فهو عتاب ناضج. المهم لا تُرسل وأنت مُغضب.
الانشعال بالمباحات هروبًا من الحرام، عبادة وغنيمة.
أيامنا أوراق تقويم، لا ندري ما عددها. فتعامل مع كل يوم وكأنه الورقة الأخيرة، واملَأها بحسن السيرة والسريرة.
علّم ولدك أدب الصمت كما يتعلّم حُسن الكلام. وأن يُقدّم بين يدي كلامه صمتَ تفكّر. وأن يفكّر عشر مرات قبل أن يتكلّم مرّة. وأن الكلمة له ما لم تخرج من فيه، فإذا خرجت كانت له أو عليه. وأن قلّة الأدب ليست من النقد في شيء، فإما أن ينقد بعلم أو يسكت بحلم. وأن يحترم الكبار ليكون كبيرًا.
عند شك طرف بآخر في تصرف سيئ، فأكبر خطأ هو التجسس طلبًا لقطع الشك باليقين. قد يكون اليقين المطلوب سببًا لأن تكبر المشكلة إذا انكشفت.
ابتعد عن التجسس لثلاثة أمور:
١-أنه لا يجوز.
٢-لتسلم من تهمة غيرك بالسوء.
٣-تعطي نفسك مجالًا أنك واهم.
وعلى أسوأ احتمال تعطي الآخر فرصة للتوبة بهدوء.
﴿وتفقّدَ الطير فقال ما ليَ لا أرى الهدهد أم كان مِن الغائبين﴾
الغياب ذنب، لكن سليمان عليه السلام، قدّم العذرَ للهدهد واحتمالَ الخطأ منه، أي قد يكون موجودًا ولكنه لم يرَه.
وذُكِر أن قتيبة بن مسلم اتّهم أبا مجلز ببعض الأمر
فقال له أبو مجلز:أيها الأمير تثبّت فإن التثبّت نصف العفو.
اوّل من يفقدك في غيابك، أشدّهم حبًّا لك، أو أكثرهم حقدًا عليك.
الأول شوقًا.
والثاني تربُّصًا.
في الأمثال:
الشيب عنوان الموت. الشيب توأم الموت.
الشيب قذى عين الشباب. الشيب شرّ العمائم. الشيب كفن الشعر.
انظروا لكمية التشاؤم واستبشروا بقمة التفاؤل قال الرسولﷺ: "لا تنتفوا الشيب؛ فإنه نور يوم القيامة، من شاب شيبة كتب الله له بها حسنة وحطّ عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة"
أعظم نعمة أن تُهدى إلى الإسلام. وأعظم منها أن تموت عليه. ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]
عمر المؤمن غنيمة لأن عمر المؤمن كل لحظه منه غنيمة وفرصة لعمل صالح فإن النبي ﷺ نهاه عن تمني الموت معللاً بأن ذلك يقطعه عن العمل قال رسول الله ﷺ « لا يتمن أحدكم الموت يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيراً » رواه مسلم
قيل: "احذر ممن يبغضه قلبُك"
أحيانًا لا يرتاح قلبك لشخص، فالعاقل الحازم في مثل ذلك لا يُصرّح بذلك لأحد، ولا يُبدي لهذا الشخص ما في قلبه عنه، لكنه يحتاط لنفسه فلا يستعجل بتكوين علاقة صُحبة معه، ولا يُطلعه على ما لا يُخبر به إلا الصاحب المصافي. وفي الغالب أن القلب لا يَكْذِبُ صاحبه.
هذه الجوالات من أخف ما تكون حملاً على الناس في الدنيا ومن أثقل ما تكون وزراً وحملاً على بعض الناس في الآخرة.
لست أغبط صاحب المال إلا إذا كان صاحب فَعال، وإلّا فإن كلّ مال لا فَعال معه، وبالٌ على صاحبه.
وكان مِن دعاء قيس بن سعد بن عبادة:
اللهمّ ارزقني حَمْدًا ومَجْدًا؛ فإنه لا حَمْدَ إلا بِفَعال ولا مجدَ إلا بمال.
أكثر مخاوفك الماضية من المستقبل لم تحدث، وهكذا مخاوفك اليوم.
فادفع مخاوف المستقبل بأنها ستكون من أوهام الماضي.
وحتى لو حصلت، فمِن رحمة الله إن كانت مصيبة أن ينزل معها من الصبر مما لا تستشعره الآن، وإن كانت مشكلة أوجدَ لها الحل الذي تجهله اليوم.
