يتحوّل الماء وفقًا لمجموعة حالات مُختلفة فقد يكون الماء سائلًا بشكله الطّبيعي، أو غازًا “بخار ماء” أو صلبًا على هيئة جليد، وتلك الحالات قد يحدث لها عملية تبديل، على سبيل المثال قد يتحوّل الماء إلى جليد وقد يتبخر إلى ليُصبح غاز أو يتكثّف ليتحوّل مرة أخرى إلى ماء سائل، وهذه العملية تحدث على مجموعة مراحل متنوّعة:
مرحلة التبخُّر: تتواجد المياه دائمًا في شكلها الطّبيعي في البحيرات والمحيطات والمستنقعات وغيرها من المُسطّحات المائيَّة، وبمجرّد صدور أشعة الشمس كمصدر للطاقة ترتفع درجة حرارة الهواء؛ بالتالي تتحوّل جزيئات من الماء عن طريق التبخُّر وترتفع إلى أعلى لتتكوّن الغيوم من بخار الماء.
تبخُّر ماء المسطحات المائيَّة: الجدير بالذّكر أنَّ تبخر الماء لا يحدث إلا عند وصول الماء إلى نقطة الغليان، ومع ذلك تتطلّب بعض المناطق ذات الضغط الهوائيّ والرّطوبة الأقل درجات حرارة أقل لحدوث عملية التبخُّر، أيضًا من الصعب تعرُّض مياه المحيطات إلى التّبخُّر نظرًا لكثافة الملح ووزنه الثّقيل، بالتالي لا تصعد جزيئات الماء إلى أعلى.
تبخُّر الجليد: يتحوّل الجليد ويتبخّر في صورة بخار دون المرور بمرحلة الماء السّائل وتُعرف هذه العلميَّة “بالتّسامي”، حيثُ تحدث نتيجة لمعدّل الرطوبة المُنخفض والرّياح الجافة، وغالبًا ما تحدث تلك العمليَّة عند القمم الجلبيَّة وغيرها من المُرتفعات.
نتح وتبخُّر الماء من أوراق النبات: تُعرف تلك العملية بالنّتح حيثُ ينتُج كميات كبيرة من الماء في الغلاف الجوي نتيجة للمساحات الخضراء الشّاسعة المكوّنة من النّباتات والأشجار، ومع ذلك تعود النسبة الأكبر لبخار الماء إلى تبخُّر ماء البحيرات والجداول والأنهار والتي تُمثٍل نسبة 90% من بخار الماء في العالم.
التكثيف: تحدث مرحلة التّكثيف بعد ارتفاع جزيئات الماء المُتبخّرة إلى السماء، إذ يتلامس بخار الماء مع الهواء البارد في الأعلى ليتحوّل إلى مجموعة سحب وغيوم، مع العلم أنَّ سبب تحريك بخار الماء إلى أعلى يتحكّم فيها معدّل الرياح والتيارات الهوائيَّة، يبدأ بخار الماء بعملية التّكثُّف لتندمج القطرات الصغيرة مع بعضها البعض ويسقط على هيئة قطرات كبيرة “المطر”.
بمجرّد وصول حجم القطرات إلى الحجم الكافي تعمل الجاذبيَّة الأرضيَّة على سحبها إلى أسفل، لتتجاوز معدّل التيارات الهوائيَّة الصَّاعدة، مما يؤدي لسقوط أو هطول الأمطار وهي المرحلة الثالثة من دوره الماء، الجدير بالذّكر أنَّه إذا سقط المطر في أجواء شديدة البرودة وضغط هوائي مُنخفض للغاية، يحدث تبلور وتجمّد لقطرات الماء المُتساقطة “الصّقيع”.
هطول الأمطار: بعد سقوط الأمطار تمتصها الأرض عن طريق عمليَّة يُطلق عليها اسم “التسلل”، حيثُ تقوم التربة وما تحويه من مواد مساميَّة بامتصاص كميات كبيرة من الماء عن طريق هذه العملية، بينما تحتفظ الصّخور وغيرها بنسبة ضعيفة من الماء.
بمجرد أن تتشرّب التربة مياة الأمطار تتحرك المياه في كافة الاتجاهات، حتى تصل مُتسرّبة إلى الجداول القريبة، أو تتخزّن في قاع الأرض في صورة مياه جوفيَّة، إذ تتجمّع تحت الأرض في الزوايا والشقوق المعروفة باسم “طبقات المياه الجوفيَّة” لهذا السبب تكون الأرض أسفل التربة رطبة.
عندما تمتليء طبقات المياه الجوفيَّة تتسرّب نحو السطح ليتكوّن لدينا مجموعة من “الينابيع”، والتي تتواجد عادةً في مجموعات الصّخور المساميَّة، أيضًا إذا تكوّنت الينابيع قريبًا من البراكين، أو أيّ من مصدر الحرارة الطبيعيَّة تُصبح ينابيعًا ساخنة.
الجريان السطحي: بعد تشبّع التربة بمياة الأمطار أو ذوبان الجليد، يظل ساريًا في طريقه باتباعهِ للجاذبية ليتساقط في أقرب مسطحات مائيَّة من أعلى التلال والجبال، أو يتسرّب من التربة وهي عملية تُعرف “بالجريان السطحي” حيثُ وصول المياه إلى البحيرات أو عودته مرة أخرى إلى المحيط.
تجري المياه في الجداول والأنهار أو تنضم إلى المحيط إذا كان قريبًا منها، الجدير بالذّكر أنَّ كمية المياه المتسرّبة إذا زادت عن الحد الطبيعي قد تتسبب في حدوث الفيضانات، والتي تحدث عادةً في فصل الربيع الدافئ بعد فصل الشتاء، وهكذا تستمر دوره الماء بعودة تبخُّر المياه وحدوث التكثيف