إذا مات القائد أو قتل
إذا مات القائد أو قتل
القائد أو الزعيم أو أيا كان ما يطلق عليه هو :
واحد من الناس لا يختلف عنهم ولذا جعل الله كل المؤمنين :
" إنما المؤمنون اخوة "
إننا كل مثل الأحجار أو اللبنات فى جدران البيوت ل كل واحد منها كالأخر فى وظيفته فإذا أعطينا لواحد مكانة غير المكانة التى وضعه الله فيها فإننا نكون قد تسببنا فى انهيار البيت
لذا قال سبحانه :
" إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "
بالطبع كتب التاريخ مبنية على هذه المصيبة وهى :
أنها تعطى القائد المكانة وتحرم اخوته الذين كانوا معه وهم من قاموا بالجهود والبناء ومع هذا عنما يذكر المؤرخون من قام بالعمل يقولون :
فلان وهو القائد بينما من العمل كله عمل جماعى
لذا طالب الله رسوله(ص) أن يعلنها صريحة مدوية حيث قال :
" قا إنما بشر مثلكم "
وليس هو وحده من قالها وإنما كل الرسل(ص) كما قال سبحانه فى كتابه الكريم :
"قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ "لقد نظم الله فى كتابه عمل المؤسسات والمصالح فمثلا من يعلن الحرب ليس القائد او الزعيم وإنما من يعلن الحرب هو اى فرد من المسلمين يعتدى عليه من قبل عدو خارجى
ومن ثم المقاتل على الحدود إذا أطلق العدو عليه نيرانه فليس مطلوبا منه أن ينتظر إذن من القائد لكى يرد وإنما عليه أن يرد على الفور لأن النص يقول فى كتاب الله :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
وفى التنظيم نجد أن البيض لا يوضع كله فى سلة واحدة وإنما يوضع فى سيلال متفرقة متعددة حتى لا ينتهى وجوده بالتكسر كله إذا تكسرت السلة الواحدة الحاوية له
نجد هذا فى نصيحة يعقوب(ص ) لأولاده بأن يدخلوا مصر من ابواب متعددة وليس من باب واحد
بالطبع ليس الأمر متعلق بالحسد كما زعم المفسرون وإنما هو :
نظام أمان لكى يسلم البعض إذا أصيب أخر بعض أخر
وفى هذا قال سبحانه :
"وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)"
ومن ثم فى تنظيم العمل يجب ألا يجتمع كل أصحاب المناصب فى مكان واحد وإنما يجب أن وجودهم فى أماكن متعددة حتى إذا أصيب البعض سلم الأخرون وفى عصرنا ما يغنى عن الاجتماع وهو :
أدوات الاتصال التى تجعل الكل مع تباعد أماكنهم يرون بعضهم البعض ويتكلمون معا
هذا يجنبنا وقوع كثرة كبيرة من القتلى ولعل من الأخطاء المتكررة التى يرتكبها الاخوة فى فلسطين ولبنان فى ظروف الحرب :
حرصهم على أداء الصلوات فى جماعات
حرصهم على حضور الجنازات
حرصهم على التجمع فى المدارس والمشافى ظنا منهم أن العدو سيقيم وزنا لما أسموه المعاهدات الدولية أو للانسانية ومع انهم لدغوا من نفس الحجر عشرات المرات إلا أنهم ما زالوا يقيمون بالمدارس والمؤسسات التى يبدو أن ألمم المتحدة تقيمها للقتل والجرح وليس لانقاذ الناس
ومن ثم يجب البعد عن التجمعات وعلى رأى أغنية فلسطينية :
كل واحد يعمل خيمة أمام داره
فلو تفرق الناس فى أماكن كثيرة فمن المؤكد أن عدد القتلى والجرحى اليومى سيقل لأن العدو يحسب تكلفة القتل فإن زادت عن حد معين سيتراجع لأن القنبلة التى تقتل العشرات فى تلك الحالة ستقتل واحد أو اثنين ومن سيحتاج لآلاف مؤلفة من القنابل والصواريخ لكى يحدث ما يحدثه من قتل وجرح ودمار
العدو لا يقيم وزن لأى شىء من العهود ومن ثم يجب العمل على التفرق فى مساحات واسعة جدا طبقا لنصيحة يعقوب(ص) لأولاده
موت أو قتل القادة إذا كان هناك نظام عمل طبقا للاحتياطات المذكورة فى كتاب الله لن يؤثر بإذن الله على شىء من قوة المقاتلين أو سلاحهم
ولذا طالب الله المسلمين فى عهد خاتم النبيين (ص) الا يتأثروا بموت النبى(ص) أو قتل الكفار له فيجب أن يظلوا على إسلامهم وهو طاعتهم لله وليس ان ينقلبوا إلى كفرهم
وفى هذا قال سبحانه :
"وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ"
ونجد الله ينصح المسلمين ألا يهنوا بسبب موت فلان أو علان أو بسبب عدد القتلى أو الجرحى أو الدمار عقب الآيات السابقة حيث قال :
"وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)"
وعليه :
التنظيم الذى نظمه الله لكل مؤسسات ومصالح دولة العدل يقى المسلمين من تدهور الأوضاع ويجعلهم فى قوة مستمرة
ومن ثم لا يجب على الناس ان يتأثروا بموت أى قائد أو إصابته فدولاب العمل يجب أن يظل كما هو يعمل بنفس الوضعية
بالطبع :
من كان يعبد القائد فالقائد قد يقتل أو يموت وأما الله فهو حى لا يموت ودينه باق ما بقى الخلق
والعبارة :
" من كان يعبد محمدا فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت "
عبارة خالدة
يجب أن يضعها الناس نصب أعينهم فموت فرد منهم أو قتله لا يجب أن يؤثر على الناس فمن أراد الحزن فليحزن فى قلبه فقط حزنا قليلا
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|