حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبا بالروحاء
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبًا بالروحاء فقال: من القوم؟ قالوا: المسلمون، فقالوا: من أنت قال: رسول الله. فرفعت إليه امرأة صبيًا فقالت: ألهذا حج؟ قال: نعم، ولك أجر. رواه مسلم.
المفردات:
بالروحاء: هي موضع بين مكة والمدينة ويبعد عن المدينة بحوالي ستة وثلاثين ميلًا.
فقال: أي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المسلمون: أن نحن المسلمون المنقادون لأمر الله وأمر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
من أنت: لعل استفهامهم عن شخصه صلى الله عليه وسلم: إما لأن الوقت كان ليلًا فلم يروه صلى الله عليه وسلم، أو كان نهارًا ولكن لم يكونوا قد رأوه صلى الله عليه وسلم من قبل.
صبيا: أي طفلًا.
ألهذا حج: أي أيصح الحج من مثل هذا الصغير؟
ولك أجر: أي ولك ثواب في تحجيجه، وذلك بسبب أنها سبب في حجه وتعليمه أفعال الحج التي يقدر عليها إن كان مميزًا، أو أجر النيابة عنه في الإحرام والرمي والإيقاف، والحمل في الطواف والسعي إن لم يكن مميزًا.
البحث:
هذا الحديث ظاهر الدلالة على صحة حج الصبيان وإن لم يكن الحج واجبًا عليهم، قال الحافظ في الفتح: قال ابن بطال: أجمع أئمة الفتوى على سقوط الفرض عن الصبي حتى يبلغ. اهـ، وظاهر ذلك أن حجه هذا لا يسقط الفرض عنه إن بلغ وإنما يكون له ثوابه يحفظه الله له، وذكر الحافظ أن الطحاوي رحمه الله ساق بإسناد صحيح عن ابن عباس راوي هذا الحديث أنه قال: أيما غلام حج به أهله ثم بلغ فعليه حجة أخرى. اهـ، وقد عنون البخاري في صحيحه فقال: باب حج الصبيان، ثم روى بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بعثني أو قدمني النبي صلى الله عليه وسلم في الثقل من جمع بليل. ثم ساق بإسناده عن السائب بن يزيد رضي الله عنهما قال: حج بي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن سبع سنين.
ما يفيده الحديث:
1- جواز حج الصبي.
2- ثبوت الأجر لمن تولى تحجيجه.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|