اجعل علاقتك مع حسن الظن بالله قوية.
ربما كان من عقوبة الشخص أن يشتغل بأذية الناس فتكثر سيئاته، وهو يرى عمله حسنًا لأنه قوي وجريء ولا يجامل. وقديمًا، لا يؤذي الشخصُ إلا من رآه وعرفه، وأما اليوم فقد يؤذي المئات وهو لا يراهم ولا يعرفهم، متستّرًا خلف جهازه، قد اتخذه الشيطان مطية ليؤذي الناس. فنعوذ بالله من الحرمان.
العلم شيء، والعقل شيء آخر. فمثلًا: الدكتوراه تعطيك علمًا، ولكن لا تعطيك عقلًا. والتجارب تُعطيك عقلًا، ولكن لا تُعطيك علمًا.
ومن جميل ما قيل في الشعر العامي: بعض المشاكل حَلّها بالفراسه لاشان وجه الوقت وامتَسّْ حبله يضيع فيها فيلسوف الدراسه ويحلّها لك شايبًا يتبع إبله
قال ﷺ: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه" أثر الأبوين في التربية كبير. وكما أن المولود يُولد مفطورًا على عبادة الله وحده، فكذلك يولد مفطورًا على معرفة جنسه والتخلّق به، فأبواه بإهمالهما قد يُشَذِّذانِه ويَحرِفانِه ويَغُشّانِه. فكونوا قريبين منهم.
من نِعَمِ الله على العبد في هذا الزمن، حُبُّهُ لمباحٍ يملأ به وقتَه، ويشكر عليه ربَّه، ينشغل به عن مجالس السوء وغيبة الناس، ولا يُشغله عن أداء ما أوجبه الله عليه.
الخطأ طبيعة بشريّة. والاعتذار منه حسنة خُلُقيّة. والمكابرة فيه جِبلّة شيطانيّة. سيعذرونك أنك أخطأت، لكنهم لن ينسوا أنك كابرت.
نصف الراحة ان تعلم ان الحياة ليست مطبوعة على الراحة
إطلاقُ البصر، سجن. وغَضُّه، إطلاق سراح.
قال مُطَرِّف بن عبدالله بن الشِّخِّير: "إنك لَتلقىٰ الرجلين، أحدهما أكثر صومًا وصلاةً وصدقةً، والآخر أفضل منه بَوْنًا بعيدًا.
قيل له: وكيف ذاك؟ قال: هو أشدُّهما ورعًا لله عن محارمه."
اصبروا عن المحارم، تُسَقْ لكم المكارم.
قيل في الشقي ثلاث كلمات كأنهن نصوص محكمات:
١- قيل: الشقي من لا يثق بأحد لسوء ظنه، ولا يثق به أحدٌ لسوء فعله.
٢- وقيل: الشقي من كان مشغولًا بلا دِين ولا دنيا.
٣- وقيل: الشقي من كان بين سخط الخالق، وشماتة المخلوق.
المحروم مَن مُنع الدعاء، لا مَن مُنِع الإجابة؛ فالدعاء عبادة.
لا تُجادل من ليس عنده شيء يخسره، لا قيمة دينية ولا اجتماعية ولا أسرية.
من لا يعرف سُوءَ ما كتب أو قال، إلا بعد أن يكثر فيه المقال.
من الناس من لا يُحسن أن يتكلّم إلا بتحريك يده، أو بالعبث بشيء بين يديه، أو بكثرة الالتفات، وكأن هذه الحركات وقودٌ لكلامه.
قال عبدالملك بن مروان: "لو ألقيتُ الخيزُرانة مِن يدي لذهب شَطرُ كلامي"
إذا بُليتَ بمعصية، ورأيت مَن حفظه الله منها، فاسأل الله له الثبات، ولنفسك الهداية، ولا تسخر منه، أو تبرّر لنفسك، فتجمع على نفسك معصيتين، الثانية أشدّ من الأولى. ومهما كنتَ بعيدًا عن التوبة كما تظنّ، فأنت بالسخرية والتبرير لنفسك تُبعِد أكثر وأكثر.
قال رسول الله ﷺ: "إنكم لا تَسَعون الناس بأموالكم، وَلْيَسَعُهُمْ منكم بَسْطُ الوجه وحسن الخلق" رواه الحاكم. ————
كل من ترى له قبولًا بين الناس، ستجد أن السرّ ليس في ماله ولا منصبه ولا جاهه ولا شهرته، وإنما في بشاشة وجهه وطلاقته، وفي حسن تعامله، ولين كلامه.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|