حديث: ما يحملكم على أن تتايعوا في الكذب
قال أبو عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يَحملكم على أن تَتَايَعُوا في الكذب كما يَتَتَايع الفَراشُ في النار؟) [1].
قال أبو عبيدة: التتايع التهافت في الشر والمتايعة عليه، يقال للقوم: قد تتايعوا في الشر إذا تهافتوا عليه وسارعوا إليه. قال عنترة: [2] (المتقارب)
تتايع لا ينبغي غيره ♦♦♦ بأبيض كالقبس الملتهبْ
قال أبو عبيد: ومنه قول الحسن بن علي صلى الله عليه وسلم: إن عليا أراد أمرا فتتايعت عليه الأمور فلم يجد منزعا يعني في أمر الجمل. وحديث: لولا أن يَتَتَايع فيه الغَيْران والسَكْران [3] [4].
لم يصرح أبو عبيد بالنص على الدلالة الأصلية المحورية ها هنا، إلا أنه يفهم من خلال تفسيره لفروع مادة (تيع) أنها: (التهافت والمسارعة في اضطراب).
وقد صرح ابن فارس بهذه الدلالة، فقال: التاء والياء والعين، أصل واحد، وهو اضطراب الشيء [5].
وقد أرجع الشارح إلى هذه الدلالة بعض فروع هذه المادة، وهي:
أ) تتايع القوم في الشر: تهافتوا وتسارعوا إليه [6].
ب) تتايع الغيران والسكران: رميه بنفسه في تهافت واضطراب [7].
ويمكن إضافة فروع أخرى وهي:
ج) التيع: ما يسيل على وجه الأرض من جمد ذائب ونحوه [8].
د) الأتيع: المسارع في الحمق، ومن الأماكن ما يجري على السراب على وجهه [9].
وعلى ذلك: فقد أمكن تفسير هذه الفروع في ضوء هذه الدلالة الأصلية للمادة اللغوية (تيع)، وهذه الدلالة هي (التهافت والمسارعة في اضطراب)، مما يشهد بصحة عدها دلالة أصلية لها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|