متلازمة كيو تي القصيرة تُمثل مرض وراثي للنظام الكهربائي للقلب. وتتكون من مجموعة من العلامات والأعراض، أهمها قِصر فترة كيو تي أثناء عمل رسم قلب (≤ 300 مللي ثانية) والتي لا تتغير بشكل ملحوظ باختلاف معدل ضربات القلب، فيما تكون موجة t طويلة، ويكون القلب طبيعيا من الناهية الهيكلية.
تحدث المتلازمة بسبب طفرات في الجينات المشفرة للقنوات الأيونية التي تنقص فترة جهد الفعل القلبي، ويبدو أنها حالة موروثة بصفة سائدة. تُشخص المتلازمة باستخدام تخطيط كهربائية القلب ذو 12 مسرًى، وتُعالج باستخدام مزيل الرجفان القلبي القابل للزرع أو بالأدوية مثل الكوينيدين.
وُصفت المتلازمة للمرة الأولى عام 2000، وكُشفت أول طفرة جينية متعلقة بها عام 2004.
العلامات والأعراض
يزداد تعرض مرضى متلازمة كيو تي القصيرة لاضطرابات نظم القلب التي تحدث غالبًا في سن صغير، وقد تأخذ أشكالًا حميدةً نسبيًا مثل الرجفان الأذيني، وتسبب مجموعة من الأعراض مثل الخفقان والزلة التنفسية والتعب، وبناء على هذا يجب أن يشك الطبيب بمتلازمة كيو تي القصيرة إذا ظهر الرجفان الأذيني لدى حديث الولادة.
قد تحدث اضطرابات نظم خطيرة أخرى عند المصابين مثل الرجفان البطيني، الذي يقود إلى حوادث إغماء أو موت مفاجئ. يصاب أكثر من ثلث المرضى باضطرابات نظم قلبية أو موت قلبي مفاجئ، بينما تُكشف خمس الحالات خلال المسح العائلي، وتشخص خمس الحالات صدفةً بعد إجراء تخطيط كهربائية القلب (إي سي جي) لسبب آخر.
يمكن للطبيب كشف الحالة بجس النبض إذا فُحص المريض في أثناء اضطراب نظمه القلبي، كما في حالة الرجفان الأذيني. لا يبدي مرضى كيو تي القصيرة شذوذًا في علاماتهم الحيوية عندما ينبض قلبهم بنظم طبيعي، أو ما يدعى النظم الجيبي.
السبب
متلازمة كيو تي القصيرة اضطراب جيني تسببه طفرات في المورثات المسؤولة عن إنتاج بعض القنوات الأيونية ضمن الخلايا القلبية، ويبدو أنه يورث بصفة سائدة. تسبب بعض الأشكال المورثية زيادة تدفق البوتاسيوم خارج الخلية، بينما تنقص أشكال أخرى تدفق الكالسيوم إليها. إن أشيع تأثير لجميع هذه الأشكال المختلفة قصر جهد الفعل القلبي، الذي ينعكس على تخطيط كهربائية القلب السطحي بشكل قصر الفترة كيو تي